الأربعاء 2016/06/22

آخر تحديث: 19:26 (بيروت)

وداعاً

الأربعاء 2016/06/22
وداعاً
increase حجم الخط decrease

وداعاً أيتها الشوارع المحفرة. وداعاً يا أيها الياسمين الذي لم نكن لننتبه إليه. وداعاً يا بائع اليانصيب. وداعاً يا أيها الحظ.

وداعاً يا امرأة عابرة بسرعة وخوف وخفر. وداعاً يا حارس السينما السكران. وداعاً يا صاحب الكشك السمين. وداعاً أيتها السلع التي بلا أسعار محددة.

وداعاً يا أيها الصمود. وداعاً يا أيها التصدي. وداعاً يا أيتها اليد العليا المخططة على الجدران. وداعاً للحيطان آذان. وداعاً يا أيتها القضبان.

وداعاً يا صندوق الحاوي. وداعاً يا بائع القماش. وداعاً يا أيها الجوخ الإنكليزي. وداعاً يا تريفيرا. وداعاً أيها التويت والكتان. وداعاً يا أيها الساتان.

وداعاً يا بائع العصير البشوش. وبائع السندويش المعجوق. وبائع الكنافة النابلسية النشيط. وداعاً يا أيها المحاسب الضجران.

وداعاً يا مقهى بقرب البرلمان. وداعاً للسينما بجانب البرلمان. وداعاً للمحلات مقابل البرلمان. وداعاً للمسرح في قبو البرلمان. وداعاً يا شارع البرلمان.

وداعاً يا ميكرو الأعماق. وداعاً يا هوب هوب. وداعاً يا تاكسي. وداعاً يا سرفيس. وداعاً يا هوندايات الجبال.

وداعاً يا بائع اليانصيب المتجوز تلات نسوان. وداعاً لزوجته الرابعة التي كان يطلب يدها من كل العابرات. وداعاً يا أيتها الصباحات على أنغام رفع غلَقات الدكاكين والمحلات.

وداعاً أيتها الزينة البشعة. وداعاً أيتها الصور البلهاء. وداعاً يا لافتات الرياء. وداعاً يا دموع التماسيح. وداعاً يا دبكات رجال الدولة والأعمال.

وداعاً يا ماسح الأحذية ذا الصوت الشجي. وداعاً للمطرب صاحب الصوت الجعاري. وداعاً للمطرب العرقان وللمنديل اللي برقبته نديان. وداعاً للمطرب اللي عالمسرح هايش وفلتان. وداعاً ونقدم لكم المطرب الفلتان.. كه كه كه. وداعاً يا نكت الأطفال.

وداعاً يا مراجيح العيد. وداعاً يا دكان عمو فلان. وداعاً يا أيها المنظار اللي بعشر ليرات. وداعاً يا كيس الديربي. وداعاً كتاكيت. وداعاً علكة منطاد. وداعاً يا شوكولا عمار. وداعاً عمار شو هيدا يا عمار.

وداعاً يا مطاعم الهناء. وداعاً للسكرة ضمن أجواء أدخنة اللحَّام. وداعاً لبائع المشروبات المتجهم الذي يبتسم في وجه الزبون الخليجي أيما ابتسام.

وداعاً يا بائع الصحف الذي يناقش الزبائن المثقفين. ويجالسهم في المقاهي على عجل. ويحضَر لهم الندوات.

وداعاً يا تاكسي الليل الحزين. وداعاً يا غصة الهجران اللعين. وداعاً يا أوجاع الحب. وداعاً أيتها العواطف المشلَّخة بأظافر الغدر الفتّان. وداعاً للوقوف على الأطلال. والتمسح بالظلال. والبكاء على الفراق والخسران. وداعاً يا جماليات الآلام.

وداعاً يا ممثلة المسلسل التي تستيقظ متمكيجة من تختها. ويا أيها الممثل الستيني الذي يلعب دور الفتى المدلل مفتوح الصدر كي نلمح شعره المصبوغ وسلسال الذهب. وداعاً للممثلة العجوز التي ترتدي طقم الجامعة البترولي. وداعاً يا بو الجاكيت البني كيف الصحة طمنّي. وداعاً يا كروت الدعوة المذهبة. وداعاً يا ممنوع إطلاق الرصاص في الأعراس. وداعاً يا أيتها الأعراس.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب