الجمعة 2017/02/10

آخر تحديث: 17:27 (بيروت)

ايران الرسمية تتجنب التصعيد: الشعب يتولى المهمة

الجمعة 2017/02/10
increase حجم الخط decrease
خرجت احتفالات ايران هذا العام، بانتصار "الثورة الاسلامية" في العام 1979، من الادبيات الايرانية المعادية للولايات المتحدة الاميركية. التعميم، تلاشى، وحُصرت الادانة بالرئيس الاميركي دونالد ترامب، تماهياً بالشارع الاميركي المنقسم على قرارات الرئيس الجديد.

رفع المتظاهرون الايرانيون صورة لترامب، تظهره يتلقى لكمة على وجهه. انتشرت الصورة على نطاق واسع، لتؤدي غرضين: الاول سياسي، يُراد منه إبراز التحدي الايراني للرئيس المنتخب وحده، دون الشعب الاميركي، بدليل الشعار الذي رُفع في المسيرات ويقول "فليسقط النظام الاميركي وليحيا الشعب الاميركي".. أما الغرض الثاني، فهو شعبوي داخلي، يُراد منه إبراز القدرة الايرانية على تحدي القرارات الأميركية، بالشعب الايراني دون أن تتبنى سلطته التهديدات. وتماهى الايرانيون مع الرسالة، فظهرت صور لبعضهم يلكمون صورة ترامب المرفوعة في التظاهرات فعلياً.

غير أن الصورة وحدها، لا تكشف وقائع الرسائل الايرانية التي تظهر حقيقة المساعي الرسمية الايرانية "لاحتواء" الأزمة. فالتلفزيون الايراني، لم يعرض صوراً لعرض عسكري، كما كل عام. أما خطابات المسؤولين، فتجنبت ذكر ترامب، لابعاد شبهة التصعيد. ترافقت تلك الرسائل مع تأكيد خبير مقرب جداً من السلطة، في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز"، بأنه "لا رغبة ايرانية بالتصعيد". وتلت ذلك دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي طوال الاسبوع الماضي، لعدم إحراق العلم الاميركي، وهو تقليد كان رائجاً في السنوات الماضية، والاستعاضة عنه برفع شعارات تشكر الشعب الاميركي الذي وقف ضد قرارات ترامب لدعم اللاجئين والسياح والطلاب. 

بالفعل، تولّى المتظاهرون التصعيد ضد ترامب، من غير أن تواكبهم السلطة، بشكل مباشر.  فقد أكّد الرئيس الايراني حسن روحاني ان التظاهرات تمثل دعوة للعالم لمخاطبة الإيرانيين باحترام. أما المتظاهرون، في المقابل، فداسوا على صورة ترامب، وعلم الولايات المتحدة الاميركية وعلم اسرائيل، على الرغم من أنهم حاولوا جذب الشعب الاميركي اليهم، عبر مخاطبته بعبارات الترحيب. فالى جانب رفع شعارات لشكر الشعب الاميركي على دعم المسلمين، فرقوا بين الشعب والادارة الاميركيين، وهو ما أبرزته "سي أن أن" في تغطيتها المباشرة، وأكدت عليه عبر تكرار رسالة مراسلها من طهران

لعب الايرانيون على التناقضات الأميركية. حاولوا ابراز "الدعم" للقسم المعارض لسياسات ترامب. تماهوا معه، وأظهروا أنفسهم جزءاً من الانقسامات الاميركية. هذه الاستراتيجية، لاقت قبولاً لدى وسائل الاعلام الاميركية التي تحتاج الى "تكافل دولي" مع خصومتها تجاه ترامب.. فغطت التظاهرات بمعانيها ورسائلها، على أوسع نطاق، حتى بلغ الأمر بصحيفة "واشنطن بوست" نقل رأي متظاهر عن التلفزيون الايراني، قال "لا نشارك منذ عشر سنوات في الاحتفالات السنوية، لكن هذا العام نشارك رداً على قرار ترامب الاخير لنظهر أننا نحب بلدنا". 

وبينما انفتحت وسائل الاعلام الاميركية المعارضة لترامب على الرسائل الايرانية، حجبت قناة "فوكس نيوز" الموالية له الخبر، حتى فترة مساء الجمعة، وذلك لتتجنب القول ان الانقسام في الولايات المتحدة على قرارات ترامب، انسحب الى طهران.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها