الأحد 2014/07/27

آخر تحديث: 15:53 (بيروت)

مهرجانات الصيف: الحضور يتراجع.. لكنّه "مقبول"

الأحد 2014/07/27
مهرجانات الصيف: الحضور يتراجع.. لكنّه "مقبول"
خسر لبنان بين عامي 2010 و2013 نحو 893620 ألف سائح
increase حجم الخط decrease

 

"الأوضاع الامنية والاقتصادية لم تترك لنا فرصة العيش بسلام وراحة. وهموم الحياة اليومية لا تسمح لنا بحضور المهرجانات والحفلات التي تقام سنويا في بعض المناطق اللبنانية. علماً أنّ هذه المهرجانات موجهة لفئة محددة من الناس"، تقول المواطنة منى فياض.

بعلبك، القبيات، إهدن، جبيل، جونيه، القبيات، بيت الدين وبيروت، كلها مناطق تشهد مهرجانات فنية صيفية، والمفارقة أنّ ازدياد عدد المهرجانات هذا الصيف يتزامن مع مرور لبنان والمنطقة بأزمات تلو الازمات، سياسياً وأمنياً واقتصادياً.

 

"علينا أن نتحدى الظروف الامنية ونشارك في حفلات الصيف، فالمهرجانات تعكس الوجه الحضاري للبنان، وهي خير دليل إلى أننا شعب يحب الحياة، ولا ينتمي إلى ثقافة الموت السائدة"، تقول المواطنة فايزة حجازي. وهي تتوافق في ذلك مع أمل خليل التي تعيش في بلجيكا، وتزور لبنان في الأعياد والعطلة الصيفية. تقول أمل: "بالطبع سأشارك في المهرجانات. هيدا جونا، ومنحب لبنان يبقى هيك".
أما المواطنة فاطمة قبيسي فترى أنّ "الاوضاع الامنية غير المستقرة انعكست سلبا على السياحة. من ناحيتي أفضل البقاء في المنزل على أن أخرج ولا أعود أبداً".

 

خسارة

 

رئيس دائرة المهرجانات في وزارة السياحة ربيع شديد يوضح أن "لا أرقام دقيقة حول عدد رواد المهرجانات في لبنان، لكن ما هو مؤكد أن النسبة جيدة بالرغم من الأحداث في المنطقة، والتي طالت إلى حد ما لبنان".

يضيف: "لا شك أن هذه الظروف شكلت السبب الرئيسي لإنكفاء عدد كبير من السياح واللبنانيين عن المشاركة في المهرجانات، خصوصا تلك التي تقام في أماكن قريبة إلى حد ما من مناطق متوترة أمنياً. كما أن التفجيرات المتنقلة التي وقعت مؤخرا في لبنان، تركت أثراً سلبياً على السياحة، ما أدى إلى تراجع نسبة الوافدين إلى لبنان".

 

لكنه يستدرك أنّه بالرغم من الوضع غير المستقر، شهدت حفلات الفنانين ماجدة الرومي ومارسيل خليفة وبعض الفنانين الأجانب حضورا ممتازا، ولاحظنا وجود عدد لا يستهان به من السياح".
ويشير شديد إلى أن "الأوروبيين كانوا الأكثر حضورا لبعض المهرجانات اللبنانية على مر السنين، يليهم اللبنانيون المغتربون والمقيمون"، لافتا إلى أنّ "السياح العرب كانوا يشكلون نحو 42% من السياح، لكن اليوم تراجعت أعدادهم ولا إحصاءات واضحة في شأنهم".

"لبنان خسر كثيرا منذ بدء الازمة السورية، بعدما كانت أعداد كبيرة من السياح الأردنيين والسوريين يتوافدون إليه. كما أننا خسرنا بين عامي 2010 و2013 نحو 893620 ألف سائح". وقد شكلت تحذيرات دول مجلس التعاون الخليجي لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان، خسارة كبيرة لقطاع السياحة.

 

حسومات

 

مديرة مهرجانات بيت الدين هالة شاهين تأسف لكون "الأوضاع الامنية تركت أثرا سلبيا على مهرجانات بيت الدين، الذي خسر في السنتين الماضيتين 30% من جمهوره، 20%  منهم من اللبنانيين المقيمين في الخارج، و10% من الاشقاء العرب".

تضيف: "الخسارة مؤكدة، فبعدما كان الحضور يبلغ نحو 35 ألف شخص، أصبح في السنوات الاخيرة يراوح بين 30 إلى 32 ألف شخص. لكن نسبة الحجوزات مقبولة في ظل الاوضاع السائدة، وبطاقات بعض الحفلات نفذت تقريبا". تشير شاهين إلى أن "أسعارنا مدروسة جداً وهي تناسب كل الطبقات الاجتماعية. فللمهرجانات دور تثقيفي وسياحي وانمائي، فهي ليست تجارية فحسب".

 

"الاقبال على مهرجانات بعلبك جيد نسبيا، لكننا نأمل أن يكون الحضور أكبر في الايام المقبلة"، تقول المسؤولية الاعلامية للمهرجانات تلك مايا حلبي، مضيفة: "برامجنا مدروسة ومتنوعة لتتناسب مع كل الأذواق، ونحن نقدم حسومات للمجموعات التي ترغب في الحضور، ترواح بين 10 إلى 15% على أسعار البطاقات. والنقليات مؤمنة من بيروت وزحلة إلى المهرجان مقابل 10 دولارات للشخص".

 

بدوره، أحد منظمي مهرجانات "Beirut holidays" أمين أبي ياغي يقول إن "الاقبال لهذه السنة جيد جدا. الأحداث الامنية والتوتر السائد في البلد انعكسا إلى حد ما على نسبة المشاركة، لكن تأثيرهما كان محدودا. وننتظر المزيد من المشاركة".في المقابل، يأسف المسؤول الإعلامي في الـ "virgin" عبدو حسيني لكون الاقبال على المهرجانات والحفلات ضعيف جدا مقارنة بالسنوات القليلة الماضية. "لا أجانب ولا عرب ولا لبنانيون مغتربون. ونسبة الحضور التي تقلصت إلى 50% بسبب الاحداث الامنية الاخيرة، يشكل اللبنانيون 90% منها"."عدد الحفلات كبير والحضور ضعيف، لكن الأسماء الفنية الكبيرة تستقطب أعدادا جيدة بالرغم من كل الأحداث، علما أن من يرغب بحضور المهرجانات لا يحجز مقعده، إلا قبل ساعات قليلة من الحفل".

 

 

increase حجم الخط decrease