من هنا بات على المقدّم اللبق، أن ينسى البرامج التي قدّمها كـ"مايسترو" و"أبشر" و"العراب" و"أنا والعسل" وغيرها، والخروج من محيطها وعدم الالتفاف عليها مجدداً في برامجه الجديدة. فـ"أكابر" يشبه إلى حد كبير ما قُدّم سابقاً، بل أن ما قُدّم في السابق، خصّصت له ميزانيات أكبر وديكورات أضخم، مما يظهر أن البرنامج الجديد، يعاني أزمة إنتاج.
أثبتت حلقة رولا حمادة، أن ثمة ما لم يُقل بعد، خصوصاً لدى حديثها عن النجومية والتمثيل في العالم العربي، واعترافها بأنها عملت 30 سنة لنيل لقب ممثلة. ويبقى الأهم، الحديث الذي تفضلت به عن الأنا وكيفية السيطرة عليه، أو الابتعاد عنه والتحرر منه. فهي على الرغم من شهرتها، عملت على أن تحافظ عل طبيعتها وبساطتها، وهذا ما أبعدها لفترة عن الدراما، إذ بات معروفاً كيف تنال بعض الممثلات أدوار البطولة بطرق ملتوية، إضافة إلى دخول عارضات الأزياء والمغنيات عالم التمثيل. ما أفشل هذا المجال في بعض الحالات.
الممثلة اللبنانية التي نالت شهرة واسعة في تسعينات القرن العشرين على دور جمال سالم في مسلسل "العاصفة تهب مرتين"، قدّمت نموذجاً للمرأة المثقفة والمتابعة قضايا وطنها، والمطالبة بحقوقها وإن بشكل غير مباشر، إضافة إلى أجوبة ذكية وعفوية في الوقت ذاته.
ولاقت الحلقة صدى طيباً في "تويتر"، وعبّر كثيرون عن اعجابهم بها وبالممثلة اللبنانية، مطالبين بمزيد من هذا النوع من الحوارات. وهنا تكون الانطلاقة الفعلية للبرنامج. فماذا ستضيف حلقة راغب علامة التي ستعرض قريباً إلى ثقافة المشاهد، وهل هناك ما لا نعرفه عن علامة، بعدما استضافه نيشان أكثر من مرة؟ علامة ناشط على "تويتر"، ويعبّر عن آرائه بحرية، وبشكل يومي، فما الفائدة من استضافته؟
المشكلة الأساسية التي باتت تواجه التلفزيون والإعلام عموماً، هي كيفية التغلب على مواقع التواصل الاجتماعي، أو تقديم مادة جديدة من دون الاعتماد عليها. وهنا بات واجباً على القيمين على الإنتاج التلفزيوني، محاكاة برامج بمضمون جيّد ومختلف، وإلا فما الحاجة إلى البرنامج، والعمل على إعادة عرض برامج قديمة.
يبقى الأهم أن نيشان خفّف من لباقته المزعجة قليلاً، وبات أكثر هدوءاً في طرح الأسئلة، وأقل مبالغة في مديح الظل العالي.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها