الجمعة 2017/01/27

آخر تحديث: 19:03 (بيروت)

"أون لايف": طموح منافسة "الجزيرة" من ضفة النظام السوري

الجمعة 2017/01/27
"أون لايف": طموح منافسة "الجزيرة" من ضفة النظام السوري
القناة التي يملكها ابو هشيمة قدمت الجديدة سياستها في بثها الأول حينما عرضت مراسليها في كل الدول العربية
increase حجم الخط decrease
تكاد قناة "أون لايف" تكمل أسبوعها الأول الآن، في إطلالتها الجديدة بعد تغير مالكها من نجيب ساويرس إلى أحمد أبو هشيمة، المالك الجديد لمعظم المنافذ الإعلامية المصرية.
ألِف المشاهد المصري طبيعة خاصة لقناة "أون تي في"، كقناة إخبارية، تبتعد عن الصيغة الفوضوية للإعلام المصري بعد ثورة يناير، وهي التي قدمت عبر الشاشة عدة أصوات يمكن أن يطلق عليها "ثورية" بسبب مهنيتها البعيدة من التعاطي الهستيري الذي صار سمةً عامة للشاشات المصرية. 

قدمت "أون تي في" يسري فودة وريم ماجد وليليان داوود، والموسم الأول من برنامج باسم يوسف، وهؤلاء الأربعة أُبعدوا عن الشاشة تماماً خلال السنوات الماضية، بعدما دخلت الدولة بقوانينها ورأسمالها في المجال الإعلامي و"أممته" من دون تأميم.

القناة الجديدة الآن، هي الثانية من مجموعة قنوات "أون". وقد شهدت القناة الأولى انطلاقة أبكر، بمجموعة برامج باذخة، أهمها برنامج عمرو أديب "كل يوم". والغرض من القناة الجديدة أن تكون ذات طابع إخباري لا ترفيهي مثل سابقتها. بدأ البث في الثاني والعشرين من هذا الشهر. ليظهر عمرو أديب في الافتتاح ليقول إنها ستكون "cnn المصرية".

لكن بعد متابعة القناة، يبدو طموحها أن تكون منافسة لقناة "الجزيرة" في الشارع المصري، خصوصاً مع امتداد تغطيتها للدول العربية ومن ثم الإفريقية، وبنية برامج تشابه "الجزيرة" كثيراً في انطلاقتها الأولى. ولا أدل على ذلك من مواعيد البرامج وطبيعتها، "موعد مع المفتي" على القناة الجديدة هو النسخة المصرية من برنامج "الشريعة والحياة" الشهير على قناة "الجزيرة".

قدمت القناة الجديدة سياستها في بثها الأول، حينما عرضت مراسليها في كل الدول العربية. ما لفت الأنظار هو المراسل السوري يعرب خير بك من دمشق. لم تكتف القناة بتقديم مراسل من دمشق، بل إن أولى حلقات برنامج يوسف الحسيني الجديد "بتوقيت القاهرة" قدمها من حلب، حيث عرض أشلاء المدينة الممزقة وانهيارها باعتبارها "محررة" من الإرهابيين. وعرض لقاءات مع مواطنين من المدينة تحدثوا عن معاناتهم مع المتطرفين الإرهابيين الدواعش، دون كلمة واحدة عن فظائع النظام الأسدي وحلفائه في المدينة.

اللافت في حلقة الحسيني بحلب، أنها شابهت كثيراً البرامج التي يقدمها النظام السوري عن المدينة بعد احتلالها، بالكيفية والخطاب نفسهما، والرداءة الخطابية أيضاً. ما يؤكد طبيعة "التفاهم" المصري السوري، وما يعني بالضرورة أن هذا التفاهم بين النظامين وصل إلى مرحلة من العلنية والتعاطي اليومي في مجالات خارج السياسة.

أهم الوجوه الجديدة على القناة، بحسب المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، هو إبراهيم الجارحي، أو "الدولجي" كما يتباهى هو، خصوصاً أن برنامجه "فولو أون" سيكون عن أهم ما يثار على السوشيال ميديا؛ السخرية من الجارحي أتت من كون برنامجه هو توظيف "لمكان تجنيده الأمني" كما يردد البعض.

بخلاف اللقطات اللافتة في الانحياز السياسي للقناة، فلعلها الآن هي القناة الإخبارية الأكثر مهنية في الشاشات المصرية، مع إنفاق يبدو كبيراً، لمحاولة فرض قناة مصرية إخبارية على الساحة، تنافس "الجزيرة" و"العربية". صحيح أن عدم الانحياز في العرض الإخباري هو محض خرافة لا محل لها في الواقع السياسي الحالي (وسياسة cnn المعارضة لترامب fox المؤيدة توضح الكثير عن ذلك) لكن الانحياز المصري يأتي على حساب المهنية في معظم الحالات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها