الثلاثاء 2017/05/23

آخر تحديث: 18:30 (بيروت)

انعكاس فوز روحاني على الإعلام الإيراني.. التغيير بدأ؟!

الثلاثاء 2017/05/23
انعكاس فوز روحاني على الإعلام الإيراني.. التغيير بدأ؟!
مصطفى فحص لـ"المدن": سيظهر زخم الاصلاحيين الذي أعاد أيضاً آل رفسنجاني للسلطة (غيتي)
increase حجم الخط decrease
إلى جانب كونه نصراً مدوياً على التيار المتشدد، حمل فوز حسن روحاني بولاية رئاسية ثانية في إيران، جملة من الدلالات والمؤشرات على ما قد تكون عليه صورة السياسة الإيرانية الداخلية والخارجية في المرحلة المقبلة، والتي يشير أبرزها إلى أن روحاني سيكون في وضع أفضل مما كان عليه في رئاسته الأولى يخوّله بأن يكون الزعيم الأعلى بعد وفاة المرشد علي خامنئي، بحسب ما خلص إليه تقرير صدر، الإثنين، عن "معهد الشرق الأوسط الأميركي"، مضيفاً أنه خلال 4 سنوات مقبلة سيحاول روحاني أن يلتزم أقصى درجات الحذر في اختيار معاركه، في حين سيسعى إلى مهادنة خامنئي لاقناعه بأن حماية مستقبل الجمهورية الإسلامية يكمن في قيام النظام بالبدء في تحقيق بعض الرغبات الأساسية للشعب.


على أن قراءة نتائج الانتخابات التي قدمها المعهد المذكور، تشرّع الباب أمام البحث والتقاط المؤشرات التي يمكن رصدها في أداء الإعلام الإيراني في هذا الإطار، تزامناً مع حدث الانتخابات الرئاسية وما تبعها من انتخابات بلدية لها أهمية خاصة لتزامنها مع أحداث خارجية كان على رأسها القمة العربية الأميركية، التي حملت تصعيداً خطابياً حاداً ضد إيران وحلفائها وأتباعها في المنطقة، استدعت بمجملها رداً إعلامياً إيرانياً شرساً على ما  اعتبر محاولات لاستهداف إيران وتحجيم دورها المتنامي. بحيث اصطف الخطاب الإعلامي خلف الموقف الرسمي الذي عبّر عنه وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي دان هجوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملك السعودي على طهران، قائلاً من خلال تغريدة عبر حسابه في "تويتر": إنّ "إيران التي أجرت لتوها انتخابات حقيقية تتعرض لهجوم من جانب رئيس الولايات المتحدة. هل هذه سياسة خارجية أم مجرد حَلْب لمبلغ 480 ملیار دولار من السعودیة؟".

تجديد ولاية روحاني وانتخابه رئيساً للمرة الثانية على التوالي يسلّط الضوء على مستقبل وسائل الإعلام الإيرانية ودورها وكيفية تعاطيها مع مختلف القضايا والأحداث الخارجية والداخلية. فالصحافة الإيرانية تلقفت الخطاب العالي ضد إيران وحزب الله بالرد بخطاب موحّد، على الرغم من الانقاسامات التي تشهدها وسائل الاعلام، وهو أمر طبيعي ومتوقع، بحسب ما يرى الكاتب والخبير في الشؤون الإيرانية، مصطفى فحص، في حديث لـ"المدن"، باعتبار أن الإعلام الإيراني بتياراته المختلفة لا يخرج عادة عن ثوابت يندرج ضمنها الدفاع عن الحلفاء والأتباع وفي مقدمتهم حزب الله.

لكن، وفي المقلب الآخر وعلى الصعيد الداخلي تحديداً، فإن فوز روحاني في الانتخابات المفصلية الأخيرة، وما اكتسبه من زخم شعبي كبير للإصلاحيين والمعتدلين، سيحقق الكثير لهم على أكثر من صعيد، خصوصاً لجهة الإعلام الذي يُتوقع من روحاني أن يوليه اهتماماً لناحية رفع سقف الحريات، بحسب ما يقول فحص، الذي يرى بأنّ بوادر التغيير بدأت تظهر في الخطاب الإعلامي وأداء وسائل الإعلام مباشرة عقب وصول روحاني مرة أخرى لسدة الرئاسة.

فهل يعني ذلك أن الامتيازات التي يمكن أن يمنحها للإصلاحيين قد تترجم انفتاحاً اعلامياً تدريجياً في إيران، بحيث يلعب روحاني دوراً أكبر من خلال موقعه كرئيس للجمهورية؟ أم أن هذا الأمر لا يعدو عن كونه مجرد كباش سياسي مع المحافظين؟ بحسب قراءة فحص، فإنّ الأمور هذه المرة تشير إلى أن هناك نية حقيقية لتحقيق ذلك، حيث يظهر في المؤشرات الأولية لأداء الإعلام أن القوة التي يمتلكها الإصلاحيون اليوم تأخذ مساراً متنامياً، ويُستدل على ذلك من خلال تحقيقهم الفوز في الانتخابات البلدية في مدن ومحافظات أهمها العاصمة طهران التي جرت مباشرة عقب الانتخابات الرئاسية.

هذه الانتخابات البلدية، على أهميتها، لم تحظَ بتغطية مناسبة بالنسبة لنتائجها ودلالاتها ومفاعيلها، سواء، في الاعلام الايراني أو الغربي وهو الأمر الذي يفسّره فحص بأنه يرجع إلى أن القراءات أجمعت على أن وصول روحاني ستكون له تداعيات على أكثر من صعيد، أهمها تبيان الزخم الذي ناله الاصلاحيون والذي أعاد آل رفسنجاني للسلطة، بعد فوز محسن رفسنجاني، نجل الرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني، بمنصب عمدة طهران، والذي كان خاضعاً لسيطرة المحافظين لسنوات طويلة، ما أظهر تراجع شعبيتهم وتأييد الإيرانيين لهم على أكثر من مستوى، ما يجعل هزيمتهم سواء في الانتخابات الرئاسية أم البلدية تعتبر تاريخية بكل المقاييس. وليس أدلّ على ذلك من قيام المحافظين الممسكين بالسلطة بحذف مليوني صوت صبّت في مصلحة التصويت للرئيس روحاني ضد مرشّح المحافظين ابراهيم رئيسي، وذلك حفاظاً على ماء الوجه ولعدم كسر صورتهم أمام المد الشعبي الذي يؤيد الرئيس روحاني ومن يقف وراءه من المعتدلين الإصلاحيين، والذي وفي حال احتساب تلك الأصوات كانت نسبة الفوز ستتخطّى 65% بدلاً من 57% التي أعلن فوز روحاني بها. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها