الأربعاء 2017/03/08

آخر تحديث: 18:30 (بيروت)

"جيش الإسلام" يكفّر "طلعنا ع الحرية".. والمجلة تعتذر

الأربعاء 2017/03/08
"جيش الإسلام" يكفّر "طلعنا ع الحرية".. والمجلة تعتذر
increase حجم الخط decrease
بعد اتهامها بالإساءة إلى الذات الإلهية على خلفية مقال عن الطفل السوري عبد الباسط صطوف، أغلق "جيش الإسلام" مكاتب مجلة "طلعنا ع الحرية" السورية المعارضة، ومكاتب هيئات مدنية أخرى في الغوطة الشرقية، الأربعاء.


ونشر الإعلامي أوس المبارك، من فريق "طلعنا ع الحرية"، صوراً لقرار صادر عن "النيابة العامة في دوما، وهي الهيئة القضائية التابعة لـ"جيش الإسلام" بعدما وصلتها دعوى من "الحسبة" وهي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في "جيش الإسلام"، ضد شبكة "حراس الطفولة"! وهي منظمة مدنية غير مرتبطة بالمجلة أصلاً.

وأفاد المبارك أن فريق المجلة حاول إفهام عناصر "جيش الإسلام" أن لا علاقة لهم بشبكة "حراس الطفولة" التي تصدر مجلة "طيارة ورق"، لكن العناصر أصروا على قرار الإغلاق. مضيفاً أن "جيش الإسلام" أغلق مكاتب المجلة ومكاتب "حراس الطفولة" ومكتب "التنمية" و"مركز توثيق الانتهاكات"، وكلها هيئات مدنية يعاديها "جيش الإسلام" منذ فترة طويلة.

وأضاف المبارك أن مؤسس المجلة، وعضو هيئة تحريرها، أسامة نصار، يجب أن يمثل أمام محكمة تابعة لـ"جيش الإسلام"، الخميس. لافتاً أن القرار ضد المجلة وبقية المنظمات المدنية سياسي بشكل واضح: "كل عمرهن متضايقين من وجودنا ومن المبادئ اللي عم نشتغل عليها بالحرية والعدالة والمساواة وفصل السلطات والانتخابات العامة، متضايقين من نجاحنا. بس اليوم قرروا ينهوا كل شي وما عاد يسمحوا لتيارات مختلفة عنهن تشتغل".



المقال الذي تسبب في "الإشكال" حمل عنوان "يا بابا شيلني" للكاتب شوكت غرز الدين، وكان واحداً من مواد العدد 86 الصادر في 21 شباط/فبراير الماضي، ويحلل فيه الكاتب العجز الذي يمثل صفة كبرى في النظام الأبوي في الدين والمجتمع، بناء على حادثة الطفل عبد الباسط صطوف الذي بُترت قدماه نتيجة قصف وحشي للنظام السوري في ريف أدلب الجنوبي مؤخراً.

ولم يحظ المقال بضجة واسعة إلا مؤخراً، مع تجييش واسع ضد المجلة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مثل صفحة "مجلة طلعنا ع الحرية الملحدة" في "فايسبوك" التي قدمت تهديدات متكررة لفريق المجلة، داعية جمهورها لتقديم معلومات حول فريق المجلة من أجل محاسبتهم من منطلق "الغيرة على الدين".

إثر ذلك، خرجت تظاهرات في مدينة دوما نالت تعاطفاً كبيراً من الصفحات الثورية (شبكة الثورة السورية، هاشتاغ الثورة، ..) الذين اتهموا المجلة بدورهم بالإساءة للذات الإلهية، حيث حملت المظاهرات لافتات مثل: "يزاود علينا الغلاة باسم الدين ويطعن بنا الملحدون باسم الحرية. سنعلم الأولين أصول الدين وسنرسم للآخرين حدود الحرية"، واصفين حرية التعبير التي يقوم عليها الإعلام الحر والإعلام المعارض بأنها "حرية من أجل الكفر".



وأصدرت المجلة بيانين منفصلين، الأول موقّع باسم رئاسة التحرير والثاني حمل توقيع رئيسة التحرير ليلى الصفدي، التي اعتذرت وعبّرت عن أسفها الشديد لنشر المقالة في صفحات المجلة، معتبرة أنها تتحمل مسؤولية نشر المادة "المسيئة" رغم اعتراض الزميل أسامة نصار على النشر. فيما اعتبر البيان الآخر أن رأي المقال لا يعبّر عن رأي المجلة وتم نشره من منطلق تعددية الأفكار بغض النظر عن توافقه مع آراء فريق المجلة.

واحتوى البيانان تصريحات لنصار جاء فيها: "كمسلم، مؤمن بالله الواحد القادر، أعتقد أن لا أحد ولا شيء في العالم باستطاعته أن يسيء لله تعالى، وإن ظن أنه يفعل، وأشعر أن على الداعين إلى الله أن يطمئنوا طالما كانت الطروحات المضادّة زبداً على هذا القدر أو ذاك من الرداءة. أشعر بأنني مدين باعتذار خاص للطفل عبد الباسط سطوف؛ فآخر ما كان ينتظره منا بعد كل ما حل به، أن نحمل مصيبته ما لا يمكن أن تحتمله من أفكار فيها ما فيها من التقعّر والابتذال والإساءة".

ولم يخفف البيان من غضب الإسلاميين على المقال، فكتبت إحدى الصفحات: "اعتذار مجلة طلعنا عالحرية لن يخفف من غيظ المسلمين ولن يرفع قيمة المجلة التي انكشفت سوءتها وبانت نيتها السيئة القذرة ذات الهدف الإلحادي ونشر الإلحاد بل سيبقى الشعب السوري منتبهاً لهم بل متيقظاً وفطناً وكارهاً لكم ومحارباً لمجلتكم الملحدة الفاجرة".



بهذا عاد عداء "جيش الإسلام" للثورة السورية وللديموقراطية، للواجهة من جديد، حيث يتذكر ناشطون معارضون انتهاكات التنظيم المتكررة لحرية التعبير وجرائمه مثل اختطاف الناشطة المعروفة رزان زيتونة والتكتم عن مصيرها لسنوات، مشبهين ما يقوم به الفصيل الإسلامي بأنه ممارسات تشبه محاكم التفتيش في القرون الوسطى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها