وفي حين تصدّت وسائل الإعلام الموالية للنظام المصري وتلك التي تدور في فلكها لتكذيب ما ورد في التسريب لاعتبارهم أنه "فبركة" قامت بها قناة "مكملين" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة "إرهابية" في مصر، رأى ناشطون في المقابل أن التسريب "يثبت ما يحدث للمدنيين العزل في سيناء، وأن القتل يتم بدم بارد، ويزيد القناعة بأن السيسي كون مليشيات قذرة مهمتها قتل الشعب المصري". وفي السياق قال المحامي والباحث الحقوقي المصري أحمد مفرح، في تصريح لقناة "الجزيرة" إن ما أظهره الشريط المصور يؤكد أننا أمام خرق للقانون الإنساني والدولي. وأضاف أن التصفية التي تمت لمدنيين عزل تعتبر جريمة حرب توجب التحقيق فيها.
بموازاة ذلك، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقريراً حول التسريب الذي بثتّه "مكملين"، أشارت فيه إلى أن الكشف عن الفيديو جاء في اليوم الذي زار فيه وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس مصر، حيث التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجرى حديث عن تحسين العلاقات العسكرية بين البلدين. كما أن بثّه يأتي بعد إصدار منظمات حقوقية تقارير تدين الجيش المصري وتتهمه بقتل 10 أشخاص في سيناء في كانون الثاني/يناير الماضي. وأضافت الصحيفة الأميركية أن ما جاء في التسريب المصوّر أرادت من خلاله القناة دحض ما روّجت له الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة في "فايسبوك"، حين نشرت في 6 كانون الأول/ديسمبر 2016 منشوراً مرفقاً بمجموعة صور، يقول إن قوات إنفاذ القانون وفي مواصلتها مداهمة جيوب الإرهاب في شمال سيناء، تمكنت من القضاء على 8 من العناصر التكفيرية المسلحة بنيران قوات المداهمة، كما تمكنت من القبض على 4 آخرين، وهو الأمر الذي تشير قناة "مكمّلين" إلى عدم صحته، باعتبار أن ما يظهر في التسريب المصور هو قتل مدنيين عزّل وليسوا عناصر إرهابية.
وفي حين أفادت وسائل الإعلام العالمية مثل "بي بي سي" و "الجزيرة" وغيرهما من عدم تمكّنها حتى الساعة من التأكّد من مدى صحّة ودقة ما ورد في الفيديو المسرّب، يبدو أن وكالة أنباء" سبوتنيك" الروسية قررت الدخول على خط الانقسام في الآراء والسجال الكبير الذي أثاره التسريب، إذ نشرت تقريراً بعنوان "سبوتنيك تكشف أدلّة براءة الجيش المصري من فيديو مكمّلين"، واستندت إلى في ذلك إلى ما قاله المخرج السينمائي محمد علم الدين، في تصريح للوكالة، إذ وصف الفيديو بأنه "فبركة ضعيفة المستوى"، مؤكداً أنه يحوي الكثير من مواطن الخلل، معتبراً أنها كلها "أمور بديهية وكاشفة لهذا التزييف الذي أذاعته القناة الإخوانية"، ومؤكداً أن "هناك 5 أدلة يمكن من خلالها اكتشاف ضعف الفبركة، وتأكيد براءة القوات المسلحة المصرية مما نسب إليها بارتكاب جرائم ضد المدنيين".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها