الجمعة 2016/12/09

آخر تحديث: 14:49 (بيروت)

مآسي الغوطة: إن قصّرت الكاميرا.. حَضَر "الأنيميشن"

الجمعة 2016/12/09
مآسي الغوطة: إن قصّرت الكاميرا.. حَضَر "الأنيميشن"
مأساوية مقصودة من أجل محاكاة واقع المعاناة اليومي في الداخل السوري
increase حجم الخط decrease
من قلب الغوطة الشرقية بريف دمشق، يقدم مشروع "قصص لم تكتمل"، مجموعة من القصص الواقعية المأساوية في سوريا، بطريقة مبتكرة تعتمد على فن "الأنيميشن"، لإيصال جزء بسيط من معاناة الشعب السوري للعالم.


وببساطة لا تخلو من سوداوية، يقدم المشروع حتى اليوم ثلاثة قصص عن داريا (حفنة وطن) وحلب (غيمة نجاة) ومجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية (عيدها في السماء)، يلعب البطولة في كل منها أطفال، ويشعر المشاهد وكأنه يتصفح قصة ما قبل النوم بالأسلوب الكلاسيكي القديم، تقلب فيه الصفحات العتيقة، مع صوت عميق يقرأ الأحداث المأساوية، بطريقة مؤثرة وعميقة.


يتألف فريق العمل من مجموعة شباب في غوطة دمشق الشرقية، هم ذكاء ولينا على مستوى الرسم وشيماء على مستوى التعليق الصوتي وهشام مروان الذي يتولى الإخراج، إضافة للكاتبة شريفة هارون.

وأوضح مروان في حديث مع المدن أن هدف المشروع هو "إيصال المعاناة التي يعيشها معظم السوريين في الداخل إلى أهلهم في الخارج، وبالتالي نشأت فكرة تقديم قصص قصيرة مصورة من قلب الحصار حيث يتعرض المدنيون لكافة أشكال القصف، وبالطبع فإن الصورة أكثر تأثيراً في الناس وأكثر عمقاً، لذلك تم دمج القصة المؤثرة مع صورة مؤثرة".


في السياق، تطغى السوداوية على السلسلة ككل من الناحية البصرية حيث الألوان الباهتة والموسيقا المضطربة وصولاً للسرد القصصي المباشر، بينما يشكل الموت عاملاً مشتركاً بين القصص وبه تتحقق الراحة للأطفال - الأبطال، وترى هارون في نعليقها على هذه النقطة أنها ككاتبة تحاول أن تنقل الواقع الأسود والمظلم كما هو، وكذلك الحال بالنسبة لأسلوب الرسم المتبع: "ما نقدمه جانب بسيط جداً من المأساة والمعاناة الأصلية التي نعايشها يومياً كسوريين في الداخل والخارج".

يضيف مروان أنه من خلال العمل "يمكن للمشاهد استشعار القليل فقط مما يعانيه أي طفل عادي في سوريا، وكمخرج أحاول جاهداً تصوير المأساة والواقع بفيلم أو قصة يمكن لهما ترك بصمة وتأثير على ما يجري، من أجل تكوين قضية رأي عام يمثلها كل العالم".

ويلاحظ في كافة إنتاجات المشروع وجود بساطة شديدة في الرسم والتنفيذ، ما تجعل الأفلام القصيرة أقرب لروح القصص أو مجلات الأطفال القديمة، لكن تلك الخاصية مقصودة من فريق العمل لأن "الهدف هو المعنى وليس الرسم بحد ذاته، لكن الرسم و قربه من أساليب رسوم الأطفال يساعد على تقريب الفكرة وتبسيطها لذهن المشاهد، كما أنه يلامس المشاعر بحسه الطفولي، كما أن زيادة التفاصيل يمكن أن تؤدي لضياع الفكرة الاساسية. البساطة تعطي عمقاً للفكرة كما تعكس شخصياتنا كفريق".


وعن أهمية هذا النوع من الإنتاجات في هذا الوقت من عمر الثورة السورية يرى مروان أنه "في وقت بدأت أخبار المعارك والقتال تطغى على المشهد السوري، أصبح الوضع الانساني شبه مغيب عن فكر وأذهان العالم، فكان لابد من لفتات للتذكير بواقع الالم الذي يعيشه الناس في ظل ظروف الحرب"، ومن هنا يستمد المشروع قيمته الأساسية.

ورغم الصعوبات التي يواجهها فريق العمل مثل معوقات الاتصال ومحدودية المعلومات ومشاكل الكهرباء والحصار والتضييقات الأمنية في الغوطة الشرقية، إلا أن فريق المشروع يحضر حالياً لمجموعة قصص جديدة بأساليب جديدة "كي تكون وسيلة للتعبير عن ثورة شعب وحكاية حرية لم تنته بعد".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها