الأحد 2017/02/26

آخر تحديث: 15:33 (بيروت)

واشنطن تُطلق قناة ناطقة بالروسية.. لمواجهة "الكذب"

الأحد 2017/02/26
واشنطن تُطلق قناة ناطقة بالروسية.. لمواجهة "الكذب"
أبدت موسكو رد فعل حاد تجاه الوسيلة الإعلامية الجديدة (غيتي)
increase حجم الخط decrease
تستعد "هيئة إذاعة الحرية" المشرفة على "إذاعة أوروبا الحرّة/ إذاعة الحرية"، الممولة من واشنطن، لإطلاق قناة تلفزيونية ناطقة بالروسية، تسعى لأن تكون موازية لوسائل الإعلام القريبة من الكرملين، حيث ستكون موجّهة على مدار الساعة إلى 270 مليون مشاهد في الفضاء السوفياتي السابق.


القناة التي تحمل اسم "الوقت الراهن" ("ناستوياشتشي فرميا" بالروسية)، اعتبرت تقارير أن إطلاقها هو بمثابة تحدٍ جديد لموسكو، إذ تأتي انطلاقتها الشهر الجاري فيما بلغت العلاقات بين روسيا والغرب أدنى مستوياتها، واتسمت بإقدام روسيا على ضم شبه جزيرة القرم وشن الحملة العسكرية الروسية في سوريا. إلى جانب ذلك، يشتبه الغرب في عزم الكرملين على ترويج أخبار كاذبة في الفضاء الالكتروني، بهدف زيادة شعبية السياسيين الموالين لروسيا وتقويض استقرار بلدان حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

ووفقاً لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، فإن "إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية" التي تبث برامج موجهة إلى 23 بلداً بـ26 لغة، أطلقت الشبكة التلفزيونية بالتعاون مع "صوت أميركا" الإذاعية والتلفزيونية التي تستخدمها الحكومة الأميركية لمخاطبة 236 مليون نسمة أسبوعياً بـ45 لغة.

وفيما أبدت موسكو رد فعل حاد تجاه الوسيلة الإعلامية الجديدة الممولة من الولايات المتحدة، قال الإعلامي الروسي الشهير بموالاته للكرملين، ديمتري كيسيليوف، إنّ "هذا تبييض للأموال بحجة التصدّي للدعاية الروسية"، لكن من دون تقديم أي دليل على اتهاماته.

من جانبه، قال كينان علييف، المدير التنفيذي لقناة "الوقت الراهن"، إن الشبكة المماثلة تستهدف نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: "إننا نطمح إلى اجتذاب الجمهور في هذه المنطقة المهمة، التي تتلقى بصورة منهجية كمية هائلة من المعلومات المضللة والأكاذيب والدعاية"، موضحاً: "نشعر بالحاجة إلى أخبار موضوعية وسنحاول تقديم هذا النوع من الخدمات إلى مشاهدينا".

من جهتها، قالت مديرة "الوقت الراهن" دايزي سينديلار إن "الامر المهم هو اننا نستطيع ان نتوجه عبر شبكات التواصل الاجتماعي والرقمية الى جمهور يصعب الوصول اليه كالجمهور في روسيا".

وتبث شبكة "الوقت الراهن" برامجها من براغ عبر الأقمار الصناعية والكوابل، من المقر الحالي "إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية" الذي انتقلت إلي من ميونيخ العام 1995. وستبث أخباراً وأفلاماً وثائقية وبرنامجاً حول المطبخ، في حين تشغل مسائل الفقر والفساد والعناية الصحية حيزاً مهماً لديها. كما خصصت الشبكة برامج لبلدان البلطيق وجمهوريتي مولدافيا وأوكرانيا السوفياتيتين السابقتين اللتين تعيش فيهما أقليات روسية كبيرة.

وفي حين ساهم الكونغرس الأميركي  بتمويل "إذاعة أوروبا الحرة/ إذاعة الحرية" لعقود، أشار رئيس القناة الجديدة، توماس كنت، إلى أن الميزانية العملانية التي تمّت الموافقة عليها لشبكة "الوقت الراهن" هي 10 ملايين دولار، مضيفاً بالقول:"نأمل أن تساعد فرادة ما نقوم به في الحفاظ على تمويلنا".

تجدر الإشارة إلى أن "إذاعة أوروبا الحرة"، التي أسستها الولايات المتحدة عام 1950، هي مؤسسة غير ربحية تتكون من شبكتين للراديو للإرسال الإذاعي لشرق وسط أوروبا، ومنطقة البلقان والقوقاز ووسط آسيا والشرق الأوسط، وتذيع برامجها بثلاثين لغة يتحدث بها سكان هذه المناطق. أما "إذاعة الحرية" فإنها تذيع برامجها لروسيا وأوكرانيا وبعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق باثنتي عشرة لغة وإلى أفغانستان بلغتين. وتم تأسيس "إذاعة الحرية" عام 1953 بواسطة حكومة الولايات المتحدة وتشرف عليها "لجنة الإرسال الإذاعي العالمي" التي تم تعيينها بواسطة رئيس الولايات المتحدة. وفي عام 1976 تم دمج تلك الشبكات الإذاعية لتكوين "هيئة إذاعة الحرية"، وكان لهذه الهيئة إدارة للأخبار في واشنطن، إلا أن مكاتبها الرئيسية باتت الآن في مدينة براغ في جمهورية التشيك، حيث أضيفت إليها مكاتب قناة " الوقت الراهن".

وبحسب "وكالة الصحافة الفرنسية" سيكون من بين المنافسين للقناة، الخدمة الروسية لشبكة "بي بي سي" البريطانية، التي افتتحت مكتباً جديداً في ريغا عاصمة لاتفيا، حيث يشكل الروس ربع عدد سكان هذا البلد البالغ مليوني نسمة. وأشارت الوكالة إلى أنه في نيسان/أبريل الماضي، منعت لاتفيا طوال ستة أشهر برامج شبكة "آر تي آر" الناطقة باللغة الروسية، متهمة إياها بالتحريض على الكراهية وبث تصريحات معادية لأوكرانيا. ومن اجل سكانها الروس والتصدي لوسائل الاعلام الموالية لموسكو، أنشأت لاتفيا شبكة "ال.تي.في" كمحطة خاصة للاذاعة والتلفزيون، وموقعا الكترونيا للأخبار بالروسية.

وأصبحت ريغا ايضا مركزا لوسائل اعلام روسية مستقلة تواجه صعوبات في العمل داخل روسيا، بينها موقع "ميدوزا" الذي يتولى ادارته صحافيون كانوا يعملون في موقع "لينتا.رو" للأخبار. وفي استونيا المجاورة، اطلقت شبكة "اي.ار.ار" ثلاث وسائل اعلامية باللغة الروسية، علماً أن المتحدرون من اصل روسي يشكلون ربع سكان هذا البلد البالغ عددهم 3.1 مليون نسمة.

وخلال الحرب الباردة، خاضت هذه المحطات حرباً إيديولوجية في سبيل الغرب، وغالباً ما قامت الأنظمة الشيوعية بالتشويش على بثها. لكن الناس الذين كانوا متعطشين للمعلومات الموضوعية خلف الستار الحديدي، تمكنوا، بعيداً من الأنظار، من الاستماع إلى هذه البرامج التي كانت تشجعهم على التصدي للاستبداد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها