الثلاثاء 2017/11/21

آخر تحديث: 20:19 (بيروت)

قائد "الفيلق السوري" في الجيش الروسي

الثلاثاء 2017/11/21
قائد "الفيلق السوري" في الجيش الروسي
بوتين يعرّف الاسد الى الجنرالات الروس الذين شاركوا في الحرب السورية
increase حجم الخط decrease
حصر الرئيس السوري بشار الأسد الفوارق، بين زيارته الأولى الى روسيا قبل عامين، في المجريات الميدانية، لكنه لم يتطرق الى صورته التي بدت في أكتوبر/تشرين الاول2015، صورة الرئيس المستجدي، بينما أظهرته الآن عسكرياً بما يتخطى كونه رئيساً يتمتع بقوة ونفوذ، كما يحاول مناصروه الترويج، وكرسته تابعاً للمنظومة السياسية والعسكرية الروسية. 
في المرة الأولى، خرج الأسد لاستجداء دعم عسكري ينتشله من ورطة الانكسار الميداني. واليوم، يخرج لوضعه في صورة الحل السياسي الذي سيتبلور غداً في قمة سوتشي التي تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس التركي رجب طيب اردوغان. في الحالتين، لم يقرر الأسد، وتقود روسيا مجريات المعركة العسكرية والسياسية، وتضعه في صورة التدخل والحلول. 

هذه الوقائع لا تنفيها صورة الأسد الأولى، في زيارته المعلن عنها اليوم الى روسيا، حيث التقى بوتين في سوتشي. فصورة احتضان بوتين له، تتخطى بدلالاتها مفهوم الشكر، والامتنان للبقاء في الحكم. وهي ليست مؤثرة الى حد أن تُبنى عليها سرديات من قبيل "عمق العلاقة" و"الاحتضان الأبوي". ذلك ان الدلالات تكشفها الصورة الثانية، في اجتماع عسكري، وتبرز حقائق لا ينكرها السوريون، وهي أن العلاقة بين الطرفين الآن مبنية على اعتبارات عسكرية، تؤكدها الوثائق المسربة عن اتفاقيات طويلة الأمد مع موسكو. 

فالأسد، الذي يحمل لقب القائد الأعلى للقوات المسلحة السورية، لم يظهر في الصورة الا قائداً عسكرياً تابعاً، وجزءاً من منظومة عسكرية روسية، يصح وصفه فيها بقائد "الفيلق السوري" في الجيش الروسي. فالأسد الذي حضر وحيداً الى موسكو،  لم يحتفِ بقدرته على "دحر الإرهاب" بنفسه. قدم الشكر لسلاح الجو الروسي، وللحلفاء الذين تؤكد الوقائع أنه من دونهم، ما كان ليتحقق أي انجاز. 

بهذا المعنى، فإن السردية القائمة على "الانتصار السوري" النظامي، تدحضها مخرجات الأزمة وتبعاتها. فهو انتصار للحلفاء، كل الحلفاء، باستثناء النظام الذي أحيط بداية بتواجد عسكري "حليف"، وبات هذا التواجد ثابتاً، ومتغلغلاً في دفتر السيادة السورية، ويلف أوراقه من دمشق الى شرق البلاد وجنوبها وشمالها، وصولاً الى قواعد الوجود العسكري الروسي الطويل الأمد في المياه الدافئة السورية!

وإذا كان البعض، من الحلفاء، قرأ في الزيارة "رسالة انتصار"، فإن بوتين أحال الانتصار الى قياداته العسكرية، حين توجه الأسد قائلاً له: "أعرّفك الى الاشخاص الذين لعبوا دوراً أساسياً في حماية سوريا"، بحسب ما ذكرت مراسلة "اسوشييتد برس" في روسيا، فيما رد الأسد متوجهاً بالشكر لروسيا وجيشها الذين "قدموا شهداء وبذلوا جهوداً في سوريا" معرباً عن سعادته بالتعرف الى العسكريين الذين انخرطوا مباشرة في المعركة السورية.  

والحرب السورية التي شارفت فصولها الأولى على الانتهاء، فرضت واقعاً عسكرياً جديداً، كشفته صورة الأسد وعباراته، بوصفه تابعاً وجزءاً من المنظومة التي حققت الانتصار. بهذا المعنى، لم يخرج الأسد من صورة المهزوم بعد، بالمعنى الوطني السيادويّ السوري، ولو أن خطابات الحلفاء أوحت بعكس ذلك. فإذا كان الانتصار مجيّراً للحلفاء، يصبح الإيحاء بانتصاره، مزوراً، ومرهوناً لسواعد الحلفاء. ولن تنفع عشرات الصور التي خرجت من اللقاء في منحه لقب المنتصر!

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها