الأربعاء 2014/10/22

آخر تحديث: 15:44 (بيروت)

تراجع أسعار الذهب لا يغري اللبنانيين لشرائه

الأربعاء 2014/10/22
تراجع أسعار الذهب لا يغري اللبنانيين لشرائه
هموم المواطنين المعيشية تلهيهم عن شراء الذهب رغم إنخفاض أسعاره (علي علوش)
increase حجم الخط decrease



لم يكن تراجع أسعار الذهب في السوق العالمية مغرياً بما فيه الكفاية للبنانيين ليدفعهم إلى شراء المعدن الأصفر، ما أبقى أسواقه الداخلية في حال من التراجع، ويرى خبراء في هذا الشأن أن اللبنانيين باتوا اليوم أكثر اهتماماً بشؤون حياتهم اليومية، وأن السيولة إن توفرت بين أيديهم فإنهم يفضلون إما الاحتفاظ بها، أو توجيهها إلى أمور تُعد أكثر أهمية بالنسبة إليهم كالتعليم والاستشفاء وغيرهما.
وكانت اسعار الذهب سجلت خلال الأسابيع الماضية تراجعات كبيرة خفضت سعر الأونصة إلى نحو 1210 دولارات، وهو أدنى مستوى له في أربع سنوات. في مثل هذه الحال كان يُفترض ان تشهد السوق إقبالاً على الشراء خصوصاً وأن هذه الفترة تزامنت مع أعياد. ويُعتقد أن النماذج السابقة لاقتناء الذهب كملاذ آمن للأيام السود لم تعد سارية حالياً.


ويشير أمين السر في نقابة تجار الذهب والمجوهرات في لبنان، محمد الزيات، إلى أن حركة أسواق الذهب تراجعت بنحو 40 في المئة مقارنة بالسنة الماضية، مؤكداً أن الحركة الضعيفة مردها إلى "الاقتصاد المنهار والسيولة القليلة ما يولد خوفاً عند الناس الذين يفضلون الاحتفاظ بالسيولة تحسباً لأي وضع طارئ".
يضيف: "أيام الحرب اللبنانية كانت السيولة موجودة بين أيدي الناس لذلك كانت حركة مبيعات المجوهرات والذهب بشكل عام أفضل مما هي اليوم، إذ أن الظروف التي نعيشها راهنا تضطر الناس إلى التفكير في الهموم المعيشية".
ويعتبر أن العرض الكثير والعوامل المؤثرة في الاقتصاد العالمي تلعب دوراً في تحديد أسعار الذهب، لافتاً إلى أن السعر العادل للأونصة يجب أن يكون فوق الألفي دولار للأونصة، لكن الاقتصاد العالمي أيضاً غير مستقر وتذبذب أسعار العملات والأسهم يلعب الدور الكبير في تحديد مسار الذهب.
ورداً على سؤال حول تراجع الحركة داخلياً، يقول الزيات "السنة الماضية كانت الحركة أفضل، ولا سيما في مواسم الأعياد، أما هذه السنة فالأمور إلى تراجع والحركة تأثرت سلباً بنحو 40 في المئة، وإذا استمرت الأحوال على ما هي، فقد تنتهي السنة على انخفاض 80 في المئة مقارنة بالسنة الماضية".

ويشير إلى أن حركة أسواق الذهب تأثرت أيضاً بتراجع الحركة السياحية، معتبراً أن السياح، وبغض النظر عن الدواعي الأمنية، لا يمكن أن يأتوا إلى بلد لا مقومات فيه للسياحة، إذ لا يوفر للسائح أي خدمات تنافس ما تقدمه دول أخرى. ويلفت إلى أن السياحة كانت تساهم بشكل مباشر في حركة سوق الذهب خلال السنوات الماضية.
ويفيد الزيات بأن الصناعة الوطنية من الذهب أصبحت متقدمة اليوم عن السنوات الماضية، ويلفت إلى أن المبيعات منها تشكل نسبة كبيرة من إجمالي المبيعات، وأن الواردات من إيطاليا تراجعت بسبب ارتفاع أسعارها، واستعيض عنها بمجوهرات من تركيا التي باتت منافسة حقيقية لإيطاليا في هذا المجال من حيث النوعية والتصميمات.
بدوره، يقول تاجر الذهب، محمد حليق، أن هذا المعدن الذي كان ملاذاً آمنا لفترات طويلة يبقى كذلك اليوم، لكن تذبذب الأسعار يُبعد الراغبين في الاستثمار فيه، كما ان تغير العوامل الاقتصادية يدفع الكثيرين إلى إعادة التفكير قبل شراء الذهب.
وفي ما خص السوق اللبنانية يشير حليق إلى أن الركود سيد الموقف حالياً، وأن حركة البيع أقل من مستوياتها المعهودة من دون أن يحدد نسبة لذلك، لافتاً إلى أن الزبائن لديهم ما هو أهم للتفكير فيه. ويقول: "نحن ننصح دائماً بشراء الذهب لأنه يوفر السيولة ويجعلها محفوظة لمدة أطول ويضمن عدم إنفاقها حتى وإن خسر بهامش معيّن، فإن هذه الخسارة تبقى اقل من إنفاق السيولة كلها لأمور قد تكون ضرورية، لكنها في أغلب الأحوال لا تكون كذلك".

ويشهد الذهب في الأسواق العالمية اليوم قوةً رفعته إلى نطاق 1240 دولاراً للأونصة، وأعادت إليه القليل من بريقه الذي فقده خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب بعض الضعف الذي أصاب الدولار، إضافة إلى قوة الدولار الاسترالي الذي ارتفع بعد صدور أرقام الانتاج الصينية الجيدة والأرقام الإيجابية لإجمالي الناتج المحلي.
وتشكل عتبة الـ1250 دولاراً حاجزاً تجدر مراقبته لأن من شأن كسره أن يؤدي إلى زخمٍ في أسواق الذهب قد تعيد أسعاره إلى مناطق الـ1275 دولاراً للأونصة. وسيساعد الاستمرار في قوة اليورو مقابل الدولار واستمراره في نطاق 1.2840، على رفع سعر الذهب في حال تجاوز هذه النقطة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها