الإثنين 2017/01/16

آخر تحديث: 18:44 (بيروت)

ترامب يخلي البيت الأبيض من الصحافيين!

الإثنين 2017/01/16
ترامب يخلي البيت الأبيض من الصحافيين!
أكّد صحافيو البيت الأبيض أنهم سيحاربون قرار إخراجهم إن حصل (غيتي)
increase حجم الخط decrease
تعتزم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إخلاء المركز الصحافي في البيت الأبيض وتدرس إمكانية نقل إجراء المؤتمرات الصحافية إلى مركز المؤتمرات التابع للبيت الأبيض والواقع بالقرب من ساحة لافييت أو إلى المكتب الإداري السابق بالقرب من مقر إقامة رئيس الولايات المتحدة.


وفي حين أشارت تقارير إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرار رسمي بعد بهذا الشأن، أكّد شون سبايسر المتحدث باسم ترامب، أنه جرت مناقشة كيفية نقل المركز الصحافي مرات عديدة، شارحاً خلفية الأمر بقوله إن وسائل الإعلام تولي اهتماماً كبيراً لترامب، والمسألة تتعلق بطاقة استيعاب المركز التي لا تتجاوز 49 مقعداً، مشيراً إلى أن مئات الصحافيين طلبوا في وقت سابق الحضور لتغطية المؤتمر الصحافي الأول لترامب بعد انتخابه.

رواية أخرى قدّمها أحد أعضاء فريق ترامب لصحيفة "إيسكواير" بقوله إن فكرة نقل المركز الصحافي من البيت الأبيض، يرتبط بكون التغطية الإعلامية لنشاط ترامب كانت بمعظمها عدائية، مضيفاً "الصحافيون كانوا بمثابة حزب معارض، لا أريد أن يكونوا في المبنى، نحن سننقل المركز الصحافي"، الأمر الذي أذهل صحافيي البيت الأبيض، ممن عبروا عن قلقهم من أن يعيدهم ترامب مرة أخرى إلى ثمانينات القرن الماضي، حينما أُجبر الصحافيون على أن يقفوا في حالة تأهب خارج سياج البيت الأبيض من أجل الحصول على قصاصات من المعلومات من الزوار أو التماس عقد مقابلات مع مساعدي الرئيس.

وعبّرت رابطة مراسلي البيت الأبيض عن استيائها من خطوة إخراج الصحافيين إلى مقر خارجي، وأكّدت أنها ستحارب هذا القرار إن حصل. وفي تصريح لقناة "فوكس نيوز" قال رئيس الرابطة، جيف مايسون، "نحن نعترض بشدة على أي خطوة من شأنها حماية الرئيس ومستشاريه من التدقيق من قبل الجسم الصحافي في البيت الأبيض". واعتبر مايسون، الذي يعمل مراسلاً لوكالة "رويترز"، إنّ هذه الخطوة تتناقض مع مبدأ الشفافية، موضحاً أنه التقى السكرتير الصحافي في إدارة ترامب، شونشان سبيسر، وأوضح له أنّ الرابطة ستعتبر إبعاد الصحافيين عن البيت الأبيض أمراً غير مقبول.

وتعليقاً على اقتراح إدارة ترامب إخراج الصحافيين من مقرهم من الجناح الغربي في البيت الأبيض، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن تلك الخطوة، إذا ما نفذت، من شأنها أن تطيح بروتوكول راسخ معمول به منذ زمن ويسمح للصحافيين بالعمل بالقرب من المسؤولين في البيت الابيض. وبرأي الصحيفة فإن هذه الخطوة ليست إلا هجوماً آخر من الإدارة الأميركية، التي أبدت رغبة غير عادية في توبيخ وسائل الإعلام والتقليل من شأن الصحافيين، والتي كان أبرزها مؤخراً رفض ترامب الرد على أسئلة موجهة من مراسل "سي إن إن" بعد أن بثت الشبكة تقريراً لم يعجبه.

ومنذ سبعينات القرن الماضي يعمل الصحافيون التابعون لوسائل الإعلام المتنوعة من صحافة واذاعة وقنوات إخبارية في مقصورات صغيرة أقيمت في الموقع السابق لحمام سباحة في الجناح الغربي للبيت الأبيض، حيث يمكن للصحافيين التوجه، دون حراسة أمنية، إلى مكاتب المساعدين الصحافيين والسكرتير الصحافي في البيت الابيض للاستفسار عن المستجدات أو لالتقاط أحدث أخبار النميمة والثرثرة، بحسب "نيويورك تايمز" التي أوضحت أن عدداً قليلاً فقط من الرؤساء يستمتعون بأن يشاركهم الصحافيون في منازلهم، حيث أن هؤلاء الصحافيين مسؤولين عن الاستفسار عن كل خطوة يخطوها الرئيس، وهم حصلوا على مساحة في البيت الأبيض منذ إدارة ويليام ماكينلي، وبات ينظر إلى وجودهم باعتباره رمزا لاستعداد الرئيس وإدارته للمحاسبة.

ولا يقتصر التوتر على العلاقة بين ترامب والصحافيين بل ينسحب أيضاً على علاقة الرئيس المنتخب بوكالات الاستخبارات، خصوصاً بعد التقرير الأخير الذي أصدرته "سي آي ايه" بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية والدور الذي لعبه القراصنة الروس بتعويم ترامب على حساب ضرب سمعة منافسته هيلاري كلينتون وتقليص فرص فوزها، الأمر الذي رفضه ترامب واعتبر أنه يفتقد للدقة والمصداقية، ما استدعى رداً من مدير المخابرات المركزية الأميركية المنتهية ولايته، جون برينان، الذي حذّر ترامب من الإدلاء بتصريحات عفوية وارتجالية بعد تسلمه مهام منصبه، خصوصاً وأن الرئيس المنتخب نال شهرة لتصريحاته وملاحظاته المتعلقة بشؤون مهمة ذات ابعاد وطنية ودولية من خلال منبره المفضل "تويتر".

وفي السياق قال برينان "اعتقد ان على السيد ترامب ان يفهم ان تبرئة روسيا من الكثير من التصرفات التي قامت بها في السنوات الاخيرة تمثل طريقا ينبغي عليه اخذ اقصى درجات الحيطة والحذر في سلوكه". وأضاف في تصريح لقناة "فوكس نيوز"، الأحد"، إن "الكلام والتغريد ليسا خيارين بالنسبة لترامب الذي يستلم مهام منصبه الرئاسي يوم الجمعة المقبل. كما أن العفوية والتلقائية لا تحميان مصالح الامن الوطني، ولذا عندما يتكلم ترامب او يرد، ينبغي ان يفهم ان تأثيرات وعواقب ذلك على الولايات المتحدة قد تكون وخيمة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها