الجمعة 2017/03/17

آخر تحديث: 19:02 (بيروت)

الاستحقاق اللبناني الجديد: "الثورة" أو "الهجرة"

الجمعة 2017/03/17
الاستحقاق اللبناني الجديد: "الثورة" أو "الهجرة"
increase حجم الخط decrease
من المبالغة الاعلان عن "ثورة" شعبية لبنانية ضد السلطة، على خلفية إقرار المزيد من الضرائب على اللبنانيين لتمويل سلسلة الرتب والرواتب.. لكن حجم الغضب الذي عبّر عنه المواطنون في مواقع التواصل الاجتماعي، يشير الى نواة "انتفاضة" محدودة، ستصل تداعياتها الى السلطة التي بدأت بالالتفاف والانسحاب، لتجد نفسها في مأزق عدم اقرار سلسلة الرتب والرواتب.
تشير سجالات مواقع التواصل الى ان اللبناني اليوم، يتبرأ من سلطته عندما يمسّ الأمر جيبه. تطالعك مقارنات بين احوال الزعيم، ومناصريه. فالسلطة، على الدوام، تبحث عن المخارج للنفاذ من الاستحقاقات. لكنها، يوماً بعد يوم، تنعدم، كما هي الحال في مناقشات سلسلة الرتب والرواتب. 

ولن يكون مستبعداً الآن ان تجيّر السلطة المعركة الى اللبنانيين أنفسهم، بهدف الهروب من المواجهة. فقد بدأت تلميحات بعض أزلام السياسيين الى أن المعضلة تتمثل في "السلسلة" نفسها، ما يعني أنه في حال اقرارها، ستكون هناك مواجهة بين المستفيدين منها، وغير المستفيدين.. وفي حال عدم اقرارها، سيُحمّل موظفو القطاع الخاص والاعمال الحرة مسؤولية "افقار" الموظفين. وبهذه الحالة، تنفذ السلطة من المواجهة، وتنشئ ضغينة بين اللبنانيين، وأحقاداً من شأنها أن توفر لها استمرارية في الحكم، وفوزاً مقبلاً في الانتخابات. 

على أن الغضب القائم، بصورته الافتراضية، لا يشي بأن نتائج الانتخابات المقبلة، ستكون على ما هي عليه. على الاقل، ستتعرض التقديرات بالفوز "الكاسح" لانتكاسات، تكون الثانية، بعد نتائج الانتخابات البلدية في بعض المدن والقرى، وتهيّئ لجوّ جديد، لن تُقطف ثماره قبل 20 عاماً، وفق الحسابات التراكمية. 

وتتحسس السلطة هذه الخطورة. فالاشكال بين النائب سامي الجميل ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، دفع لتغييرات في المواقف السياسية، وقاد النائب وليد جنبلاط الى تغيير موقفه ليكون الى جانب المعترضين. كما هدّأ التزاحم لاقرار السلسلة المعطوفة على قائمة الضرائب المسربة، وهو ما نشّط الدعوات لتظاهرة الاحد المقبل، والتي لا يتوقع أن تكون نتائجها رمزية. 

الانسحاب السياسي من تبني الضرائب، لا يمكن فصله عن ترميز رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل منذ مساء الخميس، في مواقع التواصل الاجتماعي، بوصفه معارضاً ومحقاً في طروحاته. تلك دلالة تشير الى تبدل في المزاج اللبناني العام. اللبناني اليوم، يرى في رجال السلطة "لصوص".. ويرى البعض منهم "شبيحة"، وهو اعتقاد بدأ يترسخ منذ أزمة النفايات في الصيف ما قبل الماضي، ويتضاعف عند كل مفترق طرق يؤدي الى اقرار ملف مرتبط بمصلحة المواطنين.

الحراك الافتراضي، إذا تم استثماره في مظاهرة الاحد، لن يبقي المشهد اللبناني على حاله. وهي الفرصة الاخيرة. وفي حال احتوائه، لن يكون أمام اللبنانيين الا اللوذ بالصمت، ودفع الضرائب، والبحث عن بلد آخر يهاجر اليه. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها