السبت 2017/10/14

آخر تحديث: 12:05 (بيروت)

بيروت تعيد تأهيل صورة الجيش السوري

السبت 2017/10/14
بيروت تعيد تأهيل صورة الجيش السوري
خطوة مشابهة، مثل مليشيات "حزب الله"، تخرج لبنان من سياسته البراغماتية القائلة بـ"النأي بالنفس"
increase حجم الخط decrease
لا تكمن رسائل ظهور بزات عسكرية لجيش النظام السوري في بيروت، في كونها تثير حساسية لبنانيين ومخاوفهم من عودة قوات الوصاية الى العاصمة اللبنانية، بقدر ما تمثل دعاية ملحة للنظام تفيد بخروجه من عزلته، وتعيد تأهيل شرعيته خارج القُطر الملتهب. 
فارتداء البزة العسكرية السورية، خلال عرض أزياء للمصممة السورية منال عجاج، تحت عنوان "تحية الى دمشق" في ختام عرضها "آلهة الياسمين"، يمثل منفذاً للنظام من صورته الفئوية التي يتشارك معظم المعارضين السوريين يقينها، وتمنحه دفعة معنوية لإعادة تأهيل صورته المهشمة في الداخل السوري، بوصفه "حامي الديار"، والمدافع عن دمشق. 

للمرة منذ الحرب السورية، وانقسام السوريين حول دور الجيش في قمع المدنيين وتسعير الحرب الاهلية، تخرج البزة العسكرية خارج إطار نظامها. تبخترت البزة العسكرية في بيروت، التي باتت تمثل منفذاً للنظام، وبوابته للعبور الى العالم على كافة الصعد، بدءاً من المشاركات الفنية، وبعدها زيارات مسؤولين لبنانيين ولقاءات أركان الحكومة اللبنانية مع شخصيات تابعة للنظام، مروراً بتفعيل اتفاقيات ثنائية، وصولاً الى فتح منصة فنية وهي عرض الأزياء لإعادة تأهيل صورة جيش النظام في العالم، من خلال البوابة اللبنانية. 

وارتداء البزة العسكرية، ليس جديداً على الأدبيات السورية أو اللبنانية، في معرض تأكيد الانتماء الوطني والدعم المعنوي لجيش البلاد، لكنها بقيت ضمن إطار الأراضي اللبنانية أو السورية. فعلى الضفة اللبنانية، استخدمت في عروض "ستار أكاديمي" لمناسبة عيد الاستقلال، وارتدتها مذيعة في "تلفزيون الجديد" أثناء تقديمها نشرة الاخبار، دعماً لمهام الجيش اللبناني في الحرب على الإرهاب. وفي سوريا أيضاً، فاخر الإعلام والفنانون السوريون الموالون بدعمهم لجيش النظام في مراحل عديدة. لكنها، للمرة الأولى منذ خروج القوات السورية من لبنان العام 2015، تربط المسار السياسي للنظام السوري بلبنان، وعلى منصة فنية خارج جغرافيته. 

انتزعت المصممة عجاج هذه الصفقة من لبنانيين لم يدركوا أهمية الخطوة، ولم يلفت نظرهم أحد الى أن خطوة مشابهة، تماماً مثل مليشيات "حزب الله"، تُخرج لبنان من سياسته البراغماتية تحت شعار "النأي بالنفس". فلبنان اليوم، بات جزءاً من سياسة تلميع صورة النظام وإعادة تأهيل صورة جيشه، من "بوديوم" فعاليات Designers & Brand. 

وعليه، فإن الاعتقاد السائد بأن جيش النظام السوري عاد الى بيروت، إثر عرض الأزياء الذي اختتم بخروج عجاج مُحاطةً بعارضين يرتدون الزي العسكري السوري، ينطوي على شيء من الاستعجال والسذاجة في آن، ذلك أن سلطة النظام السوري العسكرية والأمنية، لا يمكن أن تعود بشكلها التقليدي، ولو أن هناك شكلاً آخر من الوصاية يتسرب بهدف إعادة انتاج صورة النظام "المحارب للإرهاب" في العالم. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها