الخميس 2017/02/23

آخر تحديث: 17:05 (بيروت)

الخارجية الروسية تطارد "الأخبار الكاذية"..و"نيويورك تايمز" ترد

الخميس 2017/02/23
الخارجية الروسية تطارد "الأخبار الكاذية"..و"نيويورك تايمز" ترد
increase حجم الخط decrease

خصصت وزارة الخارجية الروسية، قسماً خاصاً في موقعها الإلكتروني الرسمي للكشف وملاحقة "الأخبار الكاذبة"، حسبما كشفت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن القسم الجديد يهدف إلى "تسليط الضوء على المواد التي يعتبرها الكرملين وهمية، بما في ذلك مقالة لنيويورك تايمز نفسها". أما النقطة الساخرة في الموضوع، فهي قيام الموقع بختم كل مقالة بعبارة "Fake" أي مزيف باللغة الانكليزية، باللون الأحمر، مرفقة بعبارة "لا تمت إلى الواقع بصلة".

بموازاة ذلك، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمام البرلمان الروسي، الأربعاء، إن الجيش خصص وحدات خاصة جديدة من أجل خوض معركة المعلومات حسب تعبيره من دون أن يقدم أي تفاصيل إضافية.

القرارات الروسية الجديدة لم تكن مفاجئة للمسؤولين الغربيين في الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين تتصارعان مع الكرملين في حرب معلومات، طوال العامين الماضيين، لكن ما أعلنته وزارة الخارجية بالتحديد عن نيتها ملاحقة الأخبار الوهمية هو محاولة رسمية تتناسب مع نمط دعائي عام تم رصده من قبل محللين غربيين في أساليب الدعاة، ويهدف إلى خلق حقائق بديلة تهدف إلى التشويش على أذهان الناس، وبهذه الطريقة يتم تشويه سمعة كافة مصادر الأنباء المستقلة.

ويصف المحرر المخضرم في إذاعة "صدى موسكو" (Echo of Moscow) ألكسي فينيديكتوف، وزارة الخارجية بأنها تحولت منذ فترة طويلة إلى مجرد أداة دعائية للكرملين بدلاً من كونها جزءاً من السلك الدبلوماسي الذي يحدد السياسة الخارجية.

في السياق، رفضت زاخاروفا الإجابة عن أي أسئلة في مؤتمرها الصحافي المختصر، ولم توضح طبيعة المعايير التي ستطبقها الوزارة من أجل الحد من الأخبار الكاذبة أو تحديدها.  لكنها شددت على أن الوزارة ستعتبر الأخبار مزيفة عندما تتجاهل تضمين الموقف الروسي أو رد الفعل الروسي تجاه المسألة التي يدور حولها الخبر، أو عندما تكون الأخبار مستندة إلى مصادر مجهولة تشكل في مجملها آراء أو معلومات لم يتم التأكد منها بعد!

المثير للسخرية في الأمر، أن المشروع ككل يأتي على الأغلب كردّة فعل على التقارير الكثيرة التي صدرت من جهات مستقلة ووسائل إعلام عالمية، طوال العام 2016، وتحدثت عن روسيا كمصدر للأنباء الكاذبة. وعلقت زخاروفا على هذه النقطة بالقول وكأنها تحادث منتقديها: "تتهم روسيا بفعل ذلك، لكن كيف يمكنكم اتهام الجهات الحكومية والإعلامية باختلاق وتوزيع أنباء كاذبة في الوقت الذي تفعلون فيه الشيء نفسه، عندما تنشر وسائل الإعلام العالمية معلومات عن روسيا فإنها لا تذكر حقائق ملموسة".

ويبدو أن القسم الجديد يركز على أكبر وسائل الإعلام في العالم، حيث رصد أخباراً كاذبة من وجهة نظره، لصحف كبرى مثل "نيويورك تايمز" و"بلومبرغ" و"دايلي تلغراف" و"إن بي سي نيوز".

وعلقت المتحدثة باسم "نيويورك تايمز" إيلين مورفي: "إنه وضع خطير ومقلق، أن تقوم الحكومات والأفراد بوصف أي قصة لا تعجبهم بأنها كاذبة، بدلاً من تحدي وقائع محددة أو تقديم أدلة منطقية مضادة"، مضيفة "نحن نقف إلى جانب تقاريرنا" رافضة وصفها بالكاذبة، علماً أن التقرير الذي وصفته روسيا بالكاذب يعود للمراسل المعروف مايكل غوردن، المتخصص في الأمن القومي والمراسل السابق للصحيفة في موسكو، وتحدث التقرير عن انتهاكات روسية لمعاهدة الأسلحة النووية وتحدث فيه مع مصادر رسمية رفضت الكشف عن اسمها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها