الإثنين 2017/10/23

آخر تحديث: 18:24 (بيروت)

كأنها ما زالت "سوريا الأسد"!

الإثنين 2017/10/23
كأنها ما زالت "سوريا الأسد"!
increase حجم الخط decrease
حسم رئيس النظام السوري بشار الأسد، أي جدل يمكن أن يثار حول هوية الدولة السورية التي يريد حكمها بعد نهاية الحرب في البلاد، فأعلن صراحة أن سوريا بالنسبة له هي "سوريا الأسد" فقط، عبر توقيعه باسمه على قميص المنتخب السوري لكرة القدم، تحت علم البلاد ذي النجمتين خلال استقباله لاعبي المنتخب الذي كادوا يتأهلون لكأس العالم قبل أسابيع.


ومن المعروف أن ملابس المنتخبات الرياضية تضم علم أو اسم الدولة الرسمي، وتحديداً على منطقة الصدر، حيث وقع الأسد باسمه تحت العلم وكأنه يقول بأن سوريا هي "سوريا الأسد" وستبقى كذلك في سنوات ما بعد الحرب، بموازاة خطاب النظام العام حول رفض الفيدرالية والتقسيم وأي حل سياسي يستبعد بالأسد نفسه من السلطة، والذي يقتضي بسط سيطرة النظام على كافة مناطق البلاد، بما في ذلك المناطق المعارضة ومناطق الأكراد والمدن التي تخرج عن سيطرة "داعش"، ومنها الرقة التي قال أعضاء بارزون في حزب "البعث" الحاكم أن جيش النظام سوف يستردها قريباً، بعد أيام من خروج التنظيم منها على يد قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.



وكان المنتخب السوري قد أثار جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي الشهر الماضي، بين احتفال موالي النظام، والنظام نفسه، بالمنتخب ولاعبيه، وبين المعارضين الذين رأوا فيه منتخباً لا يمثل كل السوريين بل يمثل السلطة الحاكمة فقط بكل وحشيتها ودكتاتوريتها وجرائم الحرب التي قام بها، وتم وصفه بـ "منتخب البراميل"، وتعاظم الجدل بعد ظهور لاعبي المنتخب المعارضين عمر السومة وفراس الخطيب على شاشة قناة "سما" شبه الرسمية شكرا فيها الأسد على "رعايته للرياضة في البلاد".

وفيما يتحدث النظام في إعلامه وخطابه الدبلوماسي، عن القيم التي يروج لها مثل التعددية والمدنية والديموقراطية والحياة المشتركة والإصلاح، يظهر النظام على الأرض الواقع عكس ذلك تماماً، حيث يعيد النظام إحياء مفاهيمه البعثية القديمة التي قدمها طوال أربعة عقود منذ استيلاء حافظ الأسد على السلطة في انقلاب عسكري العام 1970، لتكريس مفاهيم الشمولية في البلاد في الوقت الحالي بعدما ثار الشعب السوري ضد هذه المفاهيم بالتحديد العام 2011 في معرض مطالبتهم بالحرية والديموقراطية.

وكان لاعبو المنتخب المحترفون في الدوريات العربية والآسيوية وصلوا إلى دمشق، الأحد، من أجل تكريمهم من قبل الأسد وقي مقدمتهم اللاعبان فراس الخطيب وعمر السومة، اللذان ظهران في الصور التي نشرتها صفحة "رئاسة الجمهورية العربية السورية" مع الأسد وهو يرتدي القميص الذي وقع عليه بعدما وقع عليه بقية اللاعبون أيضاً، فيما ربط الأسد في مقطع فيديو بين ما حققه المنتخب وما قام به جيش النظام من "انتصارات عسكرية"، فيما يكرر اللاعبون من خلفه عبارات "كلو من دعمك"!




increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها