الجمعة 2016/07/08

آخر تحديث: 19:43 (بيروت)

"لعبة العروش".. الاستثناء الذي ينافس الدراما التركية في أرضها

الجمعة 2016/07/08
"لعبة العروش".. الاستثناء الذي ينافس الدراما التركية في أرضها
حظر مشاهدته في أكاديميات ومساكن الجيش التركي العام 2014 قدم له دعاية استثنائية
increase حجم الخط decrease
ما أن انتهت الحلقة الأخيرة من الجزء السادس من "لعبة العروش" حتى أثبت المسلسل نفسه كواحد من الأكثر شعبية حول العالم. يوماً بعد يوم، كرس المسلسل "ثقافة" مشاهدة خاصة لمتتبعيه، فيما ازدادت شعبيته بشكل هستيري في تركيا، في الفترة الأخيرة. 


والى جانب ان العمل مليء بالأحداث المتلاحقة والأبطال والكثير من المفاجآت المثيرة، يقضي متابعوه أيامهم في تحليل الأحداث السابقة وتوقع تلك اللاحقة في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية، كما قراءة المقالات التحليلية التي يبثها معظم المواقع والصحف الأجنبية المشهورة.

وتدور أحداث المسلسل المقتبس عن روايات "أغنية من ثلج ونار" لمؤلفها جورج آر. آر. مارتن في مكان خيالي تتصارع فيه سبع عائلات للسيطرة على العرش الحديدي للممالك السبعة. ويتناول المسلسل الكثير من القضايا التي تمسّ حياة الإنسان العامة والخاصة كالدين، والجنس، والحرب، والسلطة، والعدالة، والتراتبية الاجتماعية والانتقام.

وكانت السنوات الأخيرة شاهدة على ظاهرة لا تنفك تزداد شعبية في تركيا، وبطلها هو مسلسل "لعبة العروش". فالعابرون في أسواق المدن الكبرى سيلاحظون بعض اللافتات والدعوات الترويجية أمام المقاهي والحانات التي تعلق على حدثٍ ما كان قد جرى في المسلسل، وتدعو الزبائن إلى الاحتفال به في الداخل. أو تكتفي بدعوتهم إلى مشاهدة المسلسل، أو لقطات منه، في توقيت محدد مسبقاً، رافعة واحدة من الشعارات المشهورة لأبطاله.

وفي العام 2014، كان الجيش التركي قد أعلن منع مشاهدة "لعبة العروش"في أكاديمياته العسكرية وفي مساكن الجيش، وذلك "من أجل حمايتهم من المحتوى الجنسي، والعنف والسلوك السيء". إلا أن ذلك القرار ساهم كدعاية إيجابية للمسلسل على عكس المتوقع، فزاد عدد متتبعيه بداعي الحشرية أولاً، ومن ثم تعلقوا به. كما قام أتراك آخرون، بعد العام 2014 وإلى اليوم، بإنشاء منتديات إلكترونية ومجموعات "فايسبوكية" لمناقشة وتتبع أخبار المسلسل الأشهر عالمياً، فيما عمد آخرون إلى تأليف الأغاني لأبطال المسلسل وضحاياه معتمدين على الألحان التراثية التركية. 

بعد تسمّر ملايين المشاهدين أمام شاشة محطة HBO الأميركية لمشاهدة آخر تطورات المسلسل وغزوات أبطاله ومصرعهم قبل نهايته، يعمد أتراك الى شراء المسلسل على أقراص مدمجة بأسعار زهيدة، أو يشاهدون الحلقات على المواقع الإلكترونية بعد أن تتم قرصنتها، الأمر الذي جعل المسلسل يحتل المركز الأول عالمياً من ناحية عدد المرات التي قُرصن فيها.

وكما الحال في الكثير من الدول التي شهدت اقبالاً على العمل منذ العام 2011، وأعاقته لغة المسلسل الناطق بالانكليزية، كذلك في تركيا، تبقى اللغة المحلية هي السائدة، فيما اللغات الأجنبية قليلة الانتشار ولا تفهمها إلا نسبة ضئيلة من ساكني المدن الكبرى.

غير أن الترجمة التركية لـ"لعبة العروش"، والتي يتم العمل عليها والانتهاء منها بسرعة بمبادرة من بعض المواقع الإلكترونية المحلية، جعلت حلقات المسلسل جاهزة للمشاهد التركي نهار الإثنين من كل أسبوع، وذلك بعد أن يتمّ رفعها على مواقع إلكترونية متخصصة في قرصنة إنتاجات عالمية وإتاحتها مجاناً للجميع.

وعلى الرغم من أن مشاهدة المسلسلات الأجنبية في تركيا تبقى نادرة مقارنة بنسبة المشاهدين للإنتاج المحلي، يشكّل مسلسل "لعبة العروش" استثناءً لهذه القاعدة. فالإنتاج السينمائي والتلفزيوني التركي ضخم، ويملك نسبة مشاهدين كبيرة، كما يصدّر الكثير من إنتاجه إلى الخارج، سواء أكان إلى الدول العربية، أو إلى مناطق البلقان والقوقاز وغيرها.

في حين يرى أحد أبرز المترجمين للمسلسل إلى التركية "جام أوزدمير"، بأسلوب ممازح، "أن النسبة المرتفعة لمشاهدي لعبة العروش دليل على أن المسلسل تركي الهوية لكنه مموّل من شركة أميركية". كما يؤكد على أن الجودة العالية، والترجمة السريعة والمواضيع التي يطرحها المسلسل في حلقاته هي من الأسباب الأساسية التي أدت إلى شهرته محلياً.

هذه الاستثنائية المكتسبة تساهم برفد المسلسل بالمزيد من الشعبية في تركيا، وخصوصاً بين الشباب الجامعي الذي يتأثر بخيارات بعضه البعض. كما نافس "لعبة العروش" العديد من المسلسلات التي أنتجها الإعلام التركي بميزانية وجودة عالية خصيصاً لشهر رمضان، إلا أنه لم يبلغ بعد حد التغلب على نسبة مشاهدي مباريات كرة القدم المحلية والوطنية التي تبقى الأكثر شهرة ومتابعة بين الأتراك.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها