الأحد 2017/02/26

آخر تحديث: 20:20 (بيروت)

تحدّي يعقوب شاهين: مخاطبة شباب فلسطين

الأحد 2017/02/26
تحدّي يعقوب شاهين: مخاطبة شباب فلسطين
أمامه اليوم تحدي مخاطبة الجيل الفلسطيني الشاب، المحبط من الانتكاسات السياسية
increase حجم الخط decrease
قد يكون فوز الفلسطيني يعقوب شاهين بلقب محبوب العرب "أراب ايدول"، نقطة الفرح الوحيدة التي تخترق معاناة الفلسطينيين وأزماتهم المتجددة. مساحة فرح بالانجاز الذي صنعه الفلسطينيون بأنفسهم، وربما بمؤازرة عربية، عبر التصويت لمتسابق، في ظل الانكسارات والخيبات السياسية، ليس آخرها استئناف اسرائيل سياستها الاستيطانية. 

الاحباط السياسي الفلسطيني العام، تجمّد إثر متابعة الموسم الرابع من "أراب أيدول". فاضت المسابقة بالحماسة الفلسطينية للتصويت لواحد من ستة مشتركين، يشكلون نحو ربع المتسابقين في الموسم الحالي. تفاعل الفلسطينيون لانتاج فنان فلسطيني جديد، يُضاف الى قائمة النجوم الشباب التي افتتحها محمد عساف قبل أربع سنوات. 

فالشباب الفلسطيني يتوق اليوم لتجديد "دمه" الفني، بعد تعثر فرص التجديد بالقيادة السياسية. ويبدو انحيازه لفلسطينيي الداخل، تعزيزاً لمسار عودة الحياة في الدولة التي لا تعترف بها اسرائيل. دم جديد ينبض في الجسم الفني، من الداخل هذه المرة، حيث يمثل الشباب الجدد، فلسطين، بكل معانيها ومعاناتها، وهم قادرون على نقلها الى العالم، من باب الثقافة والفنون، ليحلوا محل المواهب في الشتات التي نقلت أيضاً، بدورها، القضية الفلسطينية الى المحافل الدولية.

وفوز نجم من داخل فلسطين، لطالما حقق هذا الغرض، إذا ما قيس النجاح بتجربة محمد عساف. فغناء "عللي الكوفية"، كان له طعم مختلف من شاب يمثل الجيل الجديد في الداخل، خارج صورة "النضال بالسلاح" وصوت الاهازيج الثورية. فعل الانتماء، له مؤثراته في جيل جديد، ربما ينظر للحياة من خارج دوامة "النضال التقليدي" الذي عُرفت فيه الغناء الفلسطيني في الخارج والداخل. 

بمعزل عن قضية الموهبة - ويعقوب شاهين بلا أدنى شك يمتلكها ويستحق اللقب - قدم المشترك الفلسطيني، على مدار مشاركته في "أراب ايدول"، ما يحاكي جمهوراً فلسطينياً بالحنين والعاطفة. لم يضع نفسه في كادر أغنيات النضال. لعب على وتر مأثورات الحنين لفلسطين حين غنى الموال الفلسطيني، أو "اعلنها يا شعب أعلنها". وفي الوقت نفسه، خاطب قلوباً تحتاج للاستمتاع بالنوستالجيا العربية، مثل أغنية "لقعدلك عالدرب قعود" وأغنيات كارم محمود، أو موال "يا من هواه"... بذلك، كسب معركة "القلوب والعقول". خطاب النوستالجيا أكسبه المعركة الاولى.. أما ظروفه كفلسطيني مسيحي من الاراضي المحتلة، فضلاً عن موهبته، فأكسبته "معركة العقول". وأهّله ذلك للفوز بلقب "أراب أيدول". 

التحدي الذي يخوضه يعقوب شاهين اليوم، لا يُختصر في "صوته وأدبه وأخلاقه وبمحبة أهله ومحبة بيت لحم ومحبة فلسطين"، كما قالت والدته إثر فوزه. ولا في "أهمية الثقافة والفن والإبداع في إيصال رسالة الشعب الفلسطيني"، كما قال الرئيس محمود عباس إثر استقبال المشتركين الفلسطينيين في بيروت قبل أيام. أمامه اليوم تحدي مخاطبة الجيل الفلسطيني الشاب، المحبط من الانتكاسات السياسية، والهارب الى مساحة فرح. وحدها مخاطبة شباب فلسطين، يمكن أن توفر استمرارية لنجم فلسطيني شاب، أسر "عقول وقلوب" جمهوره الفلسطيني في مسابقة غنائية.


يُشار الى أن شاهين، فاز في الحلقة الاخيرة في برنامج "اراب أيدول" الذي عرضته قناة "أم بي سي"، بعد منافسة على اللقب مع الفلسطيني أمير دندن واليمني عمار محمد. وإحتفلت مدينة بيت لحم ليل السبت بفوز ابنها الفلسطيني يعقوب شاهين باللقب. ورقص الفلسطينيون في ساحة المهد وأطلقت السيارات أبواقها في الشوارع وسط هتافات "يعقوب يعقوب". ونصبت في ساحة المهد في مدينة بيت لحم شاشة كبيرة، وتجمع الآلاف فيها حاملين أعلاماً فلسطينية وأخرى لطائفة السريان المسيحية التي ينتمي إليها يعقوب.

ويعقوب شاهين (23 عاما) الذي أطلق عليه لقب "الأسمراني"، يعرف عن نفسه بأنه ابن دولة فلسطين المستقلة. وهو من مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح، ونشأ في عائلة متوسطة الحال لأب يعمل في حفر خشب الزيتون وصنع التحف التقليدية الفلسطينية. 

وإضافة إلى أمير ويعقوب، شارك في مسابقة "أراب ايدول" لهذا الموسم أربعة فلسطينيين هم روان عليان، نادر حمودة من قطاع غزة، نادين الخطيب من مدينة الناصرة، وشادي دكور من بلدة ترشيحا القريبة من الحدود اللبنانية، من أصل 25 متسابقاً من كل أنحاء العالم العربي. وهي أكبر مشاركة فلسطينية في هذه المسابقة. ولم يتمكن سوى أمير ويعقوب من الوصول إلى النهائيات.

وبعد فوزه باللقب، أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأحد، اتصالاً هاتفياً، من جنيف، بالشاب الفلسطيني يعقوب شاهين لتهنئته على الفوز بلقب "أراب أيدول".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها