الأربعاء 2016/06/01

آخر تحديث: 19:18 (بيروت)

عادل وهشام: ختام التنافس.. لمصلحة مَن؟

الأربعاء 2016/06/01
عادل وهشام: ختام التنافس.. لمصلحة مَن؟
نانسي عجرم اختتمت الموسم مع عادل كرم
increase حجم الخط decrease
انتهى الموسم التنافسي بين برنامجي "هيدا حكي" على قناة" (MTV) ، و"لهون وبس" على قناة (LBC)، على أن يعود التنافس بينهما على الضيوف والأفكار في الموسم المقبل، مع بعض التغييرات ربما، نظراً الى تشابه العرضين من حيث الشكل والمضمون أحياناً، مع اختلاف في طريقة التقديم.

البرنامجان اللذان اقفلا شاشتيهما قبل موسم رمضان، حققا انجازات، ووقعا في عثرات، وتعرضا للانتقادات، لكن ختامهما الذي كان يجب أن يكون "مِسكاً"، هو أكثر عرضة للنقد، ويكشف حجم "استعارة" الشعبية لغرض التنافس.

إستضاف كرم الفنانة نانسي عجرم وروّجت MTV كثيراً للحلقة، أملاً في كسب أعلى نسبة مشاهدة، لكن هل يكفي اسم النجمة لحصاد المشاهدين؟ وماذا عن المقدِّم؟

مَن تابع الحلقة، لاحظ أن عجرم ليس لديها ما تقوله أو تضيفه على ما أدلت به سابقاً في لقاءات تلفزيونية أو حوارات صحافية. في الواقع، أضرّت المقابلة كثيراً بعجرم فظهرت سطحية وسخيفة في بعض اجاباتها، وبحاجة إلى التدرب أكثر على ما تريد أن تقوله. لم تظهر عجرم بهذه الصورة لأن الأسئلة كانت صعبة لا سمح الله، بل كانت على طبيعتها، فنانة بسيطة لا علاقة لها بالثقافة والدبلوماسية، أو الاطلاع على ما يحدث من حولها. هي معنية بنجوميتها فقط، وجماهيرها التي تشجعها.. وعزز كرم هذه الصورة، إذ لم يستطع الخروج من ثوب المعجب لإرتداء لباس المحاور، فبدا وكأنه يغازلها كل الوقت أو يستمع بتمعن الى جمل خفيفة.

هنا، فشل كرم مجدداً في محاورة شخصية فنية بطريقة جديدة، أو استثنائية. بالتأكيد لا يتحمل المسؤولية وحده، انما يتقاسمها مع فريق الاعداد. اذ لم يشفع اسم نانسي عجرم، لعادل كرم، فخرجت الحلقة باهتة ولم تقدّم عجرم أي جديد.

في المقابل، استضاف هشام حداد، على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، الفنان مروان خوري، وكان الحوار شيقاً لأسباب كثيرة، أهمها شخصية خوري وسعة إطلاعه وإجاباته الواضحة والصريحة، والأفكار التي طرحها المقدِّم على ضيفه. لكن حداد لم يعتمد على خوري وحده، بل كالعادة قدّم وصلاته الكوميدية وتعليقاته الساخرة قبل بدء الحوار.

ومع انتهاء الموسم الثالث من "هيدا حكي"، والأول من "لهون وبس"، يجب التوقف عند أداء المقدّمين عادل كرم وهشام حداد ونقاط القوة والضعف لديهما. فقد حقق كرم نسبة مشاهدة عالية في الكثير من حلقاته، وبات له معجبون كثر، نظراً لانتشار المحطة وقوّة حضورها. هو الآتي من عالم الكوميديا الى تقديم البرامج، لكن هل نجح حقاً في ذلك؟

بالتأكيد، لا يبدو كرم طبيعياً في كل تصرفاته على الشاشة، يفضحه التصنع والضحك بصوت عالٍ على نكات يخبرنا اياها. يبدو الرجل أحياناً غير مقتنع بما يقدّمه، لكنه يقرأ ما هو مكتوب على الورقة أو الشاشة. ولا يتمتع بروح النكتة أو القدرة على خلق النكتة من أي موقف. ويعاب عليه عدم قدرته على محاورة المنافسين له في هذا المجال، وهذا ما بدا واضحاً لدى استضافته سلام الزعتري، الذي بدا متحكماً بالحلقة أكثر من كرم. في المقابل، يتمتع الرجل بعلاقات طيبة مع أغلب النجوم مما يسهل استضافتهم، وهذه نقطة القوة الأبرز لديه.

في المقابل، نجح هشام حداد في موسمه الأول مع المؤسسة اللبنانية للارسال، وبات منافساً أساسياً لـ"هيدا حكي"، وتفوّق عليه في الكثير من الأحيان من حيث المعالجة الكوميدية أو التعليق على الأحداث في البلد. ومَن يتابع مسيرة حداد، يدرك أنه صديق عزيز للنكات والمزح وخلق المواقف الطريفة، منذ أن كان مقدّما لبرنامج النكات الشهير "لول".

لكنه في الوقت عينه، عرف كيف يستخدم نكاته ويوظفها جيداً ضمن فقراته. والأهم من كل ما تقدّم، أن حداد عفوي جدا وطبيعي، لا يقرأ عن ورقة أو شاشة، مما يساعده في انسيابية أفكاره. وهنا يبدو الفرق واضحاً بين المقدمين، ما بين من يطلق نكات معلبة (كرم)، ومن يبتكرها ويقدمها طازجة للجمهور (حداد)، وذلك، لا ينقذه في أحيان كثيرة من السماجة، والمبالغة في النقد الاسود، حتى اعتبرت بعض نكاته "ثقيلة".

على ان طريقة الحوار التي يعتمدها حداد والتي تمزج ما بين المزح والجد، تمنح الضيف راحة فيسترسل في إجاباته. ويعاب على حداد أحياناً، اكثاره في الضحك أو الانتقاد من أجل الانتقاد فقط، كما يحصل مثلاً في الفقرة التي يقدمها وتنتقد البرامج الاخرى.

الموسم انتهى على تنافس مفضوح بين البرنامجين ومقدميهما. ورغم الانتقادات التي طاولتهما، وعثرات المقدمين وهفواتهما، إلا أنهما حققا أرقاماً عالية بنسبة المشاهدة، ما يشير الى ان اقبال الجمهور على تلك البرامج، هو المحفز الاول لمواصلة برامج لا يتطور مقدميها بغياب من يحاسب.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها