الأربعاء 2017/12/13

آخر تحديث: 18:40 (بيروت)

"النمر" في حميميم: روسيا تزكّي القيادة البديلة.. بالصورة

الأربعاء 2017/12/13
"النمر" في حميميم: روسيا تزكّي القيادة البديلة.. بالصورة
increase حجم الخط decrease
أعاد حضور العميد سهيل الحسن، المعروف بـ"النمر"، في اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع القادة العسكريين في حميميم، النظام السوري الى حقبة حافظ الاسد العسكرية، لناحية ترميز القادة العسكريين الميدانيين، مع فارق وحيد بين تجربتي الأسد الأب والابن، أن الأول كان يختصر حضور نظامه في المشهد الدولي، بينما يبدو "النمر" شريكاً للأسد، ومنافساً ميدانياً له، يتوسع حضوره من اطار الفيديوهات المحلية، الى الصورة الخارجية.


والنمر الذي بدا مرتبكاً في حضرة بوتين، صاغراً، ومستمعاً جيداً لا دور له بما يُحكى، أعطاه الرئيس الروسي في المشاركة في الاجتماع حجماً يتخطى توقعاته وأحلامه. فالحسن، هو سليل حقبة من الجنرالات التي تحكم ميدانياً، وتتحكم في اطار محلي، ولم تخرج الى الاعلام الا في صور رسمية، ولم تتصرف مع الكاميرا الا في اطار الشخصية التبعية لنظام يوفر لها الامتداد الشعبي المحلي الضيق جداً.

لكن الحسن، ولأول مرة في تجربة الجنرالات السورية منذ العام 1970، ينافس رأس النظام نفسه على الحضور في المشهد الدولي. وإذا كان الاعلام سيقدمه بوصفه حضوراً تكريمياً، فإن الواقع يوحي بعكس ذلك، كونه حضوراً تشاركياً مع النظام في حضرة بوتين، على الاقل في الجانب الميداني، وهو ما لم يكن مألوفاً في حقبة جنرالات الأسد الأب.

في الحقبة السابقة، بقيت مهام الجنرالات العسكرية والامنية، تحت مظلة الاسد الاب. بقي حضورهم الاعلامي بعد حرب تشرين في 1973 ، وخصوصاً الجنرالان مصطفى طلاس وحكمت الشهابي، ملتصقاً بالاسد وانجازاته. لم يخرج الضابطان الابرز في حقبة حافظ الأسد، من تلك المظلة الاعلامية والسياسية، ولم يستقلا بالصورة إلا حين توليا مناصب رسمية، مثل وزارة الدفاع (طلاس)، أو رئاسة الاركان (الشهابي).

يدرك بوتين تماما كيفية التعاطي الاعلامي مع خصوصية الشخصيات العسكرية السورية، تلك التي يجب أن تبقى محصورة في الجانب التبعي للنظام، أو الرسمي، أو المحلي في اطار ميداني محدود. لكن النمر، له خصوصية أخرى، بالنظر الى معيارين، أولهما أنه بات الشخصية العسكرية الأوسع انتشاراً، والاكثر حضوراً في الميادين العسكرية، والتي تحتكر "المهام الصعبة"، وثانيهما الحاجة الى قيادة رديفة، هي قيادة عسكرية تشد العصب الشعبي، بالنظر الى "مهام وانجازات" ليست محل انقسام، على الاقل في صفوف البيئة الموالية، وصفوف المحايدين "التواقين لمحاربة الارهاب"، وتشكل لبنة لجهود اعادة تشكيل "جيش وطني".

يتشارك الروس والنظام السوري، النظرة الى القيادة البديلة، وهي العسكرية التي تتخطى الانقسامات. من هنا، جاء حضور "النمر" في الاجتماع العسكري، وظهوره اعلامياً في الموقع نفسه، رغم أن قائد القوات المسلحة الذي شارك في استعراض الجيش في قاعدة حميميم، لم يكن موجوداً في الاجتماع. منحه الأسد تزكية تحت عنوان "الضحية" حين قال ان الضابط الحسن لم يزر عائلته منذ سبع سنوات.

وإذا كان ذلك يمثل انقلاباً على استراتيجية الأسد الأب الذي أبعد الشخصيات العسكرية من الاعلام وأحجم عن اظهارها في صورة مستقلة عنه، فإنه يمثل استكمالاً للاستراتيجية الروسية بترميز بطل ميداني في الاعلام، يشبه القناص السوفياتي في الحرب العالمية الثانية، أو رامي الدبابات في معركة ستالينغراد، أو الطيار الروسي الذي نفذ من الغارات الاميركية في فيتنام، كما يصوره فيلم وثائقي عرضته "روسيا اليوم" العام الماضي.

وعليه، نشأت في سوريا قيادتان مواليتان لروسيا. القيادة السياسية التي تتمثل بالاسد، والقيادة البديلة التي تتمثل بالجناح العسكري، أو النمر في سوريا. وهو ترميز للدفع به الى معارك أخرى، أصعب، بدأت مع الاعلان عن تكليفه بمعركة ريف حماه الشمالي الشرقي، وريف ادلب الشرقي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها