الجمعة 2017/12/22

آخر تحديث: 19:45 (بيروت)

لهذه الأسباب يضعون صورهم عراة في السوشال ميديا..

الجمعة 2017/12/22
لهذه الأسباب يضعون صورهم عراة في السوشال ميديا..
increase حجم الخط decrease
يتواجد في "إنستغرام" عدد من مصوري العري الهواة والمحترفون، يستعملون التطبيق كمنصة أساسية لنشر صورهم. البعض يمتلك خلفية فنية، تظهر في اختيار الزوايا، الضوء، والمحاولة الدائمة للتقاط جماليات الأجساد وانحناءاتها. بينما يصور الجزء الآخر لدوافع ذاتية أو اجتماعية. مثل فتاة تريد عقد مصالحة مع جسدها، من خلال تصوير نفسها كنموذج جمالي بديل عن النموذج النحيل المهيمن، أو شاب يحاول  اكتشاف جنسانيته، من خلال تصوير نفسه في وضعيات متعددة.


تنتمي ريم إلى القسم الأول من المصورين الذين يمتلكون خلفية فنية. في حسابها الوهمي في "إنستغرام"، تضع صوراً تظهر أجزاء من جسدها. في إحداها تبدو مبللة الشعر، شبه عارية في الحمام، عابسة أمام الكاميرا المنعكسة في المرآة. أخرى أخذتها في غرفة النوم، أيضاً أمام المرآة، تقف فيها بوضعية مثيرةً وهي مرتدية ثياباً داخلية داكنة اللون. لا تبدو ريم خائفة من حدوث مشاكل لها بما أنها تعيش في بلد يفرض قيوداً على لباس المرأة في الأماكن العامة، طالما أنها تثق بمن تشارك معهم الصور، وهم إما أصدقاء ينتمون إلى دوائر نخبوية، أو أصدقاء وفنانون يعيشون في الخارج.

تقول ريم لـ"المدن": "لا أحب الرسائل التي تصلني وتفسر ما أفعل على أنه نوع من مقاومة الحدود والقيود المجتمعية. لست جالسة على منبر خطابة، ولا أنوي الجلوس". تفضل ريم إطار الذاتية والحميمية لما تضعه على صفحتها، وهو على كل حال، الإطار الذي أنشئ من أجله "إنستغرام" أساساً. طبعاً حياتها في مجتمع محافظ حفزت هذا النوع من التفاعل مع ما تقوم به، ويتكرر غالباً نفسه مع أكثرية الفتيات العربيات اللواتي اخترن هذا النوع من التصوير كنمط فني يعبر عنهن.

تختلف تجربة الأنثى عن تجربة الذكر في هذا المجال، فموقع الأخير المكرّس، هو خلف الكاميرا وليس أمامها. وقد صنع عبر الزمن صورة المرأة العارية، التي تحاول بعض المصورات النسويات اليوم تخطيها. جسد الرجل لا يزال أقل حضوراً، بخلاف الجسد الأنثوي العاري الذي تعرض للتسليع ويعتبر موضوعاً مكرساً في الرسم والفوتوغرافيا منذ أزمنة طويلة.

ماهر، واحد ممن يحاولون تقديم جسد الرجل كموضوع فني. يقول: "الحال مع الرجال مختلف، لأن العري يمكن أن يشعرهم بالخوف وبأنهم مكشوفون، خاصة إن كان هناك من هو بكامل ثيابه أمامهم". يصور ماهر جسده غالباً إلا أنه يستعين بعارضين أحياناً. في الصور تبدو الشخصيات التي يصورها، صغيرة الحجم ضمن المكان الأوسع ، كأنها جزء من الديكور أو الفرش المنزلي.

ويضيف ماهر في حديث مع "المدن": "عيني تختار مكاناً معيناً في المنزل، فأتخيل نفسي فيه. أثبّت الهاتف في موقع معين، ثم آخذ الوضعية التي أريدها أمام الكاميرا. جزء من هذه التجربة هو اكتشاف لنفسي ولتفاعلاتي، وجزء تعبيري، وهناك جزء آخر يعطيني جرعة أحتاجها من التجريد. هي تجرب ذاتية قبل أن تكون لأهداف جمالية".

والحال أن تصوير العري هو أكثر من ذلك. هي ممارسة معممة اليوم ضمن المحادثات الجنسية، وتهدف إلى زيادة إثارة الطرف الآخر، أو إثارة مرسل/ة الصورة نفسه/ها. حتى لو أزيلت تلك الصور بعد وقت قليل من تصويرها، أو بقيت مخبأةً في الهواتف من دون أن يراها أحد، فهي تبقى صوراً مهمة، تقول الكثير عن أصحابها، ربما أكثر من أغلبية صورهم اليومية.

ساهم هذا النوع من التصوير في نجاح تطبيق "سناب شات" عند انطلاقه، وتحديداً بسبب خدمة الصور التي تزول خلال وقت قصير. واعترف أحد مؤسسي التطبيق العام 2013 بأن الصور الجنسية ساعدتهم على الانطلاق. طبعاً بالإمكان استخدام أي تطبيق لإرسال صور جنسية، إلا أن "سناب شات" أعطى مساحة فريدة من الأمان للمستخدمين، خاصة أن الخدمة تضمن زوال الصورة بعد وقت قصير جداً من فتحها، ويضمن وصول إشعار في حال قرر الطرف الآخر طباعة الشاشة (Screen Shot).

تأتي هذه الصور أحياناً في سياق الممارسة الجنسية الافتراضية التي تحدث عبر الرسائل النصية، الاتصال الهاتفي، أو الاتصال عبر الفيديو، ويشارك فيها شخصان عادة يحفزان الإثارة الجنسية بتخيل سيناريوهات ومشاهد تحدث في الحقيقة، يمكن أن تأتي بشكل اعتباطي بين شريكين، أو تلبية لطلب أحد الطرفين.

ولتصوير العريّ بعد ذاتي أيضاً، وبإمكانه أن يكون قائماً بذاته من دون الحاجة إلى طرف آخر. تقول سناء (لبنان): "لا أفكر مرتين عندما أريد تصوير نفسي، فالإحساس بالإثارة يكون متحكماً بسلوكي. أقف أمام المرآة أو أمام كاميرا مثبتة، وأقوم بنزع ثيابي على مهل، آخذةً وضعيات مثيرة أمام الكاميرا". وتؤكد أن عملية التصوير تزيد نسبة إثارتها بأضعاف، وهي ممارسة منفصلة عن "ممارسة المشاهدة" أي التفرج على الصور بعد تصويرها. وتضيف: "عندما أشاهد الصور أشعر بالإثارة من جديد، كأني أشاهد فيلماً إباحياً، فأتحكم بالصورة وأقوم بقصها وتغيير الكادر لأبدو أكثر إثارة. في بعض الأحيان أرى نفسي كأني ممثلة أفلام إباحية، وأصير أتخيل نفسي في شاشة الهاتف مع أشخاص آخرين من ذلك العالم".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها