الإثنين 2016/05/30

آخر تحديث: 16:36 (بيروت)

تسونامي ريفي.. ودولة الرئيس

الإثنين 2016/05/30
تسونامي ريفي.. ودولة الرئيس
اللواء أشرف ريفي احتفل بين مناصريه في طرابلس ليل الأحد
increase حجم الخط decrease
يصح وصف وزير العدل أشرف ريفي، بأنه "هازم الاحزاب"، كما جاء في احدى تغريدات المؤيدين له في "تويتر". لكن اعتبار فوزه في انتخابات طرابلس، تكريساً لزعامة سنية، هو، بالتأكيد، ينطوي على أوهام، ذلك ان فوزه الكاسح، لا يتعدى إطاراً محلياً في المدينة، انتزع فيها، بالتأكيد، الزعامة من أحزابها ورموزها، من غير أن تتضح صورة امكانية تعميمها على التجربة السياسية السنية في لبنان.

تحمل النتائج، بما لا يحمل الشكّ، مؤشرات بالغة على ارهاصات التجربة السياسية السنية بعد العام 2011. ولعل نتائج طرابلس، خير دليل على أن الزعامة، في الانتخابات المحلية، غير قابلة للإحتكار.

لكنها في المقلب الآخر، نقطة مشرقة في ثقافة التناوب على السلطة في الطائفة السنية، في حين بقيت الشيعية السياسية في إطارها الأوحد الذي لا يقبل القسمة على اثنين.. بينما، لا تزال المسيحية السياسية قابلة للقسمة على 10، بدليل نتائج انتخابات الشمال، رغم محاولات توحيدها التي أثمرت في جزين وزحلة وغيرها الكثير في انتخابات جبل لبنان والجنوب والبقاع.

المبالغة في إظهار ريفي بوصفه "تسونامي" كما جاء في مداولات الكترونية برزت تحت وسم "#تسونامي_أشرف_ريفي"، لا تبدو واقعية، بالنظر الى طبيعة الانتخابات المحلية، وتناقضاتها السياسية والعائلية، وتصفية الحسابات المحلية بين الشخصيات والرموز والبيوتات السياسية، وغضّ نظر زعماء طرابلس التقليديين عن حاجات الناس، لست سنوات، والنظر اليها في فترة الاستحقاقات الانتخابية.

وعليه، لا يمكن فصل النتائج، عن تماس ريفي مع الناس، على مدى سنوات، مقابل رفد الآخرين من أبناء طرابلس بالشعارات والوعود. وربما، توطدت العلاقة المحلية في زمن الاقتتال بين باب التبانة وجبل محسن، ولم تنتهِ بتوقيف متورطين من باب التبانة، والافراج عنهم. وهو ما اعتمده خصوم ريفي في الفضاء الالكتروني، في معرض اتهامه باحتضان كتلة ناخبة كبيرة، وأن أصوات "قادة المحاور" عدّلت نتائج الانتخابات، متناسين نقل شادي المولوي من السجن بسيارة أحد خصوم ريفي في الانتخابات الأخيرة. وتوسع الانتقاد الى القول إن لائحة ريفي "لا تتضمن اي مسيحيّ"، كما قال أحدهم في رده على احتفال مغرد مسيحيّ بفوز ريفي.

بهذا المعنى، أشرف ريفي وقف الى جانب البسطاء. الى جانب القوة الناخبة التي وجدت في الاقتتال يوماً ما، فرصة لاثبات الذات. قد تكون تلك الميزة، ذمّاً له في أوساط المغردين الممانعين، إذ اعتبروا نتائج الانتخابات إثباتاً بأن "صوت التطرف هو الاعلى". وأن "الغلبة لمن يعزف على الوتر المذهبي". وهي، على أي حال، ميزة يتقاسمها الجميع، ويستخدمها الجميع أيضاً في معاركهم الانتخابية، كما يستخدمونها في معرض نقدهم لمعارك الخصوم الانتخابية.

في الواقع، ليس فوز ريفي، إلا جزءاً من معركة التنافس السياسي المحلي. وليست امتداداً لتجربة "بيروت مدينتي" أو التجارب المدنية التي ظهرت في بيروت وجنوب لبنان في الاسابيع الماضية. الصوت الأخير، غاب عن المشهد الطرابلسي، ما ينفي، بالضرورة، اعتبار الفوز كسراً للمنظومة السياسية التي تحتكر العملين السياسي والانمائي اللبناني. وعليه، فإن البناء عليها للتصوير بأن الصوت المدني يعلو، هو خلط غير موفق بين الامنيات والوقائع.

أمام ما تقدم، من المبكر جداً إطلاق صفة "دولة الرئيس" على اللواء ريفي. انتخابات طرابلس المحلية، ليس بوسعها إيصاله الى رئاسة الحكومة، إلا إذا كان انكفاء الحريري أكبر من ساحة طرابلس. وهو ما لم يظهر حتى الآن.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها