السبت 2017/02/25

آخر تحديث: 12:48 (بيروت)

الاستخبارات الألمانية تتجسس على صحافيين أجانب

السبت 2017/02/25
الاستخبارات الألمانية تتجسس على صحافيين أجانب
مركز الاستخبارات الألمانية للتنصت في أيبلنغ بالقرب من ميونيخ
increase حجم الخط decrease
كشفت صحيفة "ديرشبيغل" الألمانية أن وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية، قامت بعمليات تجسس واسعة على صحافيين أجانب، في دول مختلفة منها أفغانستان وباكستان ونيجيريا، منذ العام 1999.


وأظهرت وثائق من تحقيق للبرلمان الألماني عن دور الاستخبارات الألمانية في عمليات مراقبة واسعة النطاق قادتها الولايات المتحدة. اطلعت عليها "ديرشبيغل" أن الاستخبارات الألمانية أدرجت في قائمة الأهداف التي تجسست عليها، رقم هاتف وفاكس او بريد إلكتروني على الأقل لصحافيين وإدارات تحرير وسائل إعلامية كبرى، بينها عشرة روابط اتصال لهيئة الإذاعة البريطاني "بي بي سي" في أفغانستان، وإدارات تحرير الخدمة الدولية لـ "بي بي سي"، كما ضمت القائمة أيضاً رابط اتصال بصحيفة "نيويورك تايمز" الأميريكة في أفغانستان وروابط اتصال لهواتف أقمار اصطناعية ومحمولة لوكالة "رويترز" للأنباء في أفغانستان وباكستان ونيجيريا.

وأكدت "شبيغل" أن الاستخبارات تجسست على 50 جهة اتصال مختلفة ضمن لوائح التنصت الخاصة بها، لكنها لم تتمكن من معرفة إن كانت تلك الأجهزة تواصل عمليات التنصت أم لا، علماً أن جهاز "الاستخبارات الخارجية" الذي رفض التعليق على هذه الأنباء، تعرض في وقت سابق لاتهامات بالتنصت على مسؤولين في الخارجية الفرنسية والرئاسة الفرنسية والمفوضية الأوروبية أواخر العام 2015، كما تحدثت "ديرشبيغل" من قب عن تجسس نفس الجهاز على وزارات الخارجية الأميركية والبولندية والنمساوية والدنماركية والكرواتية.

وتثير قضايا التجسس والتنصت حساسية كبيرة في البلاد، منذ ظهرت معلومات في خريف العام 2013 حول تنصت أجهزة الاستخبارات الأميركية على الهاتف المحمول الخاص بالمستشارة أنجيلا ميركل ما أدى حينها إلى توتر كبير بين برلين وواشنطن.

في السياق، نددت منظمة "مراسلون بلا حدود" الحقوقية المعنية بحرية الصحافة والإعلام، بتجسس الاستخبارات الألمانية على الصاحفيين، معتبرة ذلك "اعتداءً فادحاً على حرية الصحافة" و"بعدا جديدا لانتهاك الدستور". وتعد المنظمة بمشاركة منظمات أخرى معنية بحماية الصحاففين، دعوى دستورية ضد "قانون الاستخبارات الخارجية الألمانية تحت رعاية الجمعية الألمانية لحقوق الحريات".

وأعربت " مراسلون بلا حدود" في بيان إعلامي عن تخوفها العميق من استمرار الاستخبارات الخارجية الألمانية في عملها التجسسي على الصحافيين الأجانب، مشيرة إلى أن قانون الاستخبارات الخارجية الجديد لن يغير شيئاً في ذلك.

من جهته أعرب متحدث رسمي باسم "بي بي سي" عن انزعاج الهيئة البريطانية "إزاء مزاعم تجسس ألمانيا على صحافيين أجانب، بينهم عدد من صحافيي الهيئة"، مضيفاً أن "مهمة بي بي سي هي تقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة للناس في شتى بقاع العالم، وصحافيونا يجب أن يكون لهم المقدرة على العمل بحرية وأمان، مع الحماية الكاملة لمصادرهم. نناشد الحكومات جميعاً احترام عمل الصحافة الحرة".

وأكدت "بي بي سي" أنها حاولت التواصل مع جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني بشأن هذه الأنباء لكنها لم تتلق رداً، مضيفة أن صحيفة "ديرشبيغل" التي تحظى بمكانة ومصداقية، تعتزم نشر المزيد من التفاصيل عن التجسس المزعوم في وقت متأخر السبت.

وكان موظف الاستخبارات الأمريكية السابق إدوارد سنودون قد كشف النطاق الدولي الواسع للرقابة التي تقوم بها وكالة الأمن الوطني الأميركية، التي قال إنها كانت تتلقى الدعم من الاستخبارات الألمانية ومن جهاز مراقبة الاتصالات التابع للمخابرات البريطانية. وفي 16 شباط/فبراير الجاري أدلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشهادتها أمام البرلمان في التحقيق الذي أجراه حول القضية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها