الثلاثاء 2017/02/21

آخر تحديث: 18:18 (بيروت)

مغردون لبنانيون: لوبان انتهازية

الثلاثاء 2017/02/21
مغردون لبنانيون: لوبان انتهازية
لوبان: "لا يمكنهم وضعي تحت الأمر الواقع" (غيتي)
increase حجم الخط decrease
"من هو الأكثر تطرفاً؟ مارين لوبان أم عبد اللطيف دريان؟"، سؤال طرحه أحد المغردين اللبنانيين في سياق الجدل الذي أثاره رفض مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية، مارين لوبان، وضع الحجاب على رأسها كشرطٍ للقاء مفتي الجمهورية، عبد اللطيف دريان، في مقر دار الإفتاء، خلال زيارتها الأخيرة للبنان، حيث تشهد مواقع التواصل انقساماً في الآراء تجاه موقف لوبان، الذي وصفه البعض بـ"الاستفزازي" و"المتطرف"، فيما رأى فيه آخرون موقفاً يرمز إلى "القوة والحرية" وأن ما فعلته لوبان "جدير بالاحترام".


مارين لوبان، والتي كان قد تقدّم منها أحد الموظفين، لحظة وصولها دار الفتوى، ليعطيها منديلاً للرأس، كما جرت العادة، ردّت بشكل فوري وحاد قائلة: "لم تطلب مني السلطة السنية العليا في العالم هذا، ولذلك لا أرى سبباً له"، وذلك في إشارة إلى لقائها في أيار/مايو 2015 شيخ الأزهر أحمد الطيب في القاهرة، مضيفة: "يمكنكم إيصال تحياتي للمفتي لكنني لن أغطي نفسي"، وهو الأمر الذي رأى فيه البعض "استعراضاً انتخابياً قد يساعدها كثيراً في حملتها الانتخابية القائمة على سياسة يمينية متطرفة تجاه الإسلام والمسلمين"، نظراً لعلمها المسبق بأعراف اللقاء والبروتوكول المتّبع في هذا الإطار.

تصرّف لوبان استدعى رداً من المكتب الإعلامي في دار الفتوى، فأصدر بياناً قال فيه "رفضت وضع غطاء الرأس كما هو متعارف عليه عند زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، مع الإشارة الى أن المكتب الإعلامي كان قد أبلغ المرشحة الرئاسية عبر أحد مساعديها، بضرورة غطاء الرأس عند لقاء سماحته كما هو البروتوكول المعتمد في دار الفتوى. وعند حضورها إلى دار الفتوى، فوجئ المعنيون برفضها الالتزام بما هو متعارف عليه، بعدما تمنى المعنيون عليها وإعطائها الغطاء لوضعه على رأسها، رفضت وخرجت دون إتمام اللقاء المتفق عليه مسبقاً مع سماحته. وتأسف دار الفتوى لهذا التصرف غير المناسب في مثل هذه اللقاءات".

لوبان وفي مسعى منها لمحاولة دحض الاتهامات الموجهة إليها بكسر قواعد البروتوكول، ردّت على بيان دار الفتوى بقولها: " أبلغتهم أمس أنني لا أغطي رأسي، ولم يبادروا إلى إلغاء الموعد، فاعتقدت أنهم وافقوا على ذلك". وأضافت في تصريحات للصحافيين المرافقين لها: "أنا لا أغطي رأسي. هم سعوا إلى فرض ذلك عليّ ووضعي تحت الأمر الواقع.. لا يمكنهم وضعي تحت الأمر الواقع".

وإذ رأى مغردون أن ردّ لوبان يكرّس تشبثها بسياسة الانغلاق التي تحاول تكريسها، وأنه يقدّم نموذجاً جلياً حول الأسلوب الذي ستقوم عليه إدارتها في حال فوزها بالرئاسة ووصولها إلى قصر الإليزيه، اعتبر البعض أن استخفافها بالبروتوكول والأعراف التي يفرضها هذا النوع من اللقاءات هو نتيجة عدم اكتراثها للانفتاح على الحضارات الأخرى، بل وإعراض زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا عن تقبّل الآخر، فيما هي "منسجمة مع عنصريتها وكراهيتها للرموز الإسلامية"، مذكّرين إياها بأنّ برتوكول تغطية الرأس تفرضه اللقاءات مع بابا الفاتيكان أيضاً وغيره من الرموز الدينية المسيحية.

وفي مفارقة لافتة، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل موقفاً منفتحاً تمثّل في تصريحها بأنّ "الإسلام لا يشكّل مصدراً للإرهاب والتشدد". وبالتزامن، جاء موقف لوبان وتصرفها وكأنه مسعى لتكريس العكس، وتأتي تصرفاتها وتصريحاتها منسجمة مع شخصيتها التي وصفها كثيرون بـ"الانتهازية"، نظراً لمواقفها التصعيدية والمتطرفة تجاه أمور أساسية لا تؤدي بالشكل ولا بالمضمون لخدمة المصلحة الفرنسية العليا، وذلك على حساب تركيز أنظارها نحو مكاسب انتخابية وشخصية محددة. ويأتي ذلك ضمن مخاوف من تفشّي ظاهرة خطيرة تصيب الدول الديموقراطية والرائدة بنكبة تقزيم موقعها ودورها وتاريخها من خلال تنطّح مرشحين متطرفين للرئاسة من أمثال ترامب ولوبان، والتي يبدو أنها مرشحة للتوسع والتمدد حيث قد تصيب بريطانيا ودول أوروبية أخرى.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها