الجمعة 2017/01/27

آخر تحديث: 19:09 (بيروت)

"نقشت".. لا مفرّ لـ"إل بي سي" من التسوية

الجمعة 2017/01/27
"نقشت".. لا مفرّ لـ"إل بي سي" من التسوية
دحض الرياشي فرضية المنع، بالتأكيد ان اجراءاته ستكون أقل بدرجة من توصيات المجلس الوطني للاعلام
increase حجم الخط decrease
لم يكن متوقعاً أن يخرج اجتماع "المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع"، بأكثر مما قاله وزير الاعلام ملحم الرياشي بغرض التهدئة. انحسرت الموجة، على الجانب الرسمي، ببحث الرياشي للملف، بطريقة مباشرة، مع رئيس مجلس ادارة "ال بي سي" بيار الضاهر. لكن الأزمة في العمق، لم تُحسم بعد، ولو أنها شرعت الملف على تسوية.
لا مفرّ للقناة من تسوية، بدأت معالمها بالاتفاق على اعادة مونتاج الحلقات، للتخفيف من "الايحاءات الجنسية" في البرنامج. لكن هذا الاجراء، لن ينهي الازمة، كون حجم ما يرد في البرنامج من ايحاءات، أكبر من القدرة على محوها. لذلك، لا تسوية من خارج إجراء يقضي بتأجيل عرضه، ونقله من "وقت العائلة" بعد نشرات الأخبار، الى توقيت يُسمح فيه فقط لمن هم فوق 16 عاماً بمشاهدته. عندها، لن يكون بوسع أحد المطالبة بإلغائه، وهو مطلب سوريالي، بالنظر الى أن الجميع يعرف المشكلة الاساسية التي دفعت إلى اللوذ ببرامج ترفيهية مشابهة. 

قبل اجتماع "المجلس الوطني للاعلام"، طرحت أسئلة افتراضية. هل يمكن ايقاف برنامج؟ وما هو البديل "الإعلاني" عنه؟ 

في المبدأ، دحض الرياشي الافتراض، بالتأكيد أن إجراءاته ستكون أقل بدرجة من توصيات المجلس الوطني للاعلام. عدا عن تشديده على الحفاظ على مساحة الحرية.

أما في الاجراء، فإن القاعدة السياسية المتبعة في لبنان، تقول إن التسوية هي القاعدة، وليست الاستثناء. وعليه، لا يمكن أن تقدم الحكومة على خطوة منع، من غير تأمين البديل الاعلاني الذي يعود بمردود مالي كبير على المحطة. واستطراداً، لا يمكن السؤال عن "القضية" التي تطرحها البرامج التلفزيونية (خارج سياق نشرات الاخبار)، من غير رفد الشاشات بتمويل يؤمن استمراريتها. فالنظريات المرتبطة بالتثقيف، وحمل ألوية القضايا المحقة، تحتاج الى رافد مالي، بموازاتها، بغرض تأمين الاستمرارية. 

لا خلاف على أن برنامج "نقشت"، تخطى الحدود الأخلاقية، بالنسبة لمشاهد محافظ يشاهده مع عائلته. الابتذال واضح في نماذج محددة، موجودة في البرنامج، كما في خارجها في المجتمع اللبناني. وعليه، يجب أن يخضع لرقابة ذاتية، و"تسوية" مفترضة، تدفع السجال للانحسار. 

أما منطق "تخيير المشاهد"، عبر تغيير المحطة بالريموت كونترول، فهو رد استعلائي، في ظل أزمة قائمة. وقد رد الرياشي عليها، في تصريح خاص للمحطة، الخميس، بطرح فرضية غياب الأهل عن المنازل، ولجوء الأطفال الى مشاهدة البرنامج. 

برنامج "نقشت"، في المحصلة، لا قدرة لأحد على إيقافه الآن. لنكن واقعيين في ذلك. لكن لا مناص من تنازل "ال بي سي"، ثم تسوية، ستكون قريبة على الأرجح، بعد الحلقة النهائية لبرنامج "رقص النجوم" على "أم تي في". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها