السبت 2017/10/07

آخر تحديث: 13:46 (بيروت)

رهاب السوريين في جولة جديدة: مقاطعة ملك الطاووق

السبت 2017/10/07
رهاب السوريين في جولة جديدة: مقاطعة ملك الطاووق
جريمة مزيارة ضاعفت المخاوف
increase حجم الخط decrease
التسجيل المنتشر الذي يتضمن رفض شخص لبناني لاستقبال طلب ديليفري من "ملك الطاووق"، كون حامله "سوري"، ليس الا نتيجة حتمية لتراكم الرهاب من السوريين. الرهاب الممتد من "زيادة عدد ولاداتهم"، مروراً بمخاطر "التوطين"، وصولاً الى الرهاب الامني، والذي تبدى بأوضح صوره بعد جريمة مزيارة. 
بات السوري، في نظر بعض اللبنانيين، أداة للجريمة. وهو أخطر مقاربة يمكن أن تطال شعباً أقام مئات الآلاف من عماله في لبنان، على مدى السنوات الاربعين الماضية، وعشرات الآلاف من جنوده قبل عشرين عاماً على الاقل، ومئات الآلاف من النازحين على مدى السنوات الخمس من عمر الشتات السوري. 

لم يعد السوري مجرد نازح يمكن أن يحل مكان اللبناني، ويستدعي الحذر من وجوده، كون هذه الهواجس تتكفل المقاربات السياسية الأخيرة بتبديدها. بات "مجرماً"، يستدعي ابعاده عن البيئة الاجتماعية اللبنانية، والتي لن تُحل سوى بالضغط على الأداة المشغلة له، لمقاطعته. 

التسجيل الاخير المسرب، ويتضمن مقاطعة لمطعم لبناني استعان بموظف سوري، يتخطى بعديه السياسي والاجتماعي. بات ملازماً لاجراءات حماية الوجود، وهو أخطر مقاربة للوجود السوري، يتماثل، الى حد كبير، بالمخاوف الأوروبية من المهاجرين واللاجئين على ضوء العمليات الارهابية التي ضربت أوروبا، ما سيدفع حكماً لاجراءات تحرج المجتمع الدولي الرافض لاعادة توطين السوريين في بلدان أخرى، أو لاعادتهم الى سوريا. فضلاً عن أنه سيفقد السوري مقومات العيش، إذا انقطع رزقه. 

ليست المقاطعة الاخيرة لمطعم "ملك الطاووق"، إلا جرس إنذار لمؤسسات أخرى، لابعاد السوريين ومقاطعتهم كعمال تحتاجهم المؤسسات اللبنانية. وهي دعوة ليست جديدة، لكنها لم تنجح في السابق، لانعدام المبررات الوجودية في الحملة الدعائية. اليوم هي أكثر جدية من أي وقت مضى، وتمتلك فرصة بنسبة عالية من احتمالات النجاح، كونها ارتبطت بالمخاوف الأمنية، وبالقلق على السلامة الشخصية. 

يتبين أن الغرض من تسريب مقطع مشابه، الضغط لتحقيق هذا الغرض. قد تكون هذه العملية الجرعة الأخيرة من التحريض، والضغط الاكثر قدرة على النجاح لافقاد السوريين مسببات التمسك بالبقاء في لبنان. فانعدام سبل العيش، إثر مقاطعة مؤسسات تجارية لا يمكن أن تتخلى عن زبون لأجل عامل، سيدفعها للاستجابة. 

فنون التسويق للرهاب، يمتلكها لبنانيون مدفوعون باعتبارات لبنانوية، لن تنفع معها الايضاحات بأن معدلات الجريمة في لبنان يتصدرها اللبنانيون وليس السوريين. انتقل التحريض الى السوريين الى مستوى جديد من الهجمات الدعائية، لن يكون اللاجئ فيها الا أمام خيار الاندفاع الى الرحيل الى أحضان نظام عارضوه واضطهدهم، أو الى جولة جديدة من الانتشار في الشتات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها