الثلاثاء 2017/12/05

آخر تحديث: 20:04 (بيروت)

ترحيل شجرة القمامة من مطار بيروت

الثلاثاء 2017/12/05
ترحيل شجرة القمامة من مطار بيروت
لاقت الشجرة موجة إنتقادات حادّة على مواقع التواصل الإجتماعي أدّت إلى إزالتها على الفور
increase حجم الخط decrease
الشعب الذي تحمّل النفايات في شوارعه خلال العامين الماضيين، لم يسمح بوجود خردة تشبه النفايات معلقة على شجرة الميلاد في مطار بيروت، فإشتعلت السوشيال ميديا إنتقاداته التي دفعت مطار بيروت الى إخراجها منه.. وبذلك، تكون أنقذت نفسها من الخردة في داخله، بعد أن حالت دون إزاحة النفايات عن اسوار المطار في مكب الكوستا برافا. 
في الواقع، تفوق المبادرون لتثبيت شجرة ميلاد بهذا الشكل في حرم المطار، على أنفسهم هذه المرة، بإبداعٍ دعائي جديد أتحفوا به اللبنانيين صباح اليوم. لكن عوضاً عن إستقبال الزائرين اللبنانيين والأجانب بدبكة لبنانية، تم استقبالهم بكومة من الخردة تزين شجرة ميلاد. 

لاقت الشجرة موجة إنتقادات حادّة على مواقع التواصل الإجتماعي أدّت إلى إزالتها على الفور. فقد إعتبر اللبنانيون أنها "تمسّ بروح الميلاد"، و"تمثّل إهانة للمسيحيين". وأعربوا عن إمتعاضهم من تشويه "واجهة لبنان" المتمثلة بمطاره. كما وصفها موقع القوات اللبنانية بـ"الشرّ" وتساءل: "كيف نقبل أن يتحوّل رمز من رموز مجيء المخلص إلى أغضان تعلق عليها القمامة والخردة بدل الزينة والأضواء؟"

تجاوب مطار بيروت سريعاً مع هذا التفاعل الحادّ، فأزالها بعد بضع ساعات. وأكّد رئيس المطار فادي الحسن أن" شركة طيران الشرق الأوسط هي من وضع الشجرة". كما أوضح مدير عام شركة طيران الشرق الأوسط أن هذه الشجرة أتت في إطار "مبادرة بيئية للشركة تتعلق بعملية إعادة التدوير والمحافظة على البيئة اثر تزيينها بقطع معدنية وقطع خاصة بالطائرات والهدف من ذلك هو دعم البيئة". ودافعت الشركة عن نفسها بالتبرؤ من فكرة الشجرة ونبذ "حقوق الملكية الفكرية" الخاصة بها، معترفةً بأن الشجرة ليست من إبتكارها الخاص، بل تقليد لمبادراتٍ أجنبية.

ولإنصاف الشركة، لا بدّ من الإعتراف بقلّة الإبتكار والأصالة في حملاتها الدعائية. فهذه الشجرة هي جزء من صيحة عالمية ظهرت قبل بضع سنوات. فبعد إستنفاذ المصمّمين لكافة الأفكار المتعلقة بعيد الميلاد وشجرته، أخذوا يصمّمون أشجاراً تتزين أغصانها بكلّ شيء، أو تشكل كل الأشكال بديلاً عن الأغصان. فقد صنعت المكتبات أشجاراً من كتب، كما نصبت البارات أشجاراً من زجاجات البيرة، فيما صمّم آخرون شجرة على شكل جسد امرأة. إلا أن قطع الطائرات بالذات أثارت حنق اللبنانيين لإعتبارها قمامة، وهم أمر بغاية الحساسية بالنسبة إليهم. 

والحال أن شركة "ميدل إيست" تجهد في سبيل التسويق لنفسها والظهور بصورة فريدة ومبتكرة. إلا أنها تقع في طريقها إلى الفردية بأفخاخ مكررة، مثل تحويل تعليمات السلامة التي تلقيها المضيفة إلى فيديو دعائي عن لبنان، أعادت فيه ابراز الكليشيهات الوطنية من قلعة بعلبك، إلى خضرة الجبال، والدبكة الممزوجة بالتكنو. إلا أنها في تصويرها الدقيق للبنان وقمامته، أثارت الشركة حنق الشعب، وثورته على النفايات. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها