الإثنين 2017/02/13

آخر تحديث: 19:15 (بيروت)

عون في مصر.. كأنه لم يأتِ

الإثنين 2017/02/13
عون في مصر.. كأنه لم يأتِ
الإعلام المصري غطى كل شيء.. إلا أسباب الزيارة (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease
لم يطل انتظار اللبنانيين المعنيين بالشأن السياسي كثيراً لمشاهدة "لقاء القمة" بين الرئيسين ميشال عون وعبد الفتاح السيسي، لاشتراكهما في عدد من السمات. فكلاهما آت من مؤسسة عسكرية، ويتحدثان كثيراً عن الإرهاب ومحاربة الإرهاب كمكون أساسي لخطابيهما، إضافة إلى فكرة التاريخ كمرجعية أساسية لفكرتهما عن هوية البلدين، وأخيراً في مساحة "الكوميديا" في التعاطي الشعبوي مع الظهور والتصريحات الكاشفة عن ضحالة التفاعل مع الحدث والقدرة على التصرف وفق احتاجه.

وصل الرئيس اللبناني إلى القاهرة صباح اليوم الاثنين، بعد تمهيد إعلامي واسع عبر التلفزيونات والصحف المصرية، سبقت الزيارة، في عُرف قديم عن الإعلام المصري. واجه الرئيس عون رئيس تحرير جريدة الأهرام الجريدة الحكومية الأهم، ثم مقابلة متلفزة مع لميس الحديدي مقدمة برنامج "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي" بديل التلفزيون الحكومي المصري.

لا اختلاف موضوعياً بين تصريحات الرئيس عون في المقابلتين. حديثه في مجمله اتسم بعموميات لا تحوي معلومات، والعديد من المجاملات عن مصر ومكانتها وأهميتها وما إلى ذلك من جُمل معروفة في اللقاءات الدبلوماسية. واقع الأمر أن عون بالفعل لم "يقل شيئاً مغايراً" كما علق الكثير من المتابعين السياسيين، إلا في عدد من الموضوعات المعروف انحيازه السياسي فيها: ضجره من اللاجئين السوريين الذي يرى فيهم "حملاً كبيراً" على دولة صغيرة مثل لبنان. أو على حد تعبيره "هذا حمل كبير وآثاره واضحة فى لبنان وهي اقتصادية وأمنية وسياسية، فالوضع بالفعل صعب جدا اليوم: وكـ"لبناني" ومن كل قلبى أقول إن الشعب اللبنانى قديس".. وموقفه من الصراع في سوريا، وأن الإبقاء على بشار الأسد هو الأفضل في هذه اللحظة التاريخية، وأخيراً رؤيته بأن مسيحيي الشرق مستهدفون تحديداً من الإرهاب الذي تصدره داعش.

هكذا سبقت ملامح الخطاب العوني حضوره إلى القاهرة عبر وسائل إعلامها، جاعلاً من لقائه بالسيسي أمراً كما تخيله اللبنانيون بالفعل، خصوصاً في ما يتعلق بالشأن السوري والموقف من الإرهاب. وعليه جاء لقاؤه بالسيسي اليوم باهتاً، حتى أن التغطية الإعلامية للقمة المشتركة جاءت في سياقها الروتيني.

ولأن الإعلام المصري لم يجد ما يمكن أن يغطيه في هذه الزيارة أكثر مما يفعله عادة، بدأ في النبش عن أي "تاريخية" في هذه الزيارة، فكان التركيز على زيارة عون لمقر الجامعة العربية باعتبارها الزيارة الأولى من رئيس لبناني للجامعة، ومقابلته للبابا تواضروس ولشيخ الأزهر، ولا أكثر من ذلك.

في مواقع التواصل الاجتماعي، لا يبدو أن الزيارة نالت اهتماماً في صلبها بقدر ما أثارته من خيال حول الرئيسين، ثم تركيز –لبناني أكثر- على تأييده لفكرة البقاء على بشار الأسد وتبرمه من ، من دون أي تفاصيل اضافية عن طبيعة هذه الاتفاقات الاقتصادية؛ حتى في التغطية الإعلامية المصرية لم تذكر الاتفاقات الاقتصادية إلا بشكل عابر، كذلك في المقابلتين الصحافية والمتلفزة.

وما يجب ألا يمر مروراً عابراً، لم يكن في تصريحات عون في لقاء القمة، إنما في حديث السيسي نفسه حين قال إنه على استعداد لدعم قدرات الجيش اللبناني ومختلف أجهزته الأمنية، وهو ما يوافق طموحه في طبيعة مركزية العلاقات المصرية في المنطقة العربية.. في كل الأحوال، جاء عون كأنه لم يجيء.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها