محادثة في حضن الوطن

    

هو: ليش ما بدك تخليني أحكي بالسياسة؟!..

هي: نحنا بمكان عام.. بلا ما هلأ شي مخبر ينتفنا تقرير يجيب فيه أجلنا..

هو: شو يعني مخبر؟!

هي: يعني عوايني

هو: إيوة.. والتقرير؟!

هي: دسة ظالمة عليك يعني

هو: ودخلِك المخبرين كتار عنا بالبلد..؟

هي: هووو.. هووو.. بعدد شعر راسك.. بيجوز تكون أنت مخبر وأنا مالي خبر..  

هو: أنا.. ياعيب الشوم عليك.. معقولة أطلع عوايني قصدي مخبر على آخر عمري!

هي: وشو فيها.. المخبر شغلة منيحة.. بيحافظ على أمن البلد..

هو: هيك رأيك؟!..

هي: أي.. بس لازم يكون عنده ضمير.. يعني ما يتبلى الناس..

هو: شلون بقى..؟

هي: أحياناً بيوقف المخبر ليشتري غرض  من عند أبو سمير البقال.. وإذا ما راعاه أبو سمير وساواله سكَّرة بيروح بيسفقه تقرير بيعمل منه عميل خطير للسي آي إي..

هو: العمى.. معناها لازم المخبر ما يدخل حياته الشخصية بالشغل.. فهمت عليكِ.

هي: مو بس هيك كمان.. في مخبرين وقت اللي بيفلسوا بصيروا بيكتبوا تقارير على عماها مشان يقبضوا حقها.

هو: الحق ع الشعب.. لازم يديروا بالهن على المخبرين اللي بحارتهن وما يخلوهن يحتاجوا الفرنك.. صح والا لأ؟!

هي: هيك الأصول.. بس أخي شعبنا ما فيه ذوق.. بيشوفوا المخبرين ميتين من الجوع وما بينتخوا..

هو: مظبوط .. أنا بعرف عوايني قصدي مخبر بحارتنا صار يشحد لأنو ما عاد حدا من الحارة يسترجي يفتح تمه قدامه.. قام قعد يدس للمخابرات قصدي يكتب تقارير بالرايح والجاي عالفاضي لأنو ما عاد شاف تم مليان بالحارة.. جَنّ.. وصار يكتب تقارير بالحيطان.. بالزفت.. بعواميد الكهربا..  

هي: لك ببلدنا حتى المخبرين عايفين التنكة.. والله شي بيجنن!..

هو: طبعاً شي بيجنن

هي: دخلك أنت شو بتعمل مشان ما تاكل تقرير من شي مخبر..

هو: على اعتبار أنّي أندبوري وما بقدر أدفع خوة للمخبرين قررت أنا وأهلي أنو نسكت.. كلما التقينا بشي مخبر نسكت.. كلما زارنا شي مخبر نسكت.. ولا حرف .. ولا كلمة.. 

هي: بس ألا ما يجرجركن بالحديث.. لأنو المخبرين عندهن تقنيات متل ما بتعرف.

هو: قد ما جرجرنا ما بنتجرجر.. بيحكينيا من الشرق بنجاوبه من الغرب.. بيحكي عن وضع البلد بنجيبله سيرة اليابان.. بيحكي عن الفساد بالبلد بنجيبله سيرة الفساد بإيطاليا.. بيحكي عن مجلس الشعب السوري بنجيبله سيرة الكونغرس الأميركي.. 

هي: معناها ما كتبوا فيكن تقرير بنوب

هو: لأ.. بس سلخوا القط تبعنا عنتر تقرير..

هي: لأنو أسمه عنتر؟!

هو: لأ.. لأنو الحمار  كان عم بينوّي...