الثلاثاء 2015/07/07

آخر تحديث: 13:43 (بيروت)

ماذا تنتظر تركيا لاجتياح شمال سوريا؟

الثلاثاء 2015/07/07
ماذا تنتظر تركيا لاجتياح شمال سوريا؟
نازحون سوريون على الحدود السورية التركية (رويترز)
increase حجم الخط decrease

عندما دعت الولايات المتحدة تركيا للانضمام الى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية، الصيف الماضي، اعتقد الأتراك أن بإمكانهم مقايضة مشاركتهم في التحالف بدفع أميركا الى اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. لكن أميركا لم تقايض.

وعبثاً، حاولت واشنطن إقناع أنقرة أن في مصلحتها مكافحة داعش عسكرياً على حدودها، لكن انقرة اعتقدت أن أميركا كانت ستقضي على داعش على كل حال، فلم تشارك في التحالف من دون ضمانات أميركية باسقاط الأسد.


وبعدما تعذر التوصل الى تسوية بين موقفي الدولتين، لم تسمح تركيا للمقاتلات الاميركية المرابضة في قاعدة انجرليك بشن غارات ضد "داعش"، فاضطرت المقاتلات الاميركية للاقلاع من الكويت، ما قلّص من فاعلية الإسناد الجوي للثوار السوريين والبيشمركة في قتالهم ضد "داعش"، وأجبر المقاتلات الاميركية على البقاء في الجو فترات طويلة اثناء المعارك، ما رفع التكلفة المالية الاميركية، واجبر المقاتلات الاميركية على العودة الى قواعدها أحياناً وهي محملة بالقنابل، ما حدا بالسناتور الجمهوري المخضرم جون ماكين، وهو طيار حربي من زمن حرب فيتنام، الى انتقاد الادارة بسبب ما يبدو "بطالة" السلاح الجوي الاميركي في المعركة ضد تنظيم الدولة.


في الاسابيع الاخيرة، أطلق المسؤولون الاميركيون تصريحات في مجالسهم الخاصة مفادها انهم صاروا يعتقدون ان انقرة أدركت حساسية انفلات الوضع العسكري في الشمال السوري، وان وضع الميليشيات الكردية صار يقلقها بشكل خاص، وان المسؤولين الأتراك صاروا يرون أن اليد العليا في سوريا الشمالية هي إما لداعش أو للميليشيات الكردية، وفي الحالتين قلق تركي.


لذا، يقول الأميركيون إن المسؤولين الأتراك فاتحوهم بإمكان "إقامة منطقة عازلة" شمال سوريا، وهو ما وافقت عليه الولايات المتحدة بشكل كامل وأيدته، فانتقال السيطرة في الشمال السوري من أيدي ميليشيات --تصنف واشنطن بعضها بالارهابية - إلى أيدٍ حكومة صديقة، مثل الحكومة التركية، هو أمر تحبذه الادارة الاميركية.


ويتابع المسؤولون الاميركيون ان انقرة أعلمتهم بإمكان تدخلها عسكرياً في شمال سوريا قبل فترة، وأنهم لا يعلمون ما الذي يؤخر العملية العسكرية التركية.


أنباء نوايا التدخل التركي تسعد الأميركيين، فإلى الانضباط الكبير الذي ستفرضه تركيا وحلفاؤها من الثوار السوريين في الشمال، يبدو أن واشنطن تتوقع أن تنتقل المعارضة السورية الى "الحزام الأمني" التركي، وأن تتخذ، إما من مدينة حلب، أو مدينة إدلب، مقراً للحكومة السورية المؤقتة، وهذا إن حصل -حسب الرأي الاميركي- سيسرّع في دفع الأسد إلى قبول الامر الواقع والدخول في تسوية مع حكومة سورية منافسة تكون أصبحت أمراً واقعاً.


لكن الرأي الاميركي يبدو تمنياً، فإمكان دخول تركيا الحرب السورية قد يقتصر على الشمال الشرقي للبلاد حيث المجموعات المسلحة الكردية وداعش، وقد لا يتضمن تورط أنقرة في مناطق لا تنطبق عليها هذه الاوصاف، مثل محافظة إدلب.


على أن متابعين أتراك في العاصمة الاميركية يعزون التلكؤ التركي الى استمرار المفاوضات النووية مع ايران. وينقل هؤلاء عن كبار المسؤولين في أنقرة قولهم إن تركيا ليست في عجلة من أمرها للقيام بعملية عسكرية في الشمال السوري، ثم يتم التوصل الى اتفاقية بين طهران والعالم وتسوية قد تؤدي الى انهاء القتال وتالياً تثبيت الاوضاع في عموم سوريا.


مسألة التسوية الايرانية مع العالم سيتم حسمها في أقل من ثمانية أسابيع، وأنقرة مستعدة للانتظار كل هذه المدة، حسب المتابعين الأتراك، قبل التوغل عسكرياً في المستنقع السوري.


"ماذا تنتظر تركيا لاجتياح شمال سوريا؟" يتساءل أحد المسؤولين الاميركيين ببلاهة من لا يرى ربطاً بين المفاوضات النووية مع ايران والتطورات في عموم منطقة الشرق الاوسط.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها