السبت 2016/03/19

آخر تحديث: 13:32 (بيروت)

الدراما السورية تتخطى الأزمة: 30 مسلسلاً لرمضان المقبل

السبت 2016/03/19
increase حجم الخط decrease
تجاوزت الدراما السورية خيبة خمس سنوات من الصعوبات الإنتاجية والتوزيعية، مع إعلان صناع الدراما مشاريعهم للموسم الرمضاني الجديد، بـ30 مسلسلاً مختلفاً، وهو أعلى معدل إنتاجي في البلاد منذ 2011.

الزخم الإنتاجي لا يعني الجودة والنوعية. فنظرة أولية على المشاريع، تقود إلى اعتقاد بأن الأعمال الدسمة قليلة نسبياً، مع التأجيلات التي طالت عدة مشاريع لافتة أبرزها مسلسل "الملعونون" للنجمة كاريس بشار والمخرج حاتم علي عن نص للكاتب حسن سامي يوسف، ومسلسل "أطلقوا الرصاص" للكاتب سامر رضوان والمخرج سمير حسين، الذي سيتم تنفيذه لموسم 2017 بطاقم فني وتمثيلي جديد!

وفيما يستمر هذا العام غياب الأعمال التاريخية بالكامل، لصعوبات تتعلق بأماكن التصوير والكلفة الإنتاجية المرتفعة، يميل المنتجون هذا الموسم إلى الأعمال الخفيفة القائمة على الخماسيات والسباعيات، كالعمل الكوميدي "تنذكر وما تنعاد" (نص سامر سلمان، إخراج علي شاهين) الذي يقارب مفاهيم الأزمة السورية من زاوية الإرهاب ككوميديا سوداء، كذلك مسلسل عابرو الضباب الذي يشابه مسلسلات الأكشن الأميركية (نص بشار مارديني، إخراج: يزن أبو حمدة).

الأعمال المعاصرة
زحمة الأعمال الاجتماعية هي أبرز خصائص الموسم الجديد. 12 عملاً اجتماعياً معاصراً تتصدر المشهد في البلاد، والتي تقارب الأزمة السورية من زوايا مختلفة. والأبرز هنا دون شك هو مسلسل "الندم"، الذي يعود به الكاتب حسن سامي يوسف إلى النشاط الدرامي بعد فترة من التوقف. ويعالج العمل قصة حياة كاتب سيناريو يستذكر قصة حياته منذ ليلة سقوط بغداد حتى أواخر العام 2015. وهو من إخراج الليث حجو وبطولة سلافة معمار وباسم ياخور.

وفيما لن يتابع الجمهور السوري النجم أيمن زيدان في أي عمل، إلا أنه سيترك بصمته المهمة في مسلسل "أيام لا تُنسى" كرابع تجاربه الإخراجية (نص فايزة علي). وهو أحد أكثر الأعمال إثارة للاهتمام برصده حياة مجموعة من النساء بين عامي 1990 و2015، وفي البطولة أسماء كبيرة مثل عبير شمس الدين وسوزان نجم الدين وصباح الجزائري وعبد الهادي الصباغ وديمة قندلفت والنجمة الصاعدة حلا رجب.

وفي مسلسل أحمر (نص يامن الحجلي وعلي وجيه) تلعب البطولة النجمة سلاف فواخرجي بدور صحافية تتقصى الفساد القضائي إلى جانب الفنان عباس النوري، والعمل من إخراج السينمائي جود سعيد. فيما يشكل أكراد سوريا والعشوائيات في منطقة ركن الدين بدمشق موضوع مسلسل "زوال" للمخرج أحمد إبراهيم أحمد والكاتبين زكي مارديني ويحيى بيازي، عبر فترتين زمنيتين وبيئتين مختلفتين (دمشق وجبل الأكراد). والعمل من بطولة ناظلي الرواس وباسم ياخور وسلوم حداد ونادين خوري ووفاء موصللي.

ويعود الفنان رشيد عساف إلى الدراما الاجتماعية بعد انقطاع في مسلسل "الغريب" الذي يجمعه مجدداً بالكاتب عبد المجيد حيدر بعد مسلسل الغدر (2005). ويدور العمل الذي يخرجه إياد نحاس حول قضايا الفساد والظلم في فترتين زمنيتين. أما مسلسل "بلا غمد" (تأليف عثمان جحى، إخراج: فهد ميري) فيرصد في جو بوليسي قضايا الأزمة السورية في الداخل وموضوع الإرهاب الإسلامي من خلال قصة تفجير محكمة في دمشق. ويحول المخرج الجدلي سمير حسين نظره من أزمة النازحين التي صورها العام الماضي في الحدائق الدمشقية إلى قضية السوشيال ميديا وتأثيرها على القيم الحياتية المعاصرة في مسلسل الشبكة عن نص لزهير قنوع وبطولة أمل عرفة.

وكادت المشاكل بين الكاتب رافي وهبي وشركة "كلاكيت" توقف العمل في الجزء الثاني من مسلسل "العراب- نادي الشرق" (إخراج حاتم علي)، لكن الكاتب الروائي خالد خليفة تفرغ لكتابة الجزء الثاني عن رواية ماريو بوزو الشهيرة، ويستمر فيه النجوم جمال سليمان وسمر سامي وباسم ياخور وآخرون بلعب أدواره الأساسية.

المشاكل الإنتاجية تكررت في أعمال عدة، أبرزها "باب الحارة" (الجزء الثامن) الذي تقرر البدء بتصويره في شهر آذار/ مارس، لكن الجزء الجديد يشهد غياب النجم وائل شرف للمرة الأولى منذ انطلاق السلسلة الشهيرة.

العودة للرومانسية
الرغبة في الابتعاد عن الموت والعنف الدائر في البلاد من جهة والحنين إلى الماضي الجميل من جهة ثانية، يدفعان بالرومانسية الحزينة وقصص الحب الفاشلة للعب دور محوري في دراما 2016، عبر الجزء الثالث من مسلسل "أهل الغرام" الذي يستعيد العواطف من حقبة ما قبل 2011 حيث عرض جزءه الأول عام 2006. والجديد هنا هو بناء العمل على شكل خماسيات بدل الحلقات المنفصلة، وهو النمط الذي كرسته أعمال مثل "صرخة روح" في المواسم الأخيرة. والجزء الجديد من كتابة المخضرمين ممدوح حمادة وريم حنا مع إياد أبو الشامات صاحب أفضل نص للعام الماضي (غداً نلتقي)، وبطولة كاريس بشار وباسم ياخور وسلافة معمار وجمال سليمان وكندة علوش، ويخرج كل خماسية مخرج مختلف (الليث حجو، المثنى صبح وحاتم علي).

العمل الأبرز هنا هو "نبتدي منين الحكاية" الذي يرصد قصة حب طوال 15 عاماً، وهو من إخراج سيف الدين سبيعي عن نص لفادي قوشقجي وبطولة سلافة معمار وغسان مسعود. كما أن الرومانسية هي البطلة في مسلسل "وجع الصمت" (إخراج وائل أبو شعر)، و"مدرسة الحب" (إخراج صفوان نعمو) القائم على الثلاثيات في 60 حلقة ويجمع نجوماً من الوطن العربي. وهو العمل الأخير للممثلة الراحلة رندة مرعشلي.

تراجع الكوميديا والبيئة الشامية
الأعمال الشامية من جهتها في طريقها إلى الاضمحلال. فإضافة إلى الجزء الثالث من "طوق البنات" (نص أحمد حامد وإخراج إياد نحاس)، هنالك مسلسل "صدر الباز" الذي تم تأجيله من العام الماضي، ومسلسل "حرملك" الذي تم تأجيل تصويره مرات عدة أيضاً، فيما يبدو مسلسل "خاتون" الأبرز ليس من ناحية التجديد والابتكار، بل من ناحية حشد نجوم الصف الأول من أمثال كاريس بشار وسلافة معمار وكندا حنا وسلوم حداد وضحى الدبس، لتقديم قصة نمطية يراهن فيها الكاتب طلال مارديني والمخرج تامر اسحق على قوة الأداء التمثيلي.

أما الكوميديا السورية فتبدو الحلقة الأضعف هذا العام مع أعمال بميزانية ضئيلة ("كونكان" لطلال مارديني، "سليمو وحريمو" لفادي غازي). ويستمر مسلسل "بقعة ضوء" (إخراج سيف الشيخ نجيب) في تقديم اللوحات الناقدة للموسم الثاني عشر، مع مجموعة من النجوم، وفي مسلسل "الطواريد"، تجديد للأعمال البدوية عبر مزجها بالكوميديا لأول مرة في الدراما السورية. وهو من تأليف مازن طه وإخراج مازن السعدي، وبطولة محمد حماقي وقاسم ملحو وأحمد الأحمد ورنا أبيض ومرح جبر.

ولم يحسم بعد مصير مسلسل الكوميديا السوداء الجديد "الجزيرة" للثنائي البارع ممدوح حمادة كتابة والليث حجو إخراجاً (بطولة باسم ياخور)، فيما بات مؤكداً أن الممثل القدير دريد لحام سيلعب دور البطولة المطلقة لأول مرة منذ سنوات طويلة في مسلسل "أحلى عالم" في أولى التجارب الدرامية للمخرج السينمائي محمد عبد العزيز، للإضاءة على الحياة السورية المعاصرة بأسلوب الحلقات المنفصلة المتصلة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها