الأربعاء 2016/09/28

آخر تحديث: 16:34 (بيروت)

ندوة "دويتشه فيله" حول البرامج الحوارية: أربعة إعلاميين..ولا حوار!

الأربعاء 2016/09/28
ندوة "دويتشه فيله" حول البرامج الحوارية: أربعة إعلاميين..ولا حوار!
ديمة ترحيني لـ"المدن": الضيوف اعترفوا بأن لا حياد ولا موضوعية بل مجموعة ضغوط تفرض نفسها
increase حجم الخط decrease
كأنه حوار بين أشخاص "عاديين"، ضيوف لديهم مشكلات، يريدون عرضها أمام محاوِرة متفاجئة بالتشويش المستمر على ندوتها.. هذا هو شكل الحلقة الحوارية التي عقدها قناة "دويتشه فيله" في فندف "لو رويال ضبيه" واستضافت فيها الإعلاميين زياد نجيم، وريما كركي (تلفزيون الجديد)، وجو معلوف (إل بي سي)، وجعفر عبد الكريم (دويتشه فيله)، بإدارة ديمة ترحيني..
الحلقة التي حملت عنوان "البرامج الحوارية بين مبدأ الحياد ومطلب الرأي وواقع الإثارة"، غالباً ما خرجت عن سياق الحوار الهادف، الذي يعطي كل مشارك فرصة لتقديم رأيه والحديث عن تجربته. خرجت الى سياق التزاحم على مخالفة رأي المشارك الآخر، في أسلوب بدا، في بعض مفاصله، أشبه بـ"حوار شارع"، وذلك بين إعلاميين أربعة، أحدهم يعتبر من أكثر الإعلاميين إثارة جدل، واثنين يتسابقان في جذب الجمهور وتحصيل "الرايتنغ" وينجحان، ورابع يقدم تجربة جديدة مميزة لكنها لا تزال ناشئة.

وكشفت الحلقة اختلافاً جذرياً في أسلوب التحاور وفهم مبدأي الحوار والموضوعية، وبالتالي كيفية تقديم الإثارة، بين مقدمي البرامج الحوارية في الفضائيات ونظرائهم في القنوات المحلية.. وهو ما أقرت به مقدمة الحلقة في تصريحاتها لـ"المدن"، إذ قالت ترحيني إن "غياب المبادئ الإعلامية والأخلاقية، غيّر القواعد، وبات كل مقدم يصوغ مفهومه للبرنامج الحواري كما يشاء".

وقالت ترحيني إن المقدمين الضيوف "اعترفوا ووصلوا لقناعة في الجلسة أن لا حياد ولا موضوعية، بل مجموعة ضغوط تفرض نفسها"، لكنها اعتبرت أنه "لا بد من النظر الى العوامل الخلفية من دون التخلي عن المسؤولية والمبادئ الأخلاقية رغم أنها تقلص الرايتنغ، من دون أن أحصل على جواب: هل الإعلاميين هم مَن يفرضون أحياناً هذا الأمر على الجمهور، وليس العكس؟".
زياد نجيم
خلال الندوة، نجح زياد نجيم بلا منازع في الإثارة، وهي من عاداته، لكن إثارته تخطت في أحيان كثيرة الحدود التي تسمح بها "الكاميرا" حتى وصل الى نعت الناس بـ"لاعقي مؤخرات"، وهو ما أثار استياء الإعلاميين الحاضرين الذين بدورهم خرجوا عن حدود اللياقة في التعبير عن استيائهم وحولوا الحلقة الى "هرج ومرج"، أجبر القيمين عليها على اختصارها وعدم فتح باب الأسئلة للحضور.

أثبت الإعلاميون المشاركون كضيوف أو كحضور، أنهم غير قادرين على التأثير الفعلي في المشاهد لناحية الأهداف المثالية التي يطرحونها، ويأتي في مقدمها "الحوار". إذ لم يستطيعوا أن يقدموا أنفسهم كنخبة قادرة، في أقل تقدير، على المشاركة بسلاسة في حوار في ما بينهم، قبل أن يسعوا إلى تغيير ما في المجتمع.

وكشفت الحلقة ضياعاً في شخصية المقدِّم-المحاوِر من دون تعميم، وثغرات في طريقة استعراضهم لبرامجهم وفهم الغاية الأكبر من ورائها، باتجاه الالتزام بمعايير الجذب واستجداء الإثارة لتحقيق "الرايتنغ"، وهو ما ينكره المقدمون ويعملون لأجله.
جو معلوف
جو معلوف رفض، مثلاً، توصيف برنامجه بالحواري، وهو بالفعل ما كان ينقص ليكرس معلوف نفسه وبرنامجه "واعظاً"، يقدم مادته على شكل ردح ووعظ، ويقولبها كما يشتهيها هو، ثم يفرضها على ضيوفه ومشاهديه من دون أي اعتبار للمبادئ التي تحكم العمل الإعلامي، باستثناء عنصر "الجذب – الرايتنغ" الذي قال معلوف إنه في هذا السبيل يلعب في الوسط بين رؤيته ومصلحة القناة.. وهو أمر مجاف للحقيقة.

كذلك كان معيار نجاح البرنامج بالنسبة اليه هو عودته الى المنزل "بضمير مرتاح"، وهي إجابة لا تقدم المحتوى الاحترافي الذي كان يفترض بمعلوف وباقي الإعلاميين، تقديمه، وربما تكشف ثغرة في اختيار الضيوف الذي قد يتساءل البعض إن كان قد تحكّم به عامل الجذب هو أيضاً.

الحلقة توضح أن مقدم البرنامج الحواري لا يمكنه أن يكون الشخص نفسه في حياته العادية، ولا يمكن أن يحتكم للمبادئ نفسها في "الحياتين"، باستثناء زياد نجيم الذي أصر في حديثه لـ"المدن" على أن الإعلامي يجب أن يكون داخل الشاشة كما هو في الحياة فعلاً، مضيفاً إن "التلفزيون كذبة وأكثر الناس مشاركة فيها هم الإعلاميون".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها