الجمعة 2014/04/04

آخر تحديث: 00:43 (بيروت)

سوريا: الكيمياوي في جوبر.. بعد تأخير تسليمه

الجمعة 2014/04/04
سوريا: الكيمياوي في جوبر.. بعد تأخير تسليمه
دمشق ستؤجل حركة المواد الكيمائية بشكل مؤقت، لدواع أمنية (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
لا يبدو بأن فصول السلاح الكيمياوي السوري قد طويت بعد. فالنظام وَجَدَ في جبهة الساحل المشتعلة منذ أيام، ذريعة جديدة للتهرب من الإلتزام بمهل تسليم بقية أسلحته للدمار الشامل. في ما يعتقد هذه المرة، بأنه وسيلة للضغط على المجتمع الدولي لوقف جبهة الساحل التي أربكته في عقر داره.  
 
وكان نشطاء من المكتب الإعلامي في حي جوبر الدمشقي، قد نشروا يوم الجمعة، مشاهد مصورة على موقع "يوتيوب" لرجل يجري إسعافه مما يعتقد بأنه هجوم جديد بسلاح كيماوي. ويبدو الرجل، مستلقياً على سرير، فيما يحاول طاقم طبي انعاشه من اختلاجات عصبية، وصعوبة بالغة في التنفس، في ما يشبه حالة تسمم بغاز كيماوي صناعي. 
 
ويلقي الناشطون المعارضون باللوم على قوات النظام السوري في استخدام هذا النوع من أسلحة الإبادة الشاملة، والتي كانت قد استخدمتها على نطاق واسع في هجوم على الغوطة الشرقية ليلة 21 آب/أغسطس عام 2013 وتسببت في قتل المئات من المدنيين. 
 
وكان النظام السوري قد أرسل خطاباً إلى الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، يحذر فيه من إمكانية شن قوات المعارضة لهجمات بأسلحة كيميائية، بغرض اتهام الحكومة السورية بها. الأمر الذي اعتبره ناشطون، تمهيداً لإعادة استخدام النظام للأسلحة المحرمة دولياً، ضد مناطق تسيطر عليها المعارضة. يأتي ذلك في ظل خسارات النظام المتتالية في جبهة الساحل، معقل أنصاره، والضغوط الدولية التي يتعرض لها لتسليم بقية ترسانته الكيمياوية. 
 
الأمم المتحدة من جهتها، أعلنت الخميس، أن السلطات السورية ستوقف مؤقتاً نقل المواد الكيماوية نظراً لتردي الأوضاع الأمنية في محافظة اللاذقية. يأتي ذلك بعد أن أبلغت دمشق، البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، بأنها ستؤجل حركة المواد الكيمائية بشكل مؤقت، لدواع أمنية. وكان مبعوث سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري حذر من أن الحكومة قد تضطر لتأجيل النقل بسبب الوضع الأمني، وقد لا تفي بمهلة أخرى لنقل مكونات برنامجها للغازات السامة خارج البلاد.
 
يذكر بأن سوريا سلمت فقط نحو 54 في المائة من ترسانتها الكيماوية، عبر نقلها للخارج أو تدميرها داخل البلاد، بحسب المنظمة الدولية. وأشارت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني الى أن عملية نقل تلك المواد إلى مدينة اللاذقية، قد توقفت منذ 20 آذار/مارس الماضي. وهذا ما يشكل تأخيراً إضافياً في خطة تفكيك الترسانة الكيمياوية للأسد، والتي كان يجب أن تنتهي منتصف العام الجاري. ولم تفِ الحكومة السورية بمهلة انتهت في الخامس من شباط/فبراير الماضي لنقل جميع موادها الكيماوية المعلنة، والتي تقدر بنحو 1300 طن إلى خارج البلاد. ثم أخلفت مهلة جديدة تنتهي في شهر آذار/مارس الماضي.
 
وقالت رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية سيغريد كاج، والتي تشرف على عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية يوم الخميس، أن سوريا قامت بتجميع نحو 40 بالمئة من ترسانتها من الأسلحة الكيماوية في حاويات، لنقلها خارج البلاد وتدميرها. وقالت أن النظام السوري أبلغها عن نشر قوافل أمنية للتعامل مع العنف حول مدينة اللاذقية الساحلية. وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن أن السويدية كاج أبلغت المجلس يوم الخميس، أنه تم تجميع المواد السامة في 72 حاوية في ثلاثة مواقع مختلف، وحالما يتم ترحيل هذه الحاويات إلى الخارج فإن 90 بالمئة من مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية يكون قد نقل خارج البلاد لتدميره. إلا أن الجعفري قال يوم الخميس: "سيتعذر الإلتزام الكامل بالجدول الزمني الذي حددته الحكومة السورية والسيدة كاج ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية إذا لم يتطور الوضع الأمني في الاتجاه الصحيح."
وعطل المجلس بياناً كانت قد وزعته روسيا على أعضاء المجلس تعبر فيه عن "التحذير الشديد من جانب المجلس من عواقب هذه الهجمات الإرهابية على ميناء اللاذقية على شحنات المواد الكيماوية."
 
increase حجم الخط decrease