السبت 2017/11/18

آخر تحديث: 15:49 (بيروت)

خزي الإعلام اللبناني في باريس: سَبْقٌ ولو تافه

السبت 2017/11/18
خزي الإعلام اللبناني في باريس: سَبْقٌ ولو تافه
مراسلة "الجديد" راشيل كرم تستصرح.. جيران الحريري الفرنسيين!
increase حجم الخط decrease
لا تصريحات اعلامية للرئيس سعد الحريري في باريس، ولا وسائل اعلام تستطيع الاقتراب من باب منزله. صورته، تُنقل من بعيد، ومراسلون ينقلون مشاهدات العين المجرّدة، بالصوت. ويبدو أن حظراً اعلامياً يُطبق على الحريري في باريس، لا تُعرف خلفيته وما إذا كانت رغبة الحريري نفسه أن غيره. لكن المشاهدين لاحظوه عبر صور الشرطة الفرنسية التي تحظر الاقتراب من باب منزله، وتمنع وسائل الاعلام من استصراح أي شخص يدخل منزله. 
لم تستطع مراسلة "ال بي سي" انتزاع تصريح من نادر الحريري، لدى مروره على تخوم منزل الحريري في باريس. منعتها الشرطة الفرنسية من الاقتراب، واكتفت بما قاله نادر الحريري لدى عبوره، بأنه موجود منذ الجمعة للقاء رئيس الحكومة (المستقيل). تلك الواقعة، واحدة من وقائع عديدة تثبت الحظر، على الاقل قبل لقاء الحريري بالرئيس الفرنسي.

وحيث لم يدلِ الحريري بأي تصريح اعلامي مباشر، حاولت قناتا "ال بي سي" و"الجديد" منذ ليل أمس الجمعة، ملء الفراغ بتصريحات على الهامش. لم تجد القنوات بديلاً من استصراح الجيران، والخادمة، وتحويل النقل المباشر الى "مايكرو رصيف"، لاستصراح الشعب الفرنسي أو اللبنانيين في باريس عن القضية. 

"الجديد" قدمت للمشاهدين مادة غنية عن فتح نوافذ منزل الحريري! واستبقت مراسلتها في الشارع، بحثاً عن معلومة، وهي تدرك أصلاً أن المعلومة تؤخذ من مكان آخر، تصل الى بيروت قبل أن تحصل عليها المراسلة. لكن هذا العرض الساذج، أريد منه شعبوية، على قاعدة "اننا نواكب الحدث"، بدلاً من القول اننا ارسلنا مراسلة ولم تحصل على أي معلومة تذكر في باريس. فكان أسلوب "الباباراتزي" الذي لا يليق بصحافيين جديين، ولا يليق بحجم الحدث. كان خزي الإعلام اللبناني المهجوس بالـ"راتنغ" والسبق الأهوج الخالي من أي معنى أو أهمية صحافية أو سياسية.

الشكليات، باتت سمة الأداء الإعلامي اللبناني في الملفات الحساسة. في غياب المعلومات، يصبح البحث عن عرض (show) على الهامش، ضرورة بالنسبة لقنوات تلفزيونية لارضاء الجمهور واقناعه "بأننا نبذل جهداً". لا يهم المضمون، في نظرهم، طالما أن التغطية تظهر الجهد المبذول، ولو أتى بأتفه النتائج. وهي مشكلة في الاعلام اللبناني الذي لا يصارح جمهوره بأن العجز عن تحصيل المعلومة ليس عيباً، في قضية تشبه قضية الرئيس الحريري التي تحيط بها الملابسات من كل جانب. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها