الثلاثاء 2017/11/07

آخر تحديث: 14:09 (بيروت)

الوزير #معيب_المرعبي

الثلاثاء 2017/11/07
الوزير #معيب_المرعبي
المرعبي لمشلب: "هيدا الأوتيل عازمك عليه، وبعزم حدا معك اذا بدك" (الوكالة الوطنية للإعلام)
increase حجم الخط decrease
يبدو أن التوصية التي قد يكون الوزير من تيار "المستقبل"، معين المرعبي، قد تلقاها بكون المرحلة تستوجب إظهار قوة النبض والحسم لناحية الرد على التأويلات والتحليلات، ترجمها وزير الدولة لشؤون النازحين بشكل خاطىء، على طريقته. وهذا ما أظهره لناحية خروجه على أخلاقيات الحوار مع الزميلة ليندا مشلب، مقدمة برنامج "السلطة الرابعة" في قناة "إن بي إن"، خلال إجابته على سؤالها الذي لم يخرج عن الأصول الصحافية والمهنية، فاختار الردّ متخففاً من أي وازع أدبي.


المرعبي، الذي تولّى وزارة لها علاقة وثيقة بحقوق الإنسان، والعضو في حكومة تنكبّ على دراسة مشروع قانون يهدف لحماية المرأة من التحرّش بشتى أنواعه، لم يبدُ معنياً بصورته أو معاني كلامه. بل قابل أسئلة مشلب بشكل مهين، حينما طلبت منه، خلال مداخلة هاتفية، توضيح ما تتناقله وسائل الإعلام عن أن الرئيس سعد الحريري موجود في "الإقامة الجبرية" في فندق "ريتز كارلتون"، حيث يتواجد الأمراء السعوديون الموقوفون منذ السبت الماضي. فعاجلها بالردّ: "هيدا الأوتيل عازمك عليه، وبعزم حدا معك إذا بدك"، ليعود ويقول: "الريتز وغيرو عازمك عليه الرئيس"، و"إذا ما عجبك الريتز ما في مشكلة"، منهياً الاتصال بالقول "ما عندي وقت ضيعو بالسخافات"، مقفلاً الخط في وجه مشلب.



ورغم الجو السياسي المشحون الذي يشهده لبنان حالياً، والأعصاب المشدودة عند الجميع، ليس مقبولاً بأي حال أن ينحدر الخطاب الإعلامي والسياسي لهذه المستويات، ما يجعل كلام الوزير غير مبرر، رغم اعتذاره و"التوضيح" الذي قدّمه بعد ساعات من المكالمة، والذي بدا أنه اضطّر لإعلانه عقب حملة الاستنكار الواسعة التي ضجّت بها مواقع التواصل وعبّر من خلالها الكثير من الاعلاميين والصحافيين عن تضامنهم مع زميلتهم. كما أطلق مغردون هاشتاغ #معيب_المرعبي استنكاراً لما صدر عن الوزير، داعين وسائل الاعلام لمقاطعته.

وبموازاة ذلك، عبّرت قناة "إن بي إن"، في مقدمة نشرة الأخبار المسائية، عن "أسفها لأن المرعبي نزح إلى لهجة هابطة ورخيصة خلال مداخلته ضمن برنامج السلطة الرابعة الذي تقدمه الزميلة ليندا مشلب"، وتمنّت إدارة القناة أن "يبادر هذا الوزير إلى تقديم اعتذار علني عن الاساءة غير المقبولة للقناة وجمهور المشاهدين ومقدمة البرنامج".

مشلب بدورها اعتبرت في منشور فايسبوكي أن ما حصل "يظهر المستوى المتدني والحقير لمن يتبوأ سدة وزارة"، مضيفة "إلى كل من لامني لأني لم أشتمه على الهواء، فأنا أحترم نفسي وأحترم المؤسسة التي أعمل فيها، واعتقدت أني لم أسمع جيداً في البداية، فلم أشأ التسرع في الرد... لكن عندما عاودت الاستماع للحلقة لم أجد أي مبرر لرده المعيب على كلام سئل لمن هو أكبر منه وأعلى شأناً، وأجاب عليه بكل احترام واتزان...".

رد المرعبي لاحقاً، ظهر وكأنه تدارك ومحاولة لإصلاح ما صدر عنه، واضعاً كلامه في سياق الرد على ما اعتبره تحاملاً وتطاولاً على الرئيس الحريري، ما جعله "مُستفَزاً". وشرح أنّ كلامه أُخذ على غير ما قصده، وأنه لا يقصد بأية حال التلميح والنيل إلى شرف السيدة مشلب، بل كان المقصود من كلامه دعوتها وغيرها إلى الذهاب إلى فندق "ريتز كارلتون" لاستيضاح حقيقة أن الرئيس الحريري بعيد من الشائعات التي روّجت أنه محتجز في إقامة جبرية!

لكن رغم هذا التبرير، فإنّ ما صدر عن حضرة الوزير، وبالنبرة والأسلوب الذي خاطب به إعلامية "إن بي إن"، يبقى مستهجناً ومرفوضاً، كون مشلب لم تخرج عن سياق ممارستها لمهنتها التي تعطيها حق الاستفسار من وزير وشخص مسؤول. وهذا ما يستدعي عدم مرور هذه الاهانة أو الاعتداء على أي اعلامي بشكل عابر. ومهما كانت طبيعة المرحلة المقبلة، والتي لن تكون بعيدة من التوتر والانفعال، سيبقى من غير المسموح التعاطي والتعامل مع أي صحافي بهذه الطريقة الفوقية والازدرائية التي دفعت البعض للتساؤل: "كيف ممكن تكون حكومة بتمثل البلد بتحوي اشخاص كلامهم بهذا المستوى من السوقية والبذاءة؟ّ!".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها