الأحد 2016/03/13

آخر تحديث: 16:54 (بيروت)

مصر تنأى بنفسها: "المنار" و"الميادين" باقيتان على "نايل سات"

الأحد 2016/03/13
مصر تنأى بنفسها: "المنار" و"الميادين" باقيتان على "نايل سات"
نايل سات: لم تأت حتى الآن أي شكاوى بإخلال القناتين بميثاق الشرف الإعلامي
increase حجم الخط decrease



يبدو أن ترددات قنوات "الميادين" و"المنار" على القمر الصناعي المصري "نايل سات"، صارت موضع تساؤل، خصوصاً مع تعذر إغفال العامل السياسي المحرك لتوجهات الأقمار الصناعية العربية في السنوات الأخيرة. واتجهت الانظار نحو قمر "نايل سات" بعد سابقة إنزال القناتين عن القمر الصناعي السعودي "عرب سات"، إثر اندلاع "عاصفة الحزم" العام الماضي وانحياز القناتين ضد المعسكر السعودي.

ويدور نقاش حول استمرار بث القناتين، في ظل تماهي موقف الحكومة المصرية مع الموقف السعودي، وآخرها التصويت على القرار العربي الذي يضع "حزب الله" على لائحة المنظمات الارهابية.

وقال مصدر في شركة القمر الصناعي "نايل سات" لـ"المدن" إن بث القناتين ما زال مستمراً على نايل سات، دون أي مشاكل، طالما أنهما لم تخلا باتفاقات التعاقد مع الشركة، سواء من الناحية اللوجستية أو التقنية أو القانونية، كما لم ترد حتى الآن أي شكاوى بإخلال القناتين بميثاق الشرف الإعلامي.

وأكد المصدر أن حرية الرأي والتعبير تنتهي حدودها عند التسبب في إحداث الضرر أو الأذى للمجتمع أو للمتلقي بشكلٍ عام، مشيراً الى أن حرية التعبير "لا تعني تقديم مواد علمية أو إعلامية تثير الفتن والكراهية، أو تنشر ما هو غير صحيح علمياً أو فكرياً أو عقائدياً بين الناس، وإنما الاستفادة من ارتفاع سقف الحريات لتحقيق ما فيه نفع الوطن وصالح المواطنين".

وكان وزراء إعلام دول مجلس التعاون الخليجي أجمعوا، عقب اجتماعهم الرابع والعشرين الذي اختتم، الثلاثاء، في الرياض، على ضرورة محاربة الأذرع الإعلامية لـ"حزب الله" اللبناني بعد تصنيف الحزب تنظيماً إرهابياً.

وترددت شائعات خلال الفترة الماضية حول إغلاق القناتين على إثر الخطوات السعودية الأخيرة ضد لبنان، رابطة ذلك بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السعودية ومحاولات للوصول إلى حل في الأزمة السورية، وهو ما نفاه المصدر جملة وتفصيلا.

على الرغم من ذلك، يقول المروجون للشائعات ان لشركة القمر الصناعي "نايل سات" تاريخاً مع وقف بث القنوات، تختلط فيه الأسباب القانونية مع التوجه السياسي العام، بدليل قائمة القنوات المتوقفة عن البث عبره، سواء كانت مصرية أو عربية.

ففي العام 2012، أوقف "نايل سات" بث القنوات الرسمية السورية استجابة لطلب وزراء الخارجية العرب وبالتزامن مع اجتماعهم في القاهرة. وهو ما أدانته وزارة الاعلام السورية وقتها واعتبرته "يندرج في إطار خدمة المشروع الصهيوني". فيما أكدت "نايل سات" إثر القرار ان التوقيف "جاء تنفيذا لتوصية من الجامعة العربية". وكانت اللجنة الوزارية العربية أوصت في تموز/يوليو 2012 بوقف بث القنوات الرسمية السورية على نايل سات. وشمل قرار وقف البث كلا من التلفزيون السوري الرسمي وقناة الإخبارية السورية وقناة الدنيا الخاصة. 

وفي العام 2013، أصدر نايل سات قراراً بوقف القنوات ذات الانحياز الإخواني وهي "الحافظ" و"الشباب" و"الرحمة" و"الخليجية" "لما تبثه من خطاب كراهية وإثارة الفتنة ونشر الأكاذيب مخالفة بذلك شروط التعاقد التي تحترم ميثاق الشرف الإعلامي"، بحسب توصيفها.

تالياً، في عام 2014، أعلن رئيس مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية المصرية عبد المنعم الألفي أن مصر أوقفت بث ثلاث قنوات تلفزيونية مملوكة لعراقيين على قمر "نايل سات". 

وذكر مسؤول آخر أن وقف البث جاء بعدما اشتكت حكومة نوري المالكي من أن برامج القنوات الثلاث تثير ما أسمتها بالتوترات الطائفية في العراق. وحسب الألفي جاء إيقاف بث قنوات "البغدادية" و"الرافدين" لـ"مخالفتهما بنود العقد الخاصة بالمحتوى مع المنطقة الحرة الإعلامية". وأضاف أن ترخيص القناة الثالثة "الحدث" انتهى.

وفي نهاية 2015، أوقفت إدارة "نايل سات"، بث القنوات الفضائية اليمنية الرسمية، وهي "اليمن"، و"سبأ"، و"عدن القديمة" و"الإيمان"، إلا أن الحوثيين لا يزالون يمتلكون فضائية خاصة هي قناة "المسيرة" التي تبث من لندن.

وقال مدير عام الأخبار بقناة "اليمن" الحكومية المستقيل، توفيق الشرعبي، إن الإيقاف المتأخر جاء بناءً على رسالة رفعها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإدارة شبكة "النايل سات" المصرية، بإيقاف القنوات الحكومية التي يسيطر عليها الحوثيون ويستخدمونها لخدمة أهدافهم فقط. أضاف الشرعبي، الذي استقال عقب سيطرة الحوثيين على القناة، أن "السلطات المصرية كانت مترددة في ما يبدو في السابق على إيقاف القنوات رغم طلب الرئاسة اليمنية لكن مشاركة مصر بشكل صريح في الضربات الجوية ضد الانقلاب الحوثي جعلها لا تتردد في إيقاف البث".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها