الثلاثاء 2016/06/28

آخر تحديث: 16:42 (بيروت)

ليليان داوود في لبنان: قرار الترحيل أصدره مكتب السيسي؟

الثلاثاء 2016/06/28
ليليان داوود في لبنان: قرار الترحيل أصدره مكتب السيسي؟
ستتخذ كل الإجراءات للعودة
increase حجم الخط decrease
وصلت ليليان داوود إلى لبنان في نهاية الأمر.


كانت ليلة شديدة القسوة على الإعلامية اللبنانية وكل مَن يعرفها، وعلى آلاف الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أن أعلنت داوود في صفحاتها الرسمية في "فايسبوك" و"تويتر" أنها أنهت تعاقدها رسمياً مع قناة "أون تي في" وبرنامج "الصورة الكاملة" الذي بدأ قبل خمس سنوات، رغم إيقافها بالفعل قبل فترة.

لكن إنهاء التعاقد هذا، كتب كلمة النهاية على أي صوت إعلامي مغاير لمزاج النظام. إسدال الستار نهائياً على الإعلام كما نعرفه ونريده ونبتغي دوره. وخلو الخشبة إلا من مهرجيه وحملة خطابه.

الدولة، لم تكتفِ بإنهاء تعاقدها، وشراء القناة الكلها –سابقاً- بواجهتها المعتادة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة. إنهاء التعاقد لم يشف غليلها عن خمس سنوات قضتها داوود تقدم ما ترتئيه مهنياً وموضوعياً من دون انحيازات مسبقة، وتبريرات ساذجة، كما يفعل مؤيدو النظام.

ما أن أنهت داوود تعاقدها في الساعات الأخيرة من نهار أمس، وبعدما عادت إلى بيتها، داهمها ثمانية من الرجال الأشداء، ليمنعوا "خطورتها" من الانتشار والتفشي في القاهرة. في وقت عادت فيه ابنتها لترى أمها، وهي تساق على أيدي رجال أمن لترحيلها خارج مصر.

الأسباب متضاربة، تنوعت بين "انتهت إقامتها"، و"لا حاجة لوجودها بعد إنهاء تعاقدها".

فالبنت الصغيرة ترجع إلى البيت ويدها في يد والدها ليريا معاً كيف تُعامَل أمها. بحسب رواية خالد البري، الزوج السابق لليليان، لم يتركوا لها أي فرصة لتجمع أغراضها، ومنعوها من استخدام هاتفها بالطبع. الخطة إذن كانت أن يتم ترحيلها قبل أن يعلم أحد بذلك، ليفاجأ الجميع بغيابها وسط انشغالاتهم بمعمعة اليوم من مظاهرات طلبة الثانوية العامة، والاعتداء عليهم بوحشية من ضباع الأمن. لكن تشاء الظروف أن يشهد الزوج السابق والابنة هذا المشهد المنحط.

ما بين ترحيلها من منزلها ووصولها المطار، انصرفت أنظار مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما يحدث لليليان. ما بين إنهاء التعاقد والترحيل نصف ساعة فقط؟! يؤكد البري أن قرار ترحيلها خرج من مكتب السيسي نفسه، وقبل أيام من إنهاء التعاقد. أي أن القصة مرتبة سلفاً من مكتب رئيس الجمهورية نفسه المشغول بالمعارك الصغيرة، تاركاً الكوارث السياسية والاقتصادية إلى آخرين.

حتى لحظات الوصول إلى المطار، لم يعرف أحد من المقربين وأهل ليليان بمكانها. أمن المطار أعلن رسمياً عدم وجودها في مقراته. الداخلية لا ترد على تساؤلات الصحافيين التي انهالت سيلاً بعد انتشار الخبر. المطار خال بالفعل منها. الجميع يراقب الرحلات الذاهبة إلى بيروت. أول الرحلات ستكون الساعة 11,20 بتوقيت القاهرة، لا أثر لليليان. عند العاشرة والنصف، ظهرت في المطار أخيراً. مصادر تقول إنهم احتجزوها في سيارة أمن كل هذه الساعات حتى موعد إقلاع الطائرة، وقبله بقليل. بعض المسافرين يتلقطون صوراً لها خفية، تقول الكثير عن القرار المفاجئ، وعن صلابتها في مواجهة هؤلاء المجانين.

ساعات الاختفاء كانت بيئة خصبة لجراثيم العمل الصحافي المصري، لتبدأ في نهش سيرتها. جريدة "الوفد" تقول إنها تُرحل ل"إصابتها بالإيدز"(!)، ثم تقول ثانية إن ترحيلها بسبب "تعاونها مع مخابرات أجنبية"، وقد ثبت أنها تحصل على راتبها من "أون تي في" بالدولار.

صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، يقول انه كان لا بد من ترحيلها لأنه لا حاجة لوجودها في مصر اليوم بعد انتهاء تعاقدها مع قناتها. يلوك عيسى القانون بمنتهى الوقاحة، في شبه الدولة هذه.

وصلت ليليان أخيراً إلى لبنان، وما أن وصلت حتى تواصلت مع زياد العليمي بحسب تغريدة له، لتقول إنها يجب أن تتخذ كل الإجراءات للعودة، لن تترك هذه المعركة بسهولة، لن تجعل ترحيلها نهاية مشكلات النظام.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها