الأحد 2016/07/17

آخر تحديث: 17:58 (بيروت)

الاستراحة الضرورية لكلوديا مرشيليان

الأحد 2016/07/17
increase حجم الخط decrease

لن تنتهي أحداث مسلسل "وين كنتي" الذي تعرضه المؤسسة اللبنانية للارسال في الحلقة الأخيرة، اذ أعلن القيّمون عليه التحضير لجزء ثانٍ سيعرض في رمضان المقبل. العمل الذي كتبته كلوديا مارشليان واخرجه سمير حبشي، تدور أحداثه حول أرمل ستيني (نقولا دانيال) يتزوج من صبية شابة ومغرية (ريتا حايك)، هرباً من فقرها وماضيها، ما يشكل صدمة بالنسبة الى ابنه الوحيد (كارلوس غصن)، فتبدأ الاحداث لطردها من مزرعة العائلة. بيد أن الأمور تتغيّر ويقع الشاب الوسيم في حب زوجة أبيه.

المستغرب في العمل، زيادة عدد حلقات المسلسل لما بعد رمضان، خصوصاً أن هذه الاضافة لم تحمل أي جديد، على صعيد تصاعد الأحداث، أو زيادة عامل الانجذاب تجاه القصة الضائعة ما بين المكسيكي والتركي والهندي أحياناً. فالمشكلة الأساس في المسلسل المستمر، انه لا يغوص في عمق بعض القضايا النسوية، كحقوق المرأة وقوتها وكيفية مواجهة المجتمع، ويعرض حالات قوة وضعف أيضاً، لكن بطريقة سطحية ومن دون معالجة درامية عميقة، أو أقله الإمساك بقضية ما وطرحها بشكل جدي، من دون التوسع الى قضايا كثيرة بلا فائدة.

القاعدة الدرامية بسيطة وسهلة، لزيادة عدد حلقات مسلسل، إذ يفرض على الكاتب، خلق أحداث جديدة ومثيرة، والاكثار من العقد الدرامية، لحلها لاحقاً في حلقات مقبلة. لكن اطالة الاحداث ومطّها، يصيب العمل بالملل، ويفقد ممثليه القدرة على خلق انفعالات جديدة. لا يتحمل العمل كل هذه الاطالة، وكان في الامكان اختصاره لحلقات عشر مثلاً.

المشكلة الأساسية تكمن في النص الباهت. فالكاتبة كلوديا مرشليان، باتت بحاجة الى عطلة لشحن افكارها واعادة ترتيب أمورها، كي لا تقع في التكرار، خصوصاً أنها قدّمت في الموسم الرمضاني عملين هما "وين كنتي" و"ياريت". والمتابع للعملين يلاحظ في بعض الحلقات، توارد أفكار وتشابهاً، مع اختلاف المضمون طبعاً. فـ"وين كنتي" مثلاً بحاجة الى أكثر الى إثارة وتشويق وحماسة، وهنا نقصد الاثارة بالاحداث لا باظهار مفاتن ريتا حايك، والتشويق الدرامي لا التشويق اللفظي.

بات واجباً على مرشليان الخروج من الدائرة المحيطة بها، والبحث عن أفكار أكثر واقعية، والأهم ترجمتها على الورق بواقعية من حيث الحوارات والأداء والتعاون مع المخرج. والغريب أن المجتمع اللبناني، يعج بالأفكار والمشاكل، لكن "كتاب الدراما"، يصرون على مشاكل الحب والغرام، والحب المحرم، علماً أن هذه المشاكل مرتبطة بمختلف مشاكل البلد.

صحيح أن مرشليان انتقلت بالدراما اللبنانية الى مرحلة جديدة، لكنها عالجتها بسطحية، مع تأثر قضاياها الاجتماعية بالدراما المكسيكية والتركية حديثاً. فالحشو يبدو كثيراً في "وين كنتي"، وثمة اضافات لا فائدة منها، والصورة الجميلة للعمل، لا تتوافق مع النص الرخو.

أما التمثيل فحدّث ولا حرج. النجاح المسرحي الذي حققته ريتا حايك، لم ينعكس على الشاشة. لم تستطع الفتاة الجميلة، الاضافة الى الدور المعطى لها، علماً أنه أول بطولة مطلقة لها.

أزياؤها وطلتها طغت على الجانب التمثيلي في شخصيتها، خصوصاً أنها تملك موهبة جيدة وقادرة على تجسيد أكثر من شخصية او إنفعال.

أما كارلوس عازار فبدا تائها في دور العاشق الولهان. واللافت ان الدورين المعطيين لحايك وعازار، يتضمنان مساحة كبيرة  للانفعالات وتقلّب الشخصيات ضمن النسق الدرامي، لكنهما لم يظهرا أياً من ذلك، خصوصاً أن اللحظات المؤثرة في العمل استهلكت لكثرتها وعدم توظيفها في لحظات مناسبة.

عمل درامي لبناني جديد يضاف الى الأعمال المقدّمة، يظهر ضعف الكاتب اللبناني، في المشي على الأرض، والتقاط تفاصيل ما يدور حوله بواقعية، ومبيناً سهولة "المشي على الغيوم" والنظر الى مشاكل مجتمعنا من بعيد، والحديث عنها درامياً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها