"بي بي سي" تفقد جمهورها الشاب لصالح "نيتفليكس"

مشاهدة شبكة "بي بي سي" لم تعد أمراً جذاباً أو مسلياً للأجيال الأصغر سناً في بريطانيا، حيث كشفت دراسة حديثة أن متوسط أعمار مشاهدي قناة "بي بي سي 1" على سبيل المثال هو 61 عاماً بينما بلغ متوسط أعمار مشاهدي " بي بي سي 2" هو 62، حسب تقرير لخدمة "بي بي سي تراست" الإحصائية.

وهوت نسب قدرة "بي بي سي" على مخاطبة الأجيال الشابة بشكل مروع خلال عام واحد فقط، فالعام الماضي كانت الشبكة قادرة على اجتذاب 91% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 34، لتتهاوى تلك الأرقام بنسبة 66% العام 2017، ويتعلق ذلك بتقدم كثير من متابعي الشبكة في السن بدرجة أكبر من قدرة الشبكة على جذب جمهور جديد، ولا يعني ذلك أن الشباب لا يتابعون محتوى "بي بي سي" بالمطلق.

وقالت صحيفة "غارديان" أن السبب بسيط جداً وراء هذه الإحصائيات الصادمة، التي تظهر ارتفاع معدل أعمار شبكات ومحطات أخرى في بريطانيا مثل "تشانل فور" و"تشانل فايف" و"أي تي في"، حيث يميل 59% من الشباب لاستخدام خدمات "بي بي سي" عبر الإنترنت كل أسبوع، لكن التقرير يضيف أن تفوق الإنترنت لا يبرر أو يعوض من انخفاض مدى البث في الوصول إلى الفئات العمرية المتنوعة، مع الإشارة إلى الفرق في عدد الساعات التي يقضيها الشباب في الأسبوع لمتابعة "بي بي سي" أسبوعياً والتي تبلغ 11 ساعة فقط مقارنة بعدد الساعات التي يقضيها الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 55 عاماً والتي تزيد عن 25 ساعة أسبوعياً.

وقد تكون هذه الأرقام بداية تحول جديد في "بي بي سي" وقد تدفع بالهيئة العريقة لتحويل قناتها الثالثة "بي بي سي 3" إلى خدمة للبث عبر الإنترنت فقط، لكن "بي بي سي" ستواجه باستمرار من الآن فصاعداً مشاكل تتعلق باجتذاب الجمهور الأصغر سناً والذي يفضل "فايسبوك" و"يوتيوب" كمصادر لمعلوماته، كما ستواجه "بي بي سي" مشاكل أكبر في طريقة تقديمها للمواد كي لا تكون شديدة العصرية أو شديدة الجمود.

وترى صحيفة "تايمز" أن الجمهور من الشباب يفضل "نيتفليكس"، لكن المشكلة أنه لا توجد أرقام فعلية مدققة لأعداد متابعي "نيتفليكس" وخدمات البث الرقمي الأخرى مثل "أمازون، في كل دولة على حدا، ما يجعل المقارنة شديدة الصعوبة بين خدمات البث التقليدية وتلك الحديثة في الوقت الحالي من ناحية الجمهور على الأقل.