الأربعاء 2015/01/28

آخر تحديث: 17:02 (بيروت)

عملية الجنوب... عين على الحدود وأخرى على العقارات

الأربعاء 2015/01/28
عملية الجنوب... عين على الحدود وأخرى على العقارات
أهالي الضاحية يستذكرون نتائج حرب تموز على صعيد التعويضات وأسعار العقارات (علي علوش)
increase حجم الخط decrease


مع كل حدث أمني على الحدود مع فلسطين المحتلة، تعود مشاهد حرب تموز 2006 إلى أذهان اللبنانيين، خصوصاً سكّان الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت. وهذه المشاهد لا تنحصر بالقتل والدمار والنزوح، وإنما تنسحب على ما بعد توقف القصف وعودة الأهالي والكشف عن الأضرار، حيث يزاح الستار عن حجم الأضرار وكلفتها، وبالطبع يفتح الحديث عن التعويض عن الخسائر، الأمر الذي يصيب الكثيرين بخيبة أمل، لأن التجارب السابقة لا تطمئن.

اليوم، ومع العملية التي استهدف فيها حزب الله دورية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، عاد سيناريو الخسائر التي تكبدّها المواطنون في حرب تموز الى الواجهة. لم يرتقِ الحديث عن تلك الخسائر الى مصافي الحديث الجدّي والمعلن، لكنه حضر في الأحاديث الجانبية بين الأهالي، وفي مظاهر القلق البادية على وجوه وأصوات أصحاب الفنادق والمطاعم والمراكز السياحية في المنطقة الممتدة من مدينة صور حتى الشريط الحدودي. يضاف الى ذلك، قلق أرباب العائلات من تداعيات تطور الوضع، خصوصا إذا ما وصل الأمر الى حد الحرب، اذ قد يضطرون الى تحمّل خسائر قصف منازلهم، والركض هنا وهناك لتحصيل بعض التعويضات.


العملية الجنوبية لم تصل حتى الساعة الى حدود الخطر، ولم تلحق القذائف التي سقطت داخل الأراضي اللبنانية، خسائر في الممتلكات، لكنها أشاعت جوّا من التوتر قد يؤثر على حركة السياحة وصيد السمك والحركة الزراعية في الجنوب، فيما لو تطور الأمر الى تصعيد عسكري. لكن حتى تلك اللحظة، التي يستبعدها عدد من أصحاب وعمّال مطاعم وفنادق صور، تبقى الأجواء هادئة، وحجوزات المطاعم والفنادق مستقرة. و"الأجانب ما يزالون في الفنادق، ولم يصل الأمر الى حد إلغاء الحجوزات أو المغادرة"، كما أشار مدير فندق "بلاتينيوم" حسين ترحيني لـ "المدن". ويعود الهدوء وإستقرار حركة رواد الفندق، الى ان "السيّاح معتادون على مثل هذه الأمور، فالقادم الى منطقة صور يعلم وضع المنطقة، ومعظم الأجانب باتوا يدركون أن هذه العمليات لا تؤدي دائماً الى تطورات".

التوغل جنوباً، وتحديداً الى منطقة "القليلة" التي تشهد أراضيها عادة بعض القذائف الإسرائيلية، كردّ فعل على عمليات حزب الله في الجنوب، لا يغيّر المشهد السائد في صور، حيث أكّدت مصادر في منتجع "تركواز" السياحي، لـ "المدن"، أن "الحركة طبيعية، ويشهد المنتجع روّاداً بشكل عادي، ولا إلغاء للحجوزات". وكما في "تركواز" كذلك في منتجع "تيروس" في الناقورة، الذي يشهد أيضاً حركة طبيعية.

بحرياً، لم يصدر عن الجيش اللبناني أي تحذيرات للصيادين بعدم الخروج الى البحر، وحركة المراكب "طبيعية، من صور الى الناقورة"، كما وصفها نقيب الصيادين في صور خليل طه، لـ"المدن".

الإستقرار على أرض الواقع خرقه قلق حيال الممتلكات، وتحديداً في الضاحية الجنوبية لبيروت. فعلى الرغم من إبداء سكان الضاحية لقوة عزيمتهم واستعدادهم للوقوف في وجه أي اعتداء إسرائيلي، الا ان التفكير الجدي لا يقف عند حدود العاطفة، لأن "خسائر أي حرب لا تقاس بالإستعداد النفسي. فالجنوبيون وأبناء الضاحية لم ينسوا بعد ما خسروه من أموال وممتلكات في حرب تموز"، وفق تعبير أبو بلال، أحد سكان منطقة المريجة في الضاحية.
تمييز أبو بلال بين الإستعداد النفسي وتقبّل الخسائر المادية، ينبع من تجربة تموز التي أفرزت "تعويضات بسمنة وتعويضات بزيت. والناس تتقبل الحرب وتتحداها انطلاقاً من حقنا كلبنانيين في الدفاع عن انفسنا، لكن الجميع يعلم ان خسائر الحرب لا تقع الا على رأس المتضرر، خصوصاً اذا لم يكن مدعوماً من جهة سياسية أو حزبية. أما غير المدعوم، فليس أمامه إلا السكوت، لأن صوته لن يصل الى أحد. وهذا هو حال عدد من أبناء الضاحية والجنوب، الذين ما زالوا يدفعون ديوناً تكبّدوها جراء محاولة استعادة حياتهم الطبيعية بعد الحرب، ان على مستوى تأهيل منازلهم، أو محلاتهم، أو التعويض عن المواسم الزراعية والمعدات التي خسروها في الجنوب".
وأمام استعادة الصورة القاتمة لخسائر حرب تموز، يتمنى أبو بلال عدم تطور ما حصل في الجنوب، لأن "المرة الماضية كانت الأسعار منخفضة مقارنة مع الوضع اليوم، خصوصا أسعار المنازل، وأي نزوح جراء القصف، سيرفع نسبة الطلب على المنازل، وربما نشهد بعد ذلك ارتفاعاً اضافياً للأسعار بعد تهدئة الأوضاع، تماماً كما حصل لأسعار الشقق والعقارات بعد حرب تموز".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها