الجمعة 2017/03/31

آخر تحديث: 15:59 (بيروت)

"داعش" يتخذ من سيناء عاصمة بدلاً من الرقة؟

الجمعة 2017/03/31
"داعش" يتخذ من سيناء عاصمة بدلاً من الرقة؟
increase حجم الخط decrease
لا يقدم دواعش سيناء في الفيديو الجديد المعنون بـ"نور الشريعة" نمطاً جديداً في إعلان سيطرتهم على مساحة من الأرض. بل إن متتبع إنتاجهم البصري الخبري طوال الأعوام الماضية في سوريا، والعراق قبلها، سيجد أنهم لا يصدرون بيانات مجردة من التفاصيل، بقدر ما يثبتون توغلهم في الأرض بالسيطرة على الحياة اليومية، ضاربين الأخبار المصرية المتناقضة قليلة المعلومات في مكمن ارتباكها، وهو ما حدث في الفيديو الأخير.
غير أن هذا الفيديو يأتي هذه المرة على الأرض المصرية، كأنهم يوحون بـ"رقة جديدة" في الاراضي المصرية، لا تصلح معها البيانات العسكرية الرسمية المصرية التي تتكلم عن تقدم ميداني، وقتال يثبت "أفضلية" للجيش المصري في مقابل السرطان الداعشي.

لكن الدولة المصرية في "ورطة" مشهدية لا تُحسد عليها في هذه المسألة، في ظل غموض المعلومات الرسمية، وذلك في مواجهة الرهان الداعشي الارهابي على السيطرة البصرية التي تقول الكثير دون سرد جاف لمعلومات. 

أيضا لا يُمكن للدولة وجيشها أن تدخل هذا العراك المعلوماتي بنفس الأدوات الداعشية، بتقديم فيديوهات لطبيعة المواجهات بينها وبينهم، وبتوثيق القتل. فهم بذلك أمام معضلة المواجهة المشهدية أمام حرب فرضتها داعش على سيناء بشروطها وأدواتها، وهي –أي داعش- تستخدم أدوات الحداثة بغرض تقويضها.. وهو الفعل الذي حققت فيه الدولة المصرية انجازات حقيقية في السابق، ولم تحصد أي مكسب معنوي من استخدام نفس أسلوب الدعاية الارهابية.

في هذه الورطة التي تواجهها الدولة، تجد نفسها أمام مشكلة أخرى إعلامية، حيث المصداقية باتت محل شك دائم، ويكفي أن تطلق إفاداتها عبر واحدة من وسائلها الإعلامية حتى تتكاثر الأسئلة في التعاطي العام مع ما تقدمه، حتى وإن كانت بالفعل تحرز تقدماً ملحوظاً في هذه المواجهة.

في الفيديو الأخير لدواعش سيناء، سمة جديدة؛ هي ظهور وجوه هادئة من رجالهم، على عكس ما سبق، يتحدثون كأنهم يقدمون حلقة خاصة في برنامج ترفيهي، هما "أبو مقداد المصري" و"أبو مصعب المصري". كلاهما يتحدث عن منجز حادث على الأرض، لا يقول بالسيطرة فحسب، بل بتغييرات اجتماعية جذرية في مواقع سيطرتهم. ولا يغفلان عن "التصاعد الدرامي" للحدث، الذي يبدأ برجالهم يتزاحمون في سيارات تحمل عبارة "الحسبة والدولة الإسلامية" تحرق أطناناً من السجائر والحشيش والبانجو، مروراً باستتابة بعض المتصوفة وتهيئة الملابس والوجوه بما يناسب شريعتهم، وينتهي بقطع رأسي شيخين متصوفين.

لا يمكن الجزم بدلالة هذا الفيديو ميدانياً، لكنه أدى غرضه كاملاً بتأكيد أخبار متفرقة طوال الشهور الماضية، عن تنظيم الحياة اليومية في منطقة الصراع، وإقامة حواجز وأكمنة ومراقبة السيارات والناس. أيضاً يضع السؤال الأكثر إلحاحاً في الاعتبار: متى تتعامل الدولة المصرية على قدر جسامة هذا التطور الجديد؟. لأن تكذيبه وتجنيد الألسنة الأزهرية في إدانته لم يعد كافياً، سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي، ويحتاج الى حسم على كافة المستويات لاقتلاع جذور الارهاب من سيناء.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها