الإثنين 2016/11/21

آخر تحديث: 15:29 (بيروت)

الإعلام السوري لا يحظى بثقة "غوغل نيوز"

الإثنين 2016/11/21
الإعلام السوري لا يحظى بثقة "غوغل نيوز"
17 موقعاً سورياً فقط من أصل 405 يحظون بفهرسة "غوغل نيوز"
increase حجم الخط decrease
رغم الزيادة الكبيرة في عدد وسائل الإعلام السورية بعد العام 2011، إلا أن 17 موقعاً الكترونياً، لا أكثر، تحظى بثقة "غوغل نيوز" التي تفهرس عشرات الآلاف من المواقع العالمية، من أجل نيل أولوية الظهور لدى البحث بالكلمات المفتاحية الأكثر تداولاً في الإعلام، بما في ذلك الحدث السوري نفسه.


الخلاصة السابقة هي أبرز النتائج التي عرضتها دراسة علمية حول الإذاعات والمواقع الجديدة في سوريا عبر الإنترنت والتي قدمها الباحث عمرو الحمد، المتخصص في انظمة قياس الجمهور لحساب معهد "ويدو" (WEEDOO) للدراسات الإعلامية وخدمات الإحصاء الإعلامي والتطوير.

المواقع الخاضعة لفهرسة "غوغل" في معظمها ليست جديدة، بل مواقع مؤسسات إعلام تقليدية مخضرمة، كالوكالة السورية للأنباء "سانا"، وموقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وموقع جريدة "الوطن" الخاصة المقربة من النظام السوري. ومواقع أخرى قديمة مثل "سيريا نيوز" و"عكس السير" و"كلنا شركاء"، ومن المواقع الجديدة لا يوجد سوى صحيفة "عنب بلدي" المعارضة وموقع "آرانيوز" و"وكالة قاسيون للأنباء".

في السياق، تختص الدراسة "بقياس قوة المنابر الإعلامية السورية المسموعة والمقروءة في الانترنت بالتحديد، ومدى وصولها، والتحليل الأولي للبيانات الجديدة، كما راقبنا اهتمامات الجمهور، أخذاً بالأرقام المتاحة على الشبكة لأعداد زوار المواقع الإلكترونية وأعداد القراءات، الاستماعات أو المشاهدات. أيضاً، عنينا بفهم مدى فاعلية وسائل الإعلام التقليدية في الوضع الجديد".، وذلك عبر "مسح للمعلومات في المحافظات السورية قام به بفريق مكون من باحثين متخصصين وخبراء آخرين في مالات الإعلام الرقمي"، بين شهري تشرين الأول/أكتوبر 2015 وأيلول/سبتمبر 2016.

وأكملت الدراسة أن الإعلام السوري بشقيه البديل والتقليدي لم يكن "إلا متمماً وثانوياً في أحسن الأحوال وليس أبداً خالقاً للخبر أو صانعاً لرأي عام"، في وقت وصل فيه عدد المواقع السورية الإخبارية حالياً إلى 405 مواقع منها 67 إذاعة نشأت 42 منها بعد الثورة السورية، سواء تلك التابعة للنظام السوري وحلفائه (صوت الشباب، إذاعة دمشق، النور،..) أو التابعة لفصائل المعارضة المسلحة أو الإسلامية (نور الإسلام، التحرير، دعاة الجهاد، روجافا،..) وصولاً للإذاعات المستقلة.

اللافت هنا أن عدد وسائل الإعلام السورية بعد الثورة زاد عن 600 في فترة من الفترات، إلا أن 200 وسيلة إعلامية توقفت عن العمل، لأسباب كثيرة منها "غياب شامل في الاستراتيجية والتصور الكلي لخط إنتاج المعلومة على طول المسيرة، في مراحل التأسيس وكذلك المراحل اللاحقة،" فكانت "نشأة معظم المشاريع وليدة ظروف وإرادات -سياسية واقتصادية تختلف جذرياً عن الظروف التي تمهد منطقياً في العادة لولادة مشاريع إعلام مستقل".

بناء عليه رجعت الدراسة إلى جذور الإعلام البديل الأولى، معتبرة أن انتشار المدونين والمواطنين الصحافيين والناشطين عبر منصات الفضاء الإلكتروني والكيفية التي كان المجال العام يتغذى عبرهم بدفق متواصل من الأخبار والفيديوهات والصور، شكل تحدياً بالنسبة لوسائل الإعلام الكبرى، من ناحية خلق آلية للتعامل مع الحدث تتلاءم مع الكم الهائل من البيانات عن سوريا، وكان لهؤلاء الأفراد الفضل في "إحلال الحدث السوري محل الصدارة من الاهتمام الدولي، وسط غيب مؤسف لوسائل الإعلام السورية".

وركزت الدراسة على الانتهاكات بحق الإعلام في البلاد والرقابة على حرية التعبير، بناء على تقارير عالمية عن منظمات مثل "مراسلون بلا حدود"، لتفسير البيئة التي ينشط فيها الإعلام السوري، ويشمل ذلك القيود على النشاط الإعلامي في مناطق جغرافية محددة تبعاً للطرف السياسي - العسكري المسيطر، والقصف الممنهج والاستهداف المتكرر لمواقع ومراكز الصحافيين من طرف النظام السوري، والتضييق الأمني من قبل الفصائل المسلحة.

ورغم حدثية الإعلام السوري البديل، إلا أن الدراسات الأكاديمية حوله تبقى قليلة، وتأتي أهمية الدراسة من كونها تقدم توصيفاً شاملاً لوسائل الإعلام السوري من نواح متكاملة، مثل أعداد الجمهور وطبيعة اللغة المستخدمة والتوزع الجغرافي والجهات المالكة لها ومدى شعبيتها، مع مقارنات بينها عبر مقاطع "أنفوغرافيك" متعددة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها