الإثنين 2014/09/29

آخر تحديث: 14:27 (بيروت)

باسيل: وجه لبنان.. المخزي!

الإثنين 2014/09/29
باسيل: وجه لبنان.. المخزي!
increase حجم الخط decrease

الخروج عن اللياقة الدبلوماسية والبروتوكول، أمر شائع في مختلف دول العالم، إلا أن بعض المسؤولين العرب تجاوز الحدود الدنيا من الأخطاء، بارتكاب أخطاء ذات بُعد جنسي! ولعل خطيئة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، في التسويق لجمال موظفة، مستخدماً إيحاءات خارج أصول اللياقة البشرية، وغير المألوفة دبلوماسياً، والغريبة في السياق الإجتماعي، تتصدر تلك الأخطاء التي يبرر لها المقربون من الدبلوماسية بالقول إن المسؤولين يرتكبونها تحت الضغط النفسي والتوتر!

 



"رامي.. وينها كارولاين؟". من دون اي موانع أمام الكاميرا، يظهر وزير الخارجية جبران باسيل، في فيديو انتشر في مواقع التواصل الإجتماعي، قبل أن يُزال عن "يوتيوب" في نسخة أولى، ويُحمّل من جديد في نسخات متعددة. يسأل باسيل في الفيديو عن الموظفة اللبنانية خلال لقائه نظيره الاماراتي في نيويورك، مساء الجمعة. يطلب من أحد مساعديه إستعجال حضور القائمة بأعمال البعثة اللبنانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، السيدة كارولين زيادة، مشيراً "بحركة غير لائقة" الى قوامها الجميل لنظيره الإماراتي.

الفيديو، أثار امتعاض الناشطين والمغردين في مواقع التواصل الاجتماعي، من سلوك باسيل الذي صُنّف سوقياً، فاعتبروا ان وزير خارجية لبنان يمثل وجه البلاد في الخارج، ومن المفترض أن يراعي أصول اللياقة في توصيف موظفي البعثة. فاستنكرت الاعلامية ديانا مقلد تصرفات الوزير، وغرّدت: "جبران باسيل بلقاء دبلوماسي يسأل: وينها كارولين، وبيعمل حركة سوقية بإيده. هذا وجه لبنان!". فيما علق باسم حجازي "شيلكن من المزح.. جبران باسيل طلع مسخرة الزلمي". اما المغردة رشا بطرس فاستذكرت وزراء الخارجية السابقين: "بلد السياسة الخارجية الناجحة مع شارل مالك وفؤاد بطرس وغسّان تويني، انهارت سياسته الخارجية مع جبران باسيل وحلفائه اللي سبقوه فيها".

وتأتي تلك الواقعة لتعيد الى الأذهان، فيديو لوزير الإعلام المصري السابق صلاح عبد المقصود الذي تحرش كلامياً بالمذيعة السورية زينة يازجي ضمن مقابلة على قناة دبي. حين توجه الى المذيعة بالقول: "آمل الا تكون اسألتك ساخنة مثلك".

 


وعلى غرار الحملات ضد باسيل، غصت مواقع التواصل المصرية آنذاك بانتقادات للوزير المصري، عندما انتهت المقابلة. وتوجهت دعوات له بالاعتذار: "المفروض صلاح عبدالمقصود يطلع بيان اعتذار عن الرد اللي قاله للمذيعة.. شبهة التحرش بها مع سمعتنا الهباب في المجال دا تستوجب توضيح.. الغشيم لما يهزر". فيما طالب البعض بمحاكمة الوزير "بتهمة الإسفاف سواء كانت مغازلته للمذيعة بقصد أو بهرتلة وعدم مسؤولية". كما سخر مغردون منه على قاعدة أنه "يتقمص دور الريبراري.. ويعاكس المُزة"!

الإحراج نفسه، صادفه رئيس مصر السابق محمد مرسي لدى زيارته الى استراليا عندما رصدته عدسات وسائل الاعلام الأسترالية وهو يلمس بنطلونه بالقرب من منطقة حساسة بطريقة غير لائقة، خلال اللقاء الذي جمعه برئيسة الوزراء جوليا غيلارد، الذي وصفه البعض بأنه خرج عن اللياقة الدبلوماسية في أقل تقدير! وبرزت مطالبات، رداً على حركته "العفوية" تلك، بدراسة فن واصول الاتيكيت والبروتوكول. وطالب آخرون بمسح الفيديو، علماً أن آخرين اعتبروا أن الرئيس قام بحركة "طبيعية".

 


ولا يعني ذلك أن المسؤولين الأجانب لم يرتكبوا أخطاء من هذا النوع. لكن الحركات "العفوية"، والأخطاء الجسيمة، وخصوصاً في العالم العربي، أمام عدسات الكاميرات في اللقاءات الدولية، تفجر الجدالات وتستدرج مئات الردود الغاضبة في الساحة الافتراضية. المسؤول يجب أن يحافظ على أصول التعاطي الدبلوماسي، ويلتزم البروتوكولات... فهو الصورة الأولى والأخيرة عن البلد الذي يمثله.

increase حجم الخط decrease