الثلاثاء 2017/12/05

آخر تحديث: 14:30 (بيروت)

"التحالف العربي" يستدرج الحوثيين الى مقتلهم السياسي

الثلاثاء 2017/12/05
"التحالف العربي" يستدرج الحوثيين الى مقتلهم السياسي
اراد الحوثي اعلان "الانتصار" بـ"الاقتصاص السياسي".. فانقلب المشهد عليه (غيتي)
increase حجم الخط decrease
استدرج الإعلام المدعوم من التحالف العربي، الحوثيين، الى مقتلهم السياسي، بسلوك اعلامي واكب لحظات مقتل الرئيس اليمني الاسبق علي عبد الله صالح. فالنفي الذي أبداه الاعلام السعودي لحادثة مقتل صالح رداً على أنباء مقتله، دفع الاعلام التابع لجماعة "أنصار الله" لإثبات ما يعلنه، عبر نشر صور جثث، وهي كانت بمثابة فخ وضع الحوثيين في مهب تداعيات تسريبها أمام القبائل اليمنية، وأمام المجتمع الدولي. 
الصور، بما تحمله من دلالات على الاقتصاص السياسي، لم تكن مجرد اعلان مثبت ودليل على مقتل صالح. فقد تحدثت وسائل اعلام عالمية عن "اخلاقيات المهنة" وضرورة الاحجام عن نشر صور جثث القتلى. لكن هذا الجانب، لا يعدو كونه "ترفاً حقوقياً" بالنسبة لحوادث القتل والجماعات القائمة بها على مساحة العالم العربي، بلا رادع، وليست ذات جدوى إذا ما عُزلت عن ارتداداتها السياسية، وطرق توظيفها. 

وفيما اراد الحوثيون من مقتل صالح، اعلان "انتصار"، إلا أنه تحول الى اعلان تهشيم اعلامي يطاول الجماعة التي تسيطر على شمال اليمن. فقد ردّ الاعلام الموالي للتحالف بإعادة نشر الصور، على سبيل إطاحة صورة الحوثيين اعلامياً، وذلك وفق استراتيجية مزدوجة: الاولى تسعى لحشد رأي عام يمني معارض للحوثيين، والثانية تكرس صورتهم "المتوحشة" في الاعلام العالمي. 

في الجانب الأول، نجح تسريب الصور وإعادة نشرها في إثارة القبائل اليمنية التي ترفض، وفق أدبياتها السياسية والأخلاقية، التمثيل بالجثث والتنكيل بها. فقد أظهرت الصور أن جثة صالح تعرضت لندبة في الرأس، لم تكن سبباً لوفاته بالنظر الى ان الدماء على بطنه، وقادت محللين للتأكيد بداية انها ناتجة عن رصاص القنص، ثم للتأكيد انها نتيجة تنكيل بالجثث. أما مقطع الفيديو، فيشير الى سلوك لا يحترم تلك الأدبيات من خلال رمي الجثة المحمولة في قطعة من القماش، في الحافلة الصغيرة، وهي من شأنها أن تثير حمية موالي صالح، الكثيرين جداً، إضافة الى القبائل اليمنية التي تحركت فوراً بعد نشر الصور، حين أعلنت احدى قبائل محافظة إب "الثأر لصالح من الميليشيات". 

وفي الجانب الثاني، كرس نشر الصور فرضية تهشيم صورة جماعة "الحوثي" في الاعلام العالمي، الذي بات ينظر اليها على أنها جماعة متوحشة، لا يمكن أن تحكم اليمن وهي تنتهج اسلوب الاقتصاص السياسي بالالغاء والقتل. فضلاً عن أن التباهي بنشر صور الجثث، يعزز "الصورة الهمجية" للجماعة، ما يدفع العالم لمعارضة قبولهم بالحكم.  

تداعيات نشر الصور، بدأت، وساهم إعلام التحالف في توسيعها عبر إعادة نشر الصور. بذلك، يكون إعلام التحالف قد استدرج الحوثيين الى مقتل سياسي داخلي، يتمثل في اثارة القبائل والمجتمع اليمني الذي وجد سلوكاً مناقضاً لأدبياته الأخلاقية والسياسية، وخارجي يتمثل في تحفيز الرأي العام الدولي على رفض سلوك الجماعة، وتقويض فرص قبول الغرب بأمر واقع حوثي، ما يعني زيادة الدعم المعنوي للتحالف الدولي في اليمن.  
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها