الأحد 2017/11/05

آخر تحديث: 16:55 (بيروت)

استقالة الحريري:رائحة الحرب تفوح من الشاشة.. وتنحسر

الأحد 2017/11/05
استقالة الحريري:رائحة الحرب تفوح من الشاشة.. وتنحسر
increase حجم الخط decrease
المبالغة الاولى بتقديرات الحرب، إثر اعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته، لا تخرج من اطار رد الفعل الطبيعي لمفاجأة غير متوقعة، أربكت المشهد السياسي اللبناني، وأركانه، والمقربين حتى من الحريري نفسه، قبل أن تتحول الى مجموعة من نكات ممجوجة، أُغلق عليها يوم طويل من المفاجآت. 


استشعرت الأوساط الشعبية خطراً ما، بإعلان الحريري المفاجئ باستقالته، وعكسته في مواقع التواصل الاجتماعي والاداء الاعلامي الذي بحث عن التداعيات، وليس الخلفيات، بالنظر الى ان ما حصل، لم يكن متوقعاً، وهو ما دفع مؤسسات الدولة للتحرك، مرة للطمأنة بأن لا خوف على قيمة العملة اللبنانية، ومرة أخرى بأن لا عملية اغتيال للحريري جرى احباطها. 

لكن ذلك، لم يبدد تداعيات الخبر، الذي جرت قراءته في اوسط المغردين بأنه "مفتوح على كل الاحتمالات"، في اشارة الى حرب محتملة، لم يحدد شكلها: هل هي حرب اسرائيلية على حزب الله؟ أم حرب أمنية في الداخل؟ أم واسعة في المنطقة؟

مخاوف الناس مبررة، كذلك "الاحتمالات المفتوحة". فالناس لا تدرك بأن وجود آلاف الجنود الدوليين في جنوب لبنان ضمن بعثة "اليونيفيل" يمثل ضمانة أمان ضد أي حرب.. ولا يدركون بأن التوازنات الاقليمية، تمنع أي تدهور بالمشهد العسكري الذي باتت سوريا ساحة صراعه المفتوحة، لكنها ايضاً مضبوطة بتوازنات دولية. فاستقالة الحريري، بوصفهم، هي انقلاب في المشهد، وخروج على توازنات لن تصمد في حال اتخذ قرار دولي بالحرب. 

فاحت رائحة الحرب، أمس السبت، من الشاشات. لكنها لم تزكم أنوف المغردين في ساعات المساء، حيث انقلب الواقع الى سخرية، طالت الحريري نفسه في صفوف خصومه السياسيين، واستحالت أمنيات لـ"حماية لبنان" في صفوف مؤيديه، وإعادة تذكير بـ"العهد القوي" والاستعداد لـ"استحقاق الانتخابات" في صفوف مناصري "التيار الوطني الحر". 

فالمشهد اللبناني، كما أثبتت تجربة الاستجابة للأحداث، لا يستقر على وجهة واحدة. ساعات التغريد تعكس ساعات تبدل الأمزجة. اللبناني يتكيف مع المتغيرات ويسخر منها. وينتهي الى سؤال واحد: هل سنقبض سلسلة الرتب والرواتب بعد استقالة الحريري؟
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها