الأحد 2016/08/07

آخر تحديث: 18:36 (بيروت)

الاغاني التركية بالعربية: الرومانسي مقابل "بوس الواوا"!

الأحد 2016/08/07
الاغاني التركية بالعربية: الرومانسي مقابل "بوس الواوا"!
ترجمة عنوان "بوس الواوا" للتركية كانت كفيلة برفع عدد المشاهدات إلى مليون ونصف المليون مشاهدة
increase حجم الخط decrease
بوجود "اليوتيوب"، بات سهلاً جداً الاستماع إلى أي أغنية تخطر في البال. لا هَم إن كانت قديمة أو جديدة، منفردة أو من "ألبوم"، أو حتى من مسرحية. يستمع الناس عادة إلى أغانٍ بلغاتهم الخاصة، بالإضافة إلى الأغاني الإنجليزية المشهورة بشكل عام، فيما تبقى نادرة كثرة الإستماع إلى أغانٍ في لغات غير معروفة من قِبلهم. غير أن الأتراك عمدوا في الفترة الأخيرة إلى دخول السوق الموسيقي العربي وإن في العالم الإفتراضي، وترجموا أغانيهم إلى العربية، ونشروها بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعية من أجل التأثير في العرب بكل الوسائل الممكنة.
ببحث بسيط في "يوتيوب"، يمكن إيجاد الكثير من الأغاني التركية. واحدة لفتاة بثيابها الليلية تغني على النسق الأجنبي، وآخر يعزف على الطبل التراثي الاناضولي، وغيرهم من المنشدين الإسلاميين والصوفيين. إلا أن الكثير من الأغاني والفيديو كليبات المنشورة في المواقع المتخصصة بالفن والموسيقى، بات يتضمن ترجمة إلى العربية، وهي في معظمها ذات دلالة وكلمات عميقة.

في "يوتيوب"، شبكة بإسم Ak Music Turk، وتقوم ببث الأغاني التركية مع ترجمتها إلى لغة الضاد. أما أبرزها فهي تلك العائدة لمسلسلات وأفلام مشهورة، أو لمسابقات ومباريات فنية تركية محلية، بشكل يجعل من مهمة المتلصص الفني سهلة إذا أراد معرفة ماذا يجري من تطورات فنية في تركيا أو على مستوى الموسيقى والتأليف والفن فيها. 

أما الترجمة فهي محترفة ودقيقة، وتعمد إلى بث الكلمات بعد تركيب الجمل بشكل سهل، خصوصاً وأن تركيبة اللغة التركية يختلف جذرياً عن تلك العربية. في حين يتم انتقاء معظم الأغاني ذات الطابع الرومانسي التي تتحدث عن العشق والحب، أو تلك التي تظهر قبضايات أحياء تركيا أو التي تتكلم عن الحرب والتضحية في سبيل الوطن. 

كذلك الأمر، تجد في المواقع المعنية بالفن، النشيد الوطني التركي مترجماً إلى العربية، كما أناشيد سياسية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم وحتى دعاياته الانتخابية القصيرة. بالإضافة إلى أغانٍ أخرى لاقت قبولاً عربياً ملفتاً، كأغنية الفنانة "سيمغي" التي حظيت بأكثر من مليوني مشاهدة خلال أقل من سنة من بثها مترجمة إلى العربية، وأغنية "خطأنا معك" للفنانة التركية الصاعدة فرح زيدان ذات الأصول اللبنانية.

 يمكن من خلال متابعة مضمون الفيديو كليبات التي تتم ترجمتها إلى العربية الانتباه إلى أن اختيار الأغاني ليس صدفة أو يتوقف فقط على جمال الأغنية، بل له هدف التقريب بين الثقافتين العربية والتركية.

آلاف الأغاني تصدر سنوياً في تركيا، إلا أن تلك المترجمة إلى العربية يتم انتقاؤها بعناية، لتصيب في معانيها وصورها وكلماتها، المتلقي العربي، فتشبهه في صورها وفلكلورها أو في معانيها. أما تلك الخاصة جداً بالتراث التركي، أو تلك التي تتحدث عن مشاكله وأزماته وفوضاه، فلا ترجمة عربية لها.

من ناحية أخرى، لا ترجمة للأغاني العربية إلى اللغة التركية، إنما محاولات فردية بسيطة لبث الإنتاج العربي في سوق العالم الإفتراضي التركي. فيكتفي بعض الأفراد بترجمة عناوين الأغنية العربية فقط وببثها في "يوتيوب" مجدداً، فيلقى بعضها نجاحاً مثل أغنية "يا هلا بالضيف" للفنانة ليال خداج، والتي تعود إلى برنامج "ستوديو الفن" القديم. أو بعض الأغاني التي فيها جسد أكثر مما فيها فن، كأغنية "بوس الواوا" لهيفا وهبي التي تمت مشاهدتها حوالي مليون ونصف المليون مرة بعد وضع عنوانها بالتركية.

كذلك الأمر، تعمد بعض الشبكات العربية الدائرة في فلك حزب البعث السوري إلى بث أغانٍ للجيش أو لجوليا بطرس مع ترجمة إلى اللغة التركية من أجل اجتذاب سكان الولايات القريبة من سوريا. إلا أن هذه المحاولات تبقى فردية وقليلة من حيث الحجم والتأثير، ولا تصل إلى عدد كبير من الناس على عكس الحالة مع الأغاني التركية المترجمة إلى العربية.

وكما هو الأمر مع المسلسلات والأفلام، كذلك هي الحال مع الأغاني، حيث يبقى التأثير التركي في العرب أكبر بأشواط من تأثير العرب في الأتراك. وفي وقت تقدّم تركيا أفضل ما لديها ثقافياً من أجل التأثير في العرب، لا يقدم العرب شيئاً يُذكر، وإن قدموا فيكون عادة أسوأ ما لديهم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها