الجمعة 2017/04/07

آخر تحديث: 15:27 (بيروت)

رغدة.. انتفاخ ضفدع!

الجمعة 2017/04/07
رغدة.. انتفاخ ضفدع!
increase حجم الخط decrease
المفاجأة التي ألمّت بمتابعي حفلة التكريم، التي أقامها أحد أطباء التجميل في بيروت، احتفاءً بنجوم "الزمن الجميل"، حيث امتنعت الفنانة رغدة عن تسلّم جائزتها، يتخطى سقف التوقعات. فالمبالغة في الاستغراب، توحي بأن هؤلاء الغاضبين، أكتشفوا وضاعة مستجدة في رغدة، وهي التي تتمسك بالبوط العسكري منذ ستّ سنوات، رغبة في تكريسه شارة نصر!


لكن الواقع أن هذا الاستغراب، مردّه أنها غائبة عن السمع منذ ثلاث سنوات. ظن الناس أنها لاذت بالصمت، إثر المجازر التي ارتُكبت في سوريا. غير أن هذا الرهان، ساقط بلا شك، رغم أنه لم يُسمع لها أي موقف جدليّ. فهي تنظر الى صمتها، بوصفه احتفاءً بقدرة النظام على الصمود. كما أنه، بحسبها، كان يحقق "انتصارات"، ولا يحتاج الى رافعة دعائية تتولاها رغدة أو سواها. عندها، لم تكن ثمة هناك حاجة لأبواق تنضح بحضيضها، وهؤلاء لا يمكن اختبارهم، إلا عندما يوضع النظام أمام معادلة البقاء من عدمه.

ليست المشكلة في أن رغدة حاولت ابتزاز د.هراتش، وتحويل تمنّيه عليها بعدم التحدث في السياسة، الى واقعة حريات، ومواقف سياسية ووطنية وعربية و.. "دفاع عن حق الوجود". المشكلة تكمن في دعوة رغدة لتكريمها، وهي التي لم يُسمع عن إنجاز فني حققته خلال السنوات الماضية، إلا وثائقي "حماة الديار" الذي صورته في المليحة بريف دمشق! ولم يكن بوسعها أن تقدم أي انجازات أخرى، سوى تصريحات جدلية، تعني، بمضمونها: "أنا أجادل.. إذاً أنا موجود".

وبصرف النظر عن الدعوة لتكريمها، وهي خطأ غير مبرر، استثمرت رغدة في التكريم حتى الرمق الاخير. فلو لم "يتمنّ عليها" د.هراتش مجانبة الكلام في السياسة، لتحوَّل الاحتفال الى مهرجان يماثل ما يُقام في دار الأوبرا في دمشق في هذه الايام... وإثر تمنياته عليها، كسبت الجدل، واستثمرت في رفع الصوت، للإيحاء بأن رأيها مضطهد، ووطنيتها باتت معروضة للبيع مقابل تمثال "تمتلك منه الكثير"!

على أن هذه الابواق، التي ما انفكت تكرر اللازمة نفسها، منذ ستّ سنوات، لم تعد مؤثرة. ولا تستأهل الشتيمة التي تمنحها شيئاً من الانتفاخ، حتى تظن بأن "الضفدع سيصبح ثوراً"، على ما تقول المأثورة القصصية الشهيرة. فالشتيمة تمنحها وجوداً، هي تفتقده في الاصل.

وفيما بدا أن رهان رغدة على "المنع"، منحها فرصة للانتفاخ، أثبتت أنها تستدرج العروض لشتمها بهدف تحقيق منفعتين: الأولى تتمثل في التقاط نفسٍ ميديويّ يمكن تسويقه في تلك اللحظات. والثانية (وهي مرتبطة حكماً بالاولى)، تتمثل في إنعاش النظام بجوقة جديدة من الشخصيات الجدلية، التي ستتنافس على إثبات وجودها وطاعتها، إلتصاقاً وذوباناً في نظام يعتقد مريدوه أنه يقدم الحماية لهم بإبادة خصومه بالأسلحة الكيماوية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها