الخميس 2017/11/09

آخر تحديث: 18:15 (بيروت)

"العربية": سَبعٌ بمواجهة إيران.. وفي الداخل هِرّ

الخميس 2017/11/09
"العربية": سَبعٌ بمواجهة إيران.. وفي الداخل هِرّ
رتباك "العربية"، في التعاطي مع الخبر السعودي الداخلي، لا ينم عن "اضطرار مأزوم" في الانحياز للقرارات أو ضدها
increase حجم الخط decrease
مع العاصفة السعودية الملكية المستمرة منذ أربعة أيام، تحولت أنظار العالم إلى البلاد المنغلقة على نفسها، وانفتحت شهية الإعلام بمختلف وسائله على النبش في الأحداث، ومحاولة تقصّي الأخبار أو حتى الشائعات، باستثناء قناة "العربية" التي أظهرت نموذجاً هجيناً للإعلام الخاص والرسمي في آن، وهو ما يضع كل محاولاتها السابقة لإثبات نمط إعلامي مغاير، موضع شكوك. 
في ذلك الموقف المأزوم، تأتي التغطية الإعلامية لمعظم القنوات والمواقع العربية لتحدد طبيعة انحيازها مع أو ضد الموقف الرسمي السعودي، والذي اتخذ شقين: الأول، يقوده الإعلام الممانع الذي يهوّل بأزمة داخلية في السعودية، استناداً الى تحليلات وتقديرات.. والثاني، يقوده الإعلام الرسمي السعودي والمقربون منه. وبينهما، جاءت "العربية" التي تدرجت بتغطيتها من الاكتفاء بالخبر الرسمي لما يحصل في السعودية، إلى فتح باب التحليل للأزمة المتصاعدة بين السعودية وايران. 

وارتباك "العربية"، في التعاطي مع الخبر السعودي الداخلي، لا ينم عن "اضطرار مأزوم" في الانحياز للقرارات أو ضدها، كما أشاع البعض في بدايات الأزمة. ذلك أن قرارات مشابهة في السعودية، يكتنفها التعتيم، وتصعب مواكبة أي حدث بالمعلومة. وهو ما يفسر لجوء وسائل إعلام أخرى، أجنبية وعربية، إلى التحليل لتلمّس تداعيات محتملة للقرارات. وهو الشق الذي لن تتجه "العربية" إلى محاكاته، بالنظر الى انها باتت جزءاً من منظومة اعلامية شبه رسمية، يمكن قراءة توجهها في تغطيتها للتصعيد مع إيران. 

في هذا الشق، يُشابه أداء القناة الى حد كبير، أداء القنوات الرسمية، السورية أو المصرية بالحد الأدنى. التغطية التي تتبنى وجهة النظر الرسمية حصراً. لا تخرج عن اطار تغطية التلفزيون الرسمي المصري للأحداث، ويظهر هذا في الفواصل الاخبارية، كما في التقارير والتحليلات، وفي اختصار الأخبار الايرانية التي تردّ فيها على المملكة، مثل تصريح الرئيس الايراني حسن روحاني أمس الأربعاء. 

وإذا كان الأداء في الأزمة مع إيران، يرتقي الى مستوى المواجهة، لتكون "العربية" رأس الحربة الإعلامية في بث رسائل السعودية الى طهران، بهدف ردعها وتقويضها، فإنها في الملف الداخلي لاذت بالبيانات الرسمية واحتمت بها. علماً أن القناة كانت الشاشة العربية الوحيدة التي ظهر فيها الأمير محمد بن سلمان نفسه، في حوار مع الإعلامي السعودي داوود الشريان، وتوعد خلاله بمحاربة الفساد. 

في الواقع، لم تتورط "العربية" في "الاحتفالية" المتوقعة، خلال مواكبتها القرارات الملكية السعودية، على صعيد الحوارات والتحليلات والتخمينات. وخرجت التغطية من دون تعليقات "حادة" أو مغالية في الاحتفاء، إلا في السياق شديد العمومية، مكتفية بالاستعانة بكتّاب وأساتذة علوم سياسية للحديث عن هذه القرارات بوصفها خطوة "إدارية" للإصلاح. والمفارقة الأغرب أن القناة –وموقعها الالكتروني- لم يذكرا اسم أي أمير من المقبوض عليهم، ولو بالحروف الأولى كما فعلت القناة الإخبارية السعودية الرسمية، على الأقل في الأيام الثلاثة الاولى. 

وضمت "العربية" الملف الإيراني الى الملف اللبناني، حيث وسعت اهتمامها بالشأن اللبناني وعمّقت النقاش فيه، خصوصاً بعد استقالة الحريري عبر شاشتها، ليليه خطاب نصر الله، حتى أنه صار الموضوع الأساسي للنقاش في القناة خلال الأيام الأربعة الماضية. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها