الخميس 2017/03/16

آخر تحديث: 19:14 (بيروت)

ليست سيرين عبد النور المقصودة.. بل قيس الشيخ نجيب

الخميس 2017/03/16
ليست سيرين عبد النور المقصودة.. بل قيس الشيخ نجيب
أجر سيرين عبد النور في المسلسل يعادل ثلث ميزانية "فوضى" الذي تنتجه شركة الانتاج نفسها
increase حجم الخط decrease
لا تُختصر قضية منع الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور من زيارة دمشق لتصوير مسلسل "قناديل العشاق"، بإطارها المتداول. فالعقاب، موجّه أيضاً لقيس الشيخ نجيب، شريك عبد النور في بطولة المسلسل، كون إسمه ورد في لائحة العقوبات التي أعدتها نقابة الفنانين السوريين قبل أشهر. ويُضاف الى "تدبير داخلي" اتخذ في دمشق، يقضي بعرقلة مشاركة الفنانين العرب في مسلسلات سورية، بسبب "الأجور المرتفعة".

واستطاع نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان، أن يحرف المسار عن الحقيقة. فإلى جانب السبب المادي، ثمة سبب سياسي يكشف حجم الانقسامات في صفوف النظام السوري نفسه حول متغيرات سياسية. وبينما تبدو الحكومة السورية في طور إجراء مراجعة لقرارات سابقة، توقف رمضان عند موقفه الراديكالي السابق، غير مكترث الى أن التحولات السياسية في البلاد، تشمل الفنانين أيضاً. 

وأظهر رمضان امتعاضاً من سياسة حكومته، عبّر عنه في مداخلته في مجلس الشعب قبل فترة وجيزة، جراء عرض التلفزيون الرسمي لأعمال يشارك فيها فنانون معارضون مثل عبد الحكيم قطيفان وجمال سليمان. في ذلك، بدا مناصراً لفنانين سوريين صنعت الحرب نجوميتهم، من زاوية موقفهم المؤيد للنظام، وتداعى للدفاع عن وجودهم. انتقد سياسة النظام من هذه الناحية، من غير أن ينظر في التحولات السياسية التي قادت جمال سليمان الى مفاوضات جنيف 4، وكان على أهبة الجلوس مع وفد النظام بغرض التفاوض، لو انعقدت الجلسة. 

النظام يعتمد سياسة انفتاحية، لا يُستثنى منها الفنانون. وفي المقابل، يغرد زهير رمضان خارج السرب. يقود وحده معركة "تصفية الحسابات" مع فنانين سوريين، اعتبر أن مواقفهم لم تكن واضحة إزاء النظام. من هنا، يبدو قراره موجهاً لقيس الشيخ نجيب الذي ورد اسمه ضمن قائمة العقوبات التي اصدرتها النقابة في وقت سابق، تمنع بموجبها شركات الانتاج من التعامل مع أسماء محددة من الفنانين السوريين. ولا تجد شركات الانتاج مهرباً من الاستجابة، كونه بموجب القانون السوري، يجب أن تحصل شركات الانتاج على اذونات بالتصوير من النقابة، حتى لو كان التصوير خارج سوريا.

وعلى الرغم من أن رمضان لا يقرأ المتغيرات، إلا أن تشدده في الموقف، لا ينمّ عن موقف شخصي فحسب. فهو ناطق باسم النظام في هذه القضية، ولا يستطيع أن يذهب بعيدا من غير غطاء سياسي له.

ايحاء النظام لرمضان بالتحرك، يعود الى أسباب مالية بحتة، تخص تكلفة الانتاج. ثمة قرار غير معلن في دمشق، بأن تُصرف في سوريا عائدات تُحصّل من الاعمال الدرامية. وكان عبّر رمضان عن الموقف نفسه، حين قال: "تم مؤخرا استقدام فنانين وفنانات من خارج سوريا للعمل في أحد المسلسلات وكانت أجورهم على التوالي 18 مليون ليرة سورية و15 مليوناً و20 مليون ليرة وعندما انتهوا من تصوير المسلسل ذهبوا للإقامة في بيروت"، مضيفاً: "أما الفنانون هنا فهم يتسولون". مع العلم أن قيس الشيخ نجيب لا يقيم في سوريا. 

في هذا الوقت، تسربت معلومات عن أن الاجر الذي ستتقاضاه سيرين عبد النور، جراء مشاركتها في "قناديل العشاق" مرتفع. وكانت شركة "سما الفن"، المنتجة للمسلسل، تعد لانتاج مسلسل آخر الى جانب "قناديل الليل"، هو "فوضى"، لكن أجر عبد النور يعادل ثلث المبلغ المرصود لانتاج مسلسل "فوضى"، ما حال دون انتاجه. 

إذن، لا يمكن الجزم بأن أسباب منع عبد النور عائدة الى زيارة مخيم للاجئين السوريين في الاردن قبل سنوات. فتبسيطها على هذا النحو، ضرب من السذاجة. ما تشهده الدراما السورية، بموازاة المتغيرات السياسية والازمات المالية، وضغوط البيئة الموالية للنظام عليه، أكبر من اختصارها بتصريحات تخدم سياسة زهير رمضان بذر الرماد في العيون.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها